يكشف الباحث الأكاديمي خالد الحروب عن رأيه في اختيارات لجنة البوكر العربية هذه السنة فيقول: "تسنى لي حتى الآن قراءة اربع روايات هي (مولانا، والقندس، وأنا وهي والأخريات، ويا مريم) من الست التي تضمنتها القائمة القصيرة، ومن تلك القراءة واستنادا الى النتاج الروائي العربي في السنوات القليلة الماضية بالإمكان القول فعلا إن الرواية العربية بخير وإنها تتقدم.
كل واحدة من هذه الأعمال تقدم نصا أدبيا يخرج من قلب الواقع المحلي الذي تناقشه (المصري الديني الاستغلالي في مولانا، والسعودي الاغترابي الذاتي الحائر في "القندس"، واللبناني الاجتماعي الأنثوي في "أنا وهي والأخريات"، والعراقي الطائفي المتشظي في "يا مريم").
الروايتان الأخريان تندرجان في الهم المحلي ذاته وموضوعاته الشائكة، فكما يقول بيان لجنة التحكيم تعالج "سائق البامبو" ظاهرة العمالة الأجنبية ومظالمها في الكويت، في ما تعالج "سعادته السيد الوزير" الفساد السياسي في الواقع التونسي. ويضيف الحروب "هكذا إذن يستمر النص الروائي العربي، والأدبي بشكل عام، في منازلته التاريخية مع التابوهات الثلاثة التقليدية في المجتمع العربي: السياسة والجنس والدين. في كل واحد من المجتمعات العربية من دون استثناء لا تتحكم هذه التابوهات وحسب في رقاب الأفراد وتقمع تطلعاتهم وانطلاقهم، بل تتحول وتتمأسس في شكل عمليات رقابية وتسلطية بيد نخب تستغل الخطوط الحمر وتراكم مصالح خاصة بها، مدعية الدفاع عن المجتمع والمحافظة عليه. يتحالف السياسي مع رجل الدين مع شرطي الآداب في تخليق وضع اجتماعي مشوه وتشويهي يقف في وجه عجلة التاريخ ويطارد الأفراد وأرواحهم ويكبت كل إشراقة ابداع فيهم. النداء غير المنطوق في النصوص الروائية العربية الفائزة في القائمة الطويلة والقصيرة كما في النصوص الروائية الأخرى الرحبة سواء التي شاركت في المسابقة أم لم تشارك وعلى مدار السنوات الأخيرة الماضية هو نداء الحرية والانعتاق. إنه النداء الوحيد الذي يستحق ان نقف وراءه جميعا ويستحق الظفر بكل الدعم وكل الشرعيات.
والحرية هنا لا تقتصر على الحرية السياسية وحسب، بل تتعداها إلى الحرية الاجتماعية والدينية والجنسية، وأن يكون الفرد لا غيره هو المسيطر على ذاته".