،،،،
"دراسة الجدوى"
إنّ الشروع في أيّ مشروع تجاري جديد، أو إنتاج خط إنتاج جديد، أو التوسع في سوق جديدة هو أمرٌ محفوف بالمخاطر تحت أيّ ظروف اقتصاديّة؛ ويُعّد إجراء تحليل الجدوى الاقتصاديّة، الذي يُطلق عليه أيضاً دراسة الجدوى الاقتصاديّة خطوة مهمة في تقيّيم التّكاليف والفوائد والمخاطر والعوائد للمشروع الجديد، وتساعد دراسات الجدوى الشركات على تخطيط العمليات وتحديد الفرص والصعوبات وكذلك تساعد في جذب المُستثمرين؛ إنّ تحليل الجدوى ليس بالضرورة أن يكون صعباً أو مكلفاً، ولكنّه يجب أن يكون شاملاً ، مع مراعاة جميع التحديّات والمُشكلات المحتملة.
أولاً، يجب تحديد السّوق المُستهدف: إنّ تحديد ووصف السّوق المُستهدف للمشروع أو النشّاط التجاري المقصود من أهم الأمور التي يجب النظر فيها؛ فيجب وصف كيف ستستفيد قاعدة العملاء المقصودة من المنتج أو الخدمة، وإذا كان النشّاط المُخطط يخدم قاعدة عملاء الأعمال، يجب تحديد المجال الذي يعمل فيه العملاء المستهدفون، ومن هم اللاعبون الرئيسيون؛ بالنسبّة لقاعدة المُستهلكين، يجب وصف الخصّائص الديموغرافيّة وسلوك التّسوق للعملاء المستهدفين.
النظر إلى المنافسين: أي تقيّيم المنافسة في السّوق المستهدف؛ يجب تحديد الشّركات المنافسة الرئيسيّة ومنتجاتها وخدماتها، وأسهمها في السّوق للنشّاط المقصود؛ سيؤدي هذا إلى التفكير في كيفيّة التميّيز بين المنتجات أو الخدمات التي تُقدّم وبين تلك التي يقدّمها المنافسون؛ ويجب وصف الخطّة العامة للمشروع أو النشّاط؛ وهذا يشمل متطلبات الإنتاج والتسهيلات والمبيعات واستراتيجيّة التسويق.
توّقعات الإيرادات الخاصّة: أي توّقع إيرادات النشّاط التّجاري بناءً على حصّة مفترضة من السّوق المُستهدف؛ حيثُ يُمكن تقديم توقّعات الإيرادات لمدة سنة واحدة أو أكثر، ويقترح بعض المحللين تقديم توقّعات الإيرادات لمدة ثلاث سنوات.
تحديد التّكاليف الثّابتة والمتغيرة: أي تقدير تكاليف النشّاط التّجاري، مع مراعاة التّكاليف الثابتة والمتغيرة.
التّكاليف الثّابتة: هي تلك التكاليف التي تظل ثابتة خلال الفترة الزمنيّة التي تتوقع الإيرادات؛ وتشمل الأمثلة المرافق (مثل الإيجار في المصنع أو المساحات المكتبية) والفائدة على البنود الرأسمالية والنفقات الإدارية.
يجب اعتبار التّكاليف الثّابتة كمبلغ مقطوع واحد، لأنّها هي نفسها بغض النظر عن مستوى المبيعات أو الخدمات المُقدمة.
التّكاليف المتغيرة: هي تلك التي تتغيّر استجابة لمستويات المبيعات؛ وتشمل نفقات المواد وتكاليف العمالة وتكاليف التّسويق والتوزيع.
اختتام تحليل الجدوى الاقتصاديّة: يجب القيام بموازنة تكاليف وفوائد النشّاط أو المؤسسة المخطط لها، باستخدام الإيرادات والتكاليف المتوقعة كدليل، ويجب أيضاً إدراج أي عوامل غير اقتصاديّة يمكن أن تؤّثر على نجاح العميلة في تحليل الجدوى الاقتصاديّة، مثل التّأثيرات البيئيّة والاعتبارات السياسيّة مثل اللوائح الحكوميّة؛ وإذا تجاوزت الفوائد التّي تُفهم بشكل عام على أنها أرباح تكاليف ومخاطر النشّاط المخطط له، فيمكن اعتبار المشروع الجديد تعهداً عمليّاً للمؤسسة.
يجب أيضاً تحديد ميزانيّة التشغيل التي هي توقعات تفصيليّة لنشّاط الأعمال لفترة قصيرة مستقبلية، تختلف ميزانيات التشغيل عن الميزانيات الرأسماليّة، والتي تُستخدم للتخطيط لمشاريع بعيدة المدى، ويستخدم المالكون بشكل عام ميزانيّة تشغيل للتخطيط لعام واحد من الإيرادات والنفقات لأعمالهم، وهناك خطوات محددة في إعداد ميزانيّة التّشغيل.
إعداد ميزانيّة المبيعات: إنّ ميزانيّة المبيعات هي قسم فرعي من ميزانيّة التشغيل وتتعامل بشكل حصري مع الأنشطة المُدّرة للدخل في الشّركة.
إعداد ميزانية التّكلفة: إنّ ميزانيّة التّكلفة هي إسقاط لجميع النّفقات التي ستتكبدها الشّركة خلال الفترة القادمة؛ وبشكل عام تنقسم ميزانية التّكلفة إلى قسمين: تكلفة إنتاج الإيرادات والتّكاليف الثابتة. بالنسبة لشركات التّصنيع، تكلفة إنتاج الإيرادات هي تكلفة السلع المُباعة؛ أمّا بالنسبة لشركات الخدمات، تكلفة إنتاج الإيرادات هي تكلفة المبيعات.
إعداد ميزانية التّشغيل: يجب البدء بالإيرادات المتوقعة من ميزانية المبيعات، ثم طرح تكلفة إنتاج الإيرادات من ميزانية التّكلفة، وهذا المبلغ يساوي الربح الإجمالي؛ بعد ذلك تُطرح التّكاليف الثابتة ومن ثم تُطرح التّكاليف الماليّة مثل الفائدة والاستهلاك؛ وإنّ المبلغ النهائي هو الدخل المتوقع.
،،،،