Fri, Feb 1, 2013
مسيرات تزحف نحو القصر الرئاسي بعد صلاة الجمعة


احتشد متظاهرون في ميدان التحرير

BBC
في ظل هطول شديد للأمطار، خرجت مسيرات احتجاج في أنحاء متفرقة من العاصمة المصرية القاهرة، في ما يعرف باسم "جمعة الخلاص" للمطالبة باستكمال تحقيق أهداف الثورة.
وتحركت مسيرة من حي مدينة نصر بشرق القاهرة باتجاه قصر الرئاسة - المعروف بقصر الاتحادية - وسط هتاف مئات المتظاهرين ضد رئيس البلاد، محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين.
وفي الوقت نفسه، مازال الحشد مستمرا بمنطقة العباسية القريبة من قلب القاهرة استعدادا للتحرك كذلك صوب قصر الرئاسة.
وساد الهدوء محيط القصر قبل انطلاق المسيرات.
كما تحركت مسيرات من حي المهندسين وشبرا صوب ميدان التحرير بوسط القاهرة، للانضمام لمئات المتظاهرين المحتشدين هناك بالفعل.
وقد تسببت الأمطار التي هطلت على شوارع القاهرة صباح الجمعة في تأخير توافد المتظاهرين على التحرير للمشاركة في المليونية.
ومن أبرز المشاركين في المظاهرات أحزاب الوفد والدستور والمصريين الأحرار والتحالف الشعبي الاشتراكي والمصري الديمقراطي الاجتماعي والكرامة وبعض الحركات الثورية ومنها حركة 6 ابريل وأيضا ما يعرف بمجموعة بلاك بلوك.
ويطالب المتظاهرون بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وبلجنة لتعديل المواد الخلافية بالدستور، وإزالة آثار الإعلان الدستوري الصادر في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وإقالة النائب العام.
كما يطالبون بتشكيل لجنة قضائية للتحقيق في سقوط الشهداء والمصابين في الأحداث الأخيرة ومحاسبة المسؤولين عنها، وإخضاع جماعة الإخوان المسلمين للقانون، وإلغاء حالة الطوارئ بمدن القناة.
وتشهد مصر أزمة سياسية منذ الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني، وهي الذكرى الثانية للثورة، تمثلت في احتجاجات وأعمال شغب أسفرت عن سقوط العشرات بين قتلى وجرحى.

مظاهرات بورسعيد

وامتدت مظاهر الاحتجاج إلى مدينة بورسعيد المطلة على قناة السويس، شمال شرقي البلاد، للتنديد بحكم مرسي والمطالبة بالقصاص لمقتل العشرات الأسبوع الماضي.
فمن مساجد عدة بالمدينة، انطلقت عقب صلاة الجمعة مسيرات بمشاركة الآلاف باتجاه ميدان الشهداء، وذلك في ظل غياب تام لقوات الشرطة.
وردد المتظاهرون هتافات مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي مطالبين بالاستقلال عن الدولة المصرية وإقامة ما أسموه بـ"جمهورية بورسعيد الحرة".
وقال شهود إن قوات من الجيش تدخلت لإقناع متظاهرين غاضبين بالابتعاد عن مديرية أمن المدينة، وذلك بعدما وجه بعضهم السباب لقوات الشرطة المتمركزة لدى المديرية وأعلاها.
ويشعر كثيرون من أهالي المدينة بالغضب من قوات الشرطة خاصة بعد مقتل العشرات وإصابة المئات خلال الأحداث التي أعقبت النطق بالحكم في قضية مباراة بورسعيد.
واندلعت أعمال عنف واشتباكات بين محتجين وقوات الشرطة عقب الحكم بإعدام 21 متهما في أحداث الشغب بمباراة لكرة القدم بين نادي المصري ونادي الأهلي العام الماضي، والتي أسفرت عن مقتل العشرات.
ومنذ ذلك الحين، انتشرت قوات الجيش في شوارع بورسعيد، وغيرها من مدن منطقة السويس، التي فرض فيها رئيس البلاد حالة الطوارئ وحظرا للتجول.

"حماية الشرعية"


يتهم المحتجون مرسي بالتخلي عن أهداف الثورة

وبالتزامن مع خروج مسيرات الجمعة، قال المعارض البارز محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، بحسابه على موقع تويتر "أسقطنا نظام مبارك بثورة سلمية ومصرون على تحقيق أهدافها بنفس الأسلوب مهما كانت التضحيات أو أساليب القمع الهمجى".
ومن جهته، طالب عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر شباب الثورة بأن يحافظوا على ممتلكات الدولة والناس، مؤكدا أن التظاهر حق، والاحتجاج ضرورة، والحفاظ على سلمية المسيرات مسئولية.
وطالب موسى خلال بيان نشره عبر صفحته الرسمية على فيسبوك الحكومة بحماية المتظاهرين وحقوقهم والممتلكات العامة والخاصة، وأن تكون الحكومة مسؤولة عن ذلك.
بالمقابل، قالت مصادر بجماعة الإخوان المسلمين لبي بي سي إن شباب الجماعة يؤدون صلاة الجمعة فى عدد من مساجد مدينة نصر بشرق القاهرة وسوف يترقبون المسيرات التي تتوجه نحو القصر الرئاسي.
وأوضحت المصادر أنه "فى حالة تجاوز القانون، أو الاعتداء على الشرعية أمام قصر الاتحادية الرئاسي خلال مظاهرات اليوم سينزل الشعب المصرى وجماعة الإخوان والشرطة لحماية الشرعية".
ويتهم المحتجون الرئيس محمد مرسي بالانفراد بالحكم والتخلي عن أهداف الثورة التي اندلعت قبل عامين.
أما أنصاره فيتهمون المعارضة باستخدام الشارع لمحاولة إزاحة أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر عن منصبه.