تفسير ظاهرة السراب
السراب ظاهرة مألوفة فى الأيام القائظة ( شديدة الحرارة ) .. ويمكن رؤيتها صيفاً فى الطرق حيث يبدو الطريق لراكب السيارة كما لو كان مغطى بالماء.. وكما يمكن ملاحظتها فى الصحارى حيث ترى النخيل أو التلال صوراً مقلوبة شبيهة بتلك الصور التى تحدث بالإنعكاس عن سطح الماء.. وعندئذ يظن المراقب وجود الماء..
لا تقتصر ظاهرة السراب على تخيل وجود الماء بالقفر في الحر الشديد، إنما كذلك تخيل وجود أشياء قريبة جدا، بينما موقعها الحقيقي يكون على بعد مئات الكيلومترات. وخير مثال على ذلك، ظهور خيال لمدينة على سطح البحر ببانغلي Penglai، على الساحل الشرقي الصيني في07 ماي 2006 في يوم حر شديد. وقد أكد شهود عيان رؤيتهم لحركة السيارات والمارة.
وتفسر هذه الظاهرة كما يلى:
فى الأيام شديدة الحرارة ترتفع درجة حرارة الطبقات الهوائية الملاصقة لسطح الأرض..فتقل كثافتها عن كثافة الطبقات التى تعلوها..ويترتب على ذلك أن تكون معاملات إنكسار طبقات الهواء العليا أكبر من تلك التى تحتها.. لذلك إذا تتبعنا شعاعاً ضوئياً صادراً من قمة نخلة مثلاً..فإن هذا الشعاع عند إنتقاله من الطبقة العليا إلى الطبقة التى تقع تحتها ينكسر مبتعداً عن العمود..وعند إنتقاله من هذه الطبقة إلى التى تليها يزداد إنحرافه.. وهكذا يزداد إنحراف الشعاع أثناء إنتقاله خلال طبقات الهواء المتتالية، متخذاً مساراً منحنياً..
وعندما تصبح زاوية سقوطه فى إحدى الطبقات أكبر من الزاوية الحرجة بالنسبة للطبقة التى تحتها.. فإن الشعاع الضوئى ينعكس إنعكاساً كلياً، متخذاً مساراً منحنياً إلى أعلى حتى يصل إلى العين التى ترى صورة قمة النخلة على إمتداد الشعاع الذى يصلها.. وهذا يفسر رؤية صورتها مقلوبة، فيظن المراقب أن هناك ماء ..