قد تكون عدوك الأول.. كيف تمنع نفسك من تدمير حياتك؟
ربما لديك مجموعة من العادات التي تقودك إلى تدمير ذاتك، كيف تحددها وكيف تتعامل معها؟
ربما تعتقد أنه ليس لديك أي ميل لتدمير نفسك حتى تلقي نظرة متعمقة على حياتك وتُدرك أن أحلامك، علاقاتك وإنجازاتك قد تدمرت وتلاشت تمامًا، وأنك أنت السبب في حدوث ذلك.
لا يفعل أحد ذلك عمدًا، أغلب الأشخاص لا يدركون أنهم يفعلون ذلك في الأساب. في حقيقة الأمر فإن كثيرين لديهم عادات راسخة لتدمير الذات والتي لا يكتشفونها أبدًا، ولا يستطيع من حولهم ملاحظتها. في بعض الأحيان يكون لدينا رغبة حقيقية في تحقيق النجاح، وطموح عال، واستعداد لمواصلة المحاولات، ولكننا مع ذلك نستمر في الفشل، ولا نعرف السبب وراء ذلك!
وفيما يلي مجموعة من الصفات التي يتسم بها الأشخاص الذين يميلون إلى تدمير أنفسهم، إذا وجدت أن لديك بعضها فربما حان الوقت لإصلاح هذه المشكلة، وتحديد أهدافك الحقيقية، والعمل على منع نفسك من إلحاق الضرر بها، والمُضي قدمًا في الطريق الذي يمكنك من الوصول إلى ما تطمح إليه.
لديك طموحات مبالغ فيها
السمة المميزة للشخص الذي يدمر ذاته، وهو الأمر المثير للفضول لاسيما وأنها لا تبدو عادة مدمرة للذات على الإطلاق. لدى الشخص الذي يدمر ذاته أحلام ضخمة وكبرى، على سبيل المثال فإن قرارات هذه الأشخاص في مطلع العام الجديد تبدو وكأنها رغبة في السيطرة على العالم.
يؤكد علماء النفس أن الطموح المبالغ فيه غير صحي ومثبط ويدمر الأشخاص، وعندما تمتلك طموح غير واقعي فإنك غالبًا ما تفشل، ولن تستطيع تحقيق أي شيء، وتصبح أهدافك التي لا تستطيع تحقيقها بمثابة آلة حادة تضرب بها نفسك.
وبالتالي عندما تجد نفسك غير قادر على تحقيق أحلامك فكل ما عليك فعله هو فحصها بموضوعية، ووضع أهداف أخرى قابلة للقياس والتحقيق، مع وضع مُخطط زمني يقودك إلى تنفيذها، وربما تطلب من أحد أصدقائك أو المقربين منك مراقبة تقدمك.
التظاهر بالبهجة المفتعلة
الأشخاص الذين يميلون إلى تدمير أنفسهم غالبًا ما يفضلون إبعاد الآخرين عنه، لأنهم يخشون من أن تنكشف مشاعرهم الحقيقية، لذلك يدخلون في نوبة عدوانية من البهجة، بهدف إخبار الجميع أنهم في أفضل حال ولا يحتاجون إلى مساعدة.
بالتأكيد تظاهرك بالتفاؤل الشديد طوال الوقت سيكلفك الكثير من الطاقة، يستنزفك عقليًا وعاطفيًا، ويجعلك تشعر بالمزيد من الانزعاج.
وربما تنجح في خداع الأشخاص المُقربين منك، ولكنك بعد فترة لن تستطيع الصمود والحفاظ على مشاعرك وسوف تنهار ببطء لأنك تفقد كل الطاقة التي تساعدك على الوقوف على قدميك بشكل تدريجي.
ترفض أي عرض لمساعدتك
سيبذل الأشخاص الذين يدمرون أنفسهم قصارى جهدهم للتأكيد أنهم بخير، ويرجع ذلك إلى أنهم يقلقون للغاية من أن تزداد حالتهم سوءًا إذا تحدثوا عن حقيقة مشاعرهم لأي شخص آخر، وبالتالي يرفضون كافة عروض المساعدة، بعض النظر عما إذا كانت مساعدة بسيطة مثل تحضير العشاء، أو عرض آخر مثل المساعدة على العثور على وظيفة جديدة.
يرجع رفض المساعدات إلى محاولة الحفاظ على الذات، وربما يكون ناتج عن تعاملهم مع عدد كبير من الانتهازيين الذين حاولوا التلاعب بهم والاستفادة من ضعفهم، لذلك فإنهم يحمون أنفسهم من خلال الإنكار القوي لأي مشاعر سلبية، ويؤكدون أنهم يقومون بعمل رائع بمفردهم.
للتعامل مع هذه المشكلة، فإنك عليك تغيير وجهة نظرك إزاء الأمر، والتعامل مع الأمر بأنك تسمح لشخص آخر بمساعدتك. وتظهر الأبحاث أننا نحب دائمًا أن يُنظر إلينا الأشخاص على أننا مفيدون للآخرين.
التضحية المستمرة من أجل الآخرين
إن كونك شهيدًا أمر مدمر للذات، وهو تقريبًا اضطراب في الشخصية قد يحتاج إلى علاج، لأنك تشعر أنك في حاجة طوال الوقت إلى بذل مجهود كبير من أجل ارضاء الآخرين، وقد يصل الأمر إلى تعريض نفسك للخطر والمخاطرة من أجل الشعور بأن لديك قيمة كشخص، وبالطبع لن تشعر بالاكتفاء أبدًا، فتستمر في القيام بنفس السلوك طوال الوقت.
عندما تضع الآخرين أولاً فإنك ستعاني من الاستنزاف العاطفي، وهو الأمر الخطير للغاية لأنك ستخترق الحدود الصحية وستصبح علاقتك بغيرك غير سليمة وكل ذلك تحت شعار مساعدة الآخر.
يرجع هذا السلوك إلى أنك تشعر أنك في حاجة إلى تقديم المساعدة للآخرين وحتى مستعد للتضحية بشيء ما من أجل اسعاده، كي تحس أنه في حاجة إليك، في الوقت نفسه تتجاهل الكثير من الفرص التي تساعدك على تحقيق أحلامك وطموحك وتجعلك تشعر بالسعادة الحقيقية.
والطريقة الوحيدة لتعلم كيفية التوقف عن فعل ذلك تتمثل في أن تقول لنفسك "لا" عندما تشعر بالرغبة في التضحية واستبدال هذا الفعل بآخر أناني، على سبيل المثال إذا كنت تريد إنفاق خمسمائة دولار لشراء شيء ما لزوجتك لأنك تعرف أنها ستحبه، فحاول عوضًا عن ذلك إنفاق جزء بسيط من المال أو الوقت أو الطاقة أو أي شيء آخر على نفسك.