يقال أن ابن الفارض الشاعر المتصوف
المعروف كان قد علِقَ قلبه وهام بحب فتاة
بالجوار إلا أنه كان عفيفًا فلم يطلع أحدًا على ما
أصابه حتى ألزمه المرض المُضني الذي أدناه
من الموت فأطلع أمه، فلما رأت دُنو أجله
أرسلت إلى الفتاة لتلقاه فلما اقتربت منه
أنشد:
أُخفي الهوى ومدامعي تبديه
وأُميتُه وصبابتي تحييهِ
ومعذّبي حلْوُ الشمائلِ أهيفٌ
قد جُمّعت كل المحاسن فيه
فكأنه بالحسنِ صورة يوسفٍ
وكأنني بالحزن مثل أبيه.