أرأيـتِ يـوم تحـمَّلـتْك القــــــــــــودا
مـن كـان مـنـا الـمـثقـلَ الـمـجهــــودا
حـمّلـتُهـا الغصنَ الرطـــــــــــيب وورده
وحـمـلْتُ فـيك الهـمَّ والـتسهـيـــــــــدا
وجعـلـتُ حظي مـن وصـــــــــــالكِ أن أرى
يـومًا بـه ألقى خـيـالك عـيـــــــــــدا
لـو شئتِ أن تعطـي حشـايَ صـبــــــــــابةً
فـوق الـذي بـي مـا وجـدت مزيـــــــــدا
أهـوى ربـاك وكـيف لـي بـمـنـــــــــازلٍ
حشدت عـلـيَّ ضغائنًا وحقــــــــــــــودا؟
أمعـرّسَ الـحـيّيـن مـا لكَ لـم تجــــــــب
مضنًى ولـم تسمع له مـنشــــــــــــودا؟!
أأصـمّك الأظعـان يـومَ تحـمّلـــــــــــوا
أم صرت بعـد الظاعـنـيـن بـلـيـــــــدا؟
قـد كـنـت تُوضح بـالأسنّة والظُّبـــــــــا
معـنًى وتقضـي مـوعـدًا ووعـيـــــــــــدا
حـيث الشمـوسُ عـلى الغصـون ولـم تكـــــن عـايـنـــــــــــــــتَ إلا أوجهًا وقُدودا
مـن سـام عزك فـاستبـاح مـن الشـــــــرى
آسـاده ومـن الخدور الغِيــــــــــــــدا
أنّى انـتفى ذاك الجـمـال وأصـــــــــبحت
أيـامك الـبـيض اللـيـالـي ســـــــــودا
فـاسمعْ أبثَّك: أننـي أنـا ذلك الـــــــــ
ـكـمِدُ الـذي بك لا يـزال عـمـيــــــــدا
مـا أبعـدتْ مـنك القـريب حــــــــــوادثٌ
عـرضتْ ولا قـرَّبنَ مـنك بعـيــــــــــــدا
لا تحسبَنْه هـوًى يحــــــــــــال وإن غدا
حظُّ الشقــــــــــــــــــيّ تفرُّقًا وصدودا
فلأنـتَ أنـت وإن عـدَتْ بك نــــــــــــيّةٌ
عـن نـاظري وتـركـنَ دونك بِيـــــــــــدا
ولئن أبحتَ تجلّدي فلطـالـمــــــــــــــا
ألفـيـتَنـي عـند الخطـوب جلـيـــــــــدا
أو رحتَ تـنكر صـبـوةً قـامت عــــــــــلى
إثبـاتهـا فرقُ النحـول شهــــــــــــودا
أخذوا بـمسـروب السـراب وجـانـبـــــــوا
عذبًا يـمـير الـوافديــــــــــــن بَرودا
مـصـبـاحُ لـيلـتهـا صـبـاح نهـارهــــــا
يُمـنى نداهـا تـاجهـا الـمعقـــــــــودا
مِطعـانهـا مِطعـامهـا مِصدامهــــــــــــا
مِقـدامهـا ضرغامهـا الـمعهـــــــــــودا
حاج هاشم الكعبي