التقييم الذاتي ( Self-Esteem )
إن من أعظم الأسرار الخفية التي تلعب دورا مباشرا في نجاح، ورخاء، وسعادة ، ورفاهية الفرد أو في فشله ، وشقائه. هو التقييم الذاتي ويطلق عليه البعض ، أو يترجم ( Self-Esteem ) باحترام الذات ، والحقيقة فأن هذه التسمية تشير إلى الجانب الإيجابي من التقييم الذاتي . وسندرك ذلك عندما نفهم وندرك معنى ومفهوم التقييم الذاتي . ما هو التقييم الذاتي.. ؟؟ هو التصور و التوجه الذهني العام (Mindset) عند الفرد الذي ينتج عنه الصورة الذهنية التي ينظر فيها إلى نفسه ،وهو أيضا التصور والتوجه الذهني
العام عند الفرد الذي ينتج عنه الصورة الذهنية في الطريقة التي ينظر فيها الآخرون إليه
وما ينتج عن تلك الصورتين من مستوى ، وقيمة في المجتمع .مثل هذا التصور والتوجه الذهني الذي تبلور في مراحل مبكرة من حياة الإنسان ( أقرأ موضوع كيف تكون إيجابيا ؟؟) لذلك من الطبيعي جدا أن يكون التقييم الذاتي عند البعض إيجابيا ،حيث تجدهم دائما ينظرون بإيجابية إلى أنفسهم ، وعند البعض يكون سلبيا حيث تجدهم دائما ينظرون بشكل سلبي إلى أنفسهم ، ففي الحالة الأولى عادة ما تجدهم يشعرون بالفخر، والاعتزاز عندما يتعلق الأمر بنظرتهم إلى أنفسهم ، أو في قدراتهم على الانجاز . وهذا ناتج عن تثمينهم وتقديرهم لقيمتهم الذاتية . هذا من جهة ومن جهة أخرى فهم يدركون تمام الإدراك بأنهم بشر وأنهم معرضين لارتكاب أي خطأ محتمل وهذا يعطيهم دافعا اكبر في تجاوز حالات الفشل وحالات الإحباط على العكس من الأشخاص الذين يعانون من نظرة سلبية إلى أنفسهم
السؤال المهم هو : هل يستطيع الفرد أن يرفع من مستوى تقييمه الذاتي ، أي بمعنى آخر هل يستطيع أن يغير تقييمه الذاتي من الحالة السلبية إلى الحالة الإيجابية ؟؟ والجواب نعم..... يستطيع ذلك وفيما يلي عدة خطوات علمية فاعلة للقيام بذلك . ولكن قبل ذلك لابد من الإشارة. إلى أن كل واحد منا قد يضيف أو يغير بشكل نسبي في تقييمه الذاتي نحو الأفضل أو نحو الأسوأ حسب الظروف والأحداث التي نمر بها في حياتنا اليومية .والعملية أشبة بعملية تحديث ( update ) للبرامج من شبكة الويب ، تحصل بين اللحظة والأخرى .وبهذا الخصوص تقول Aine Belton
(You are a miraculous manifesting machine create your reality in every moment )
على هذا الأساس لا بد لك أن تدرك عزيزي القارئ بأنك في حياتك اليومية ، وفي أي لحظة تعيشها ، لحظة فرح ، أو لحظة غضب ، ابتسامة من صديق ، استهزاء أو سخرية من أحدهم ، قد ترفع أو تخفض من قيمتك الذاتية ، أي من نظرتك إلى نفسك. بالإضافة إلى ذلك فأن هناك عوامل أخرى مؤثرة جدا في قيمة الفرد الذاتية ،هذه العوامل تتعلق بمشاعرك وسلوكك اليومي اتجاه الآخرين ، فإذا كانت مشاعرك مشاعر عطف، ومودة ، وإخلاص، وصدق . فأن هذا النوع من المشاعر يساهم بشكل عجيب في رفع مستوى تقييمك الذاتي والذي ينتج عنه احترام الذات والرضا عن النفس . أما إذا كانت مشاعرك مشاعر أنانية، وغيرة ، وحسد ، وما ينتج عنها من سلوك سلبي كمحاولة النيل من الآخرين ، أو التقليل من احترامهم ، أو الاستهزاء بهم ، مثل هذا السلوك ربما تجد فيه بعض المتعة المؤقتة كردة فعل لمشاعرك السلبية. ، ولكن بعد أن يأتي المساء ، وما أن تهدأ وتسترخي حتى تجد نفسك في دوامة من المشاعر الغامضة التي تفقدك الرقاد بسلام ، مشاعر الأسى العميق ، الخوف من المجهول أو قلق متواصل تجهل مصدره . ماذا يحصل ؟؟من أين تأتي هذه المشاعر الغامضة ؟؟ ما هو مصدرها ؟؟ والجواب هو أن أي فعل سيء ترتكبه يخلف وراءه جرحا وجدانيا عميقا ، لهذا فأن الأنا الأعلى ( The realm of higher self ) نفسك الطاهرة ، النقية ، البريئة ، المقدسة ، سوف لن تتوقف عن تأنيبك وتقريعك ما دمت تلحق بنفسك الضرر .لذلك فأن الكثير من الباحثين يرون بأن أفضل طريقة لرفع قيمة الفرد الذاتية ،( تقييمه الذاتي ) هو أن يدرس بدقة أية مشاعر غامضة تنتابه ، والوقوف على أسبابها ، والسلوك الذي ينتج عنها ، لأن مثل تلك المشاعر لابد أن تكون لها علاقة مباشرة بمشاعر وأفعال سلبية سبقتها .
خطوات فعالة في رفع مستوى تقييمك الذاتي
1- يجب أن تحرص من الآن فصاعدا على أن تفتش على المفردات والكلمات السلبية التي كنت معتاد على استخدامها ، عندما تتحدث عن نفسك ،أو عندما يتعلق الأمر بالحديث عن قدرتك على الانجاز . أمثلة على هذه المفردات أو الكلمات ، أنا لا استحق هذا ، أنا لا استطيع ، أنا غير محظوظ ، هذه المهمة أكبر من قدرتي ....الخ
2- المفردات والكلمات التي دونتها في الفقرة الأولى ، حاول أن تستبدلها بمفردات ايجابية ، وأحرص على استخدامها مستقبلا .
3- حاول أن تدرس بعناية مشاعرك سوى كانت ايجابية أو سلبية ،وعندما تبدأ بفهم طبيعة مشاعرك ، فأن ذلك سوف يمنحك الثقة في هذه المشاعر ، وليس الخوف منها مثل ما كنت معتادا ، وهذا سوف يجعلك تتخذ القرارات الصحيحة المتعلقة في شؤون حياتك وبشكل عفوي وتلقائي جدا .
4- لا تقارن نفسك مع الآخرين ، وتأكد من أن لا شيء يجرحك من الأعماق أكثر من مقارنة نفسك مع الآخرين ، ولابد أن تدرك أيضا ، بأن الاعتياد على مثل هذه المشاعر هو بداية الشعور بالغيرة بالحسد .وأذكر هنا .. بأن الغيرة والحسد هما السبب المباشر للشعور بالدونية .