عروسان يستعيدان خاتمي زفافهما من البحر المتوسط



تمكن فريق إنقاذ في البحر الأبيض المتوسط من استعادة خاتمي زواج لعروسين جزائريين، بعد أن اعتقدا أن الخاتمين قد ضاعا للأبد، على إثر غرق المركب الذي كان يقلهما من ليبيا إلى إيطاليا، وعلى متنه 20 لاجئاً، غرق منهم 5، بمن في ذلك فتاة صغيرة. وقد نجا العروسان اللذان لم يبلغا الثلاثين بعد، أحمد ودودو، على يد صيادي أسماك لكنهما لا يزالان يعانيان من صدمة ما حصل، وفقاً لما أفاد به الفرع الإيطالي لمنظمة «أطباء بلا حدود».
وقال الوسيط الثقافي لـ«أطباء بلا حدود» في إيطاليا، أحمد روسان لشبكة «سي إن إن» الأمريكية: «بقيا في البحر 48 ساعة عندما غرق المركب»، وهو كان بين فريق الدعم النفسي للناجين الذين تم إنقاذهم من المركب بعد أيام من غرقه في منتصف أكتوبر.
لكن قصة العروسين مع البحر لم تنته هنا، إذ عثر رجال إنقاذ من منظمة «أوبن آرمز» للإنقاذ البحري في 9 نوفمبر الجاري، على القارب نصف الغارق وبداخله حقيبة ظهر حمراء مغطاة بمخلوقات بحرية صغيرة، تضم زوجين من القمصان وزوجاً من الأحذية وشاحن هاتف وخاتمي زفاف منقوش عليهما اسما أحمد ودودو. فشاركت «أوبن آرمز» صور حقيبة الظهر ومحتوياتها بما في ذلك صورة الخاتمين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال رئيس منظمة «أوبن آرمز» ريكارو غاتي: «في اللحظات الأولى اعتقدنا أنها ربما تعود إلى شخص متوفٍ أو ربما ضاع في الرحلة»، إذ غالباً ما يجد رجال الإنقاذ في البحر المتوسط أشياء شخصية، لكن احتمال إرجاعها الى أصحابها، إذا ما كانوا أحياء، لم يحدث من قبل.
وهذا ما أكده الوسيط الثقافي أحمد روسان الذي يعمل منذ تسع سنوات في مهمات إنقاذ.
قال روسان: «اتصلت بنا منظمة «أوبن آرمز» فقلت لهم إنه من المستحيل إيجاد صاحبي الخاتم، لكنهم حاولوا بكل الأحوال وعرضوا صور الحقيبة لبعض الأشخاص الذين كانوا على نفس المركب واتصلوا بنا وقالوا إن حقيبة الظهر تعود لأحمد، فتحدثت إليه على الفور».
أضاف روسان أن أحمد تحدث معه بشأن الخاتمين، موضحاً أنهما كانا في الحقيبة لأن الثنائي كانا يأملان في إصلاحهما بعد الوصول إلى أوروبا. وذكر أن أحمد كان سعيداً فعلاً في رؤية الصورة وكان عاطفياً بشأن الخاتمين، لكنه لا يزال يعاني من الصدمة في التفكير بالأشخاص الخمسة الذين فقدوا أرواحهم أمام ناظريه.
من جهتها، أفادت «أوبن آرمز» بأن طاقم الإنقاذ نظف الحقيبة ومحتوياتها ويزمع إرسالها إلى أحمد في أقرب فرصة ما أن ينتهي الحجر الصحي.