فيديو| الخنافس تجبر الجيش الألماني على الخروج من ثكناته



تعاني الغابات في مناطق ألمانية بسبب انتشار نوع ضار من الخنافس فيها، وكردّ على ذلك استعدت الحكومة الجيش لتقديم يد العون، في محاولة لحماية الثروة الشجرية والحرجية المهددة.
والحال أنه بعد صيفين اعتبرا الأحرّ في ألمانيا والبلدان الأوروبية بشكل عام، انتشر نوع من الحشرات الضارة في الغابات، يعرف علمياً باسم “خنفساء اللحاء”، وهو ينتمي إلى فصيلة سوسية، أي أنّه ينهم الأشجار نهماً، من الداخل، حتى يقتلها ويفسدها.
باليدين، وبأدوات معدنية بسيطة، نرى في الفيديو أعلاه عناصر من الجيش الألماني ينظفون جذوع الأشجار من بيوض ويرقات خنافس اللحاء، آملين في ألا تكبر، وألا تنمو أجنحتها وتطير. فلو حصل ذلك، ستكون هذه الخنافس قد وصلت إلى سنّ البلوغ، وهذا يعني أنها ستتكاثر مجدداً، بحسب موقع يورو نيوز.
والتكاثر ليس “بسيطاً”، إذ يقول العلماء إن جيلاً واحداً من هذه الخنافس، إذا ما نجح في البقاء والانتشار، يُسهم في انفجار عدد الخنافس الموجودة أساساً، إذ يزيده بنسبة 40 بالمئة تقريباً.
“حرب ردع الجيل الثالث”
منذ بعض الوقت، بدأت، على سبيل المثال، المعركة لإيقاف ما صار يسمى “الجيل الثالث” من الخنافس من التمدد والتوسع في الغابات المنشرة في ولايتي براندبورغ وساكسونيا في شرق البلاد، إذ أن الخسائر التي يسببها انتشار تلك الحركة كبيرة جداً.
لقد أدت الحرائق إلى تحويل ما يعادل مساحة 3.300 ملعب كرة قدم في الغابات إلى رماد في العام الماضي. وإذا أضفنا إلى ذلك الخسائر التي تسبب بها التصحر والفيضانات والعواصف والكوارث الطبيعية على اختلافها، فمن غير المسموح إطلاقاً، بالنسبة للحكومة الألمانية، التفريط بنحو مليون ونصف متر مكعب من الحطب، والخضار، بسبب هذه الخنافس.
فالرقم المذكور أعلاه، والذي نقله توماس شميدت، وزير البيئة في مقاطعة ساكسونيا، لوكالة رويترز للأنباء، يمثل “الهدر” الذي تسببت به الخنافس في العام 2019، علماً أن أمامنا 4 أشهر حتى نهاية العام.
لمَ غابة الأمازون بهذه الأهمية ولماذا تسمى رئة الكوكب؟
“الغابة” بالمناسبة، جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعب الألماني ولها أصول وجذور عميقة في ثقافته، والألمانيون يتباهون بشكل عام بوعيهم البيئي والأخضر. هنا، تقف البلاد أمام أزمة بيئية حقيقة، ولذا ليس من المستغرب أن ترسل الجيش إلى الغابات لمحاربة انتشار الخنافس. وثمة، على سبيل المعلومة، نحو مليونيْ ألماني يمتلكون غابات، فيما يبلغ تعداد السكان نحو 80 مليوناً، وهذا الرقم لا يستهان به.
تقول مصادر رويترز إن التغير المناخي والتصحر أديا إلى انخفاض مستوى المياه الجوفية إلى مستوى غير مسبوق في ألمانيا، بحيث تعجز بعض الأشجار التي يبلغ عمرها مئات السنين عن الوصول إلى المياه في الأرض. وفي الجفاف أيضاً، تضعُف آليات الدفاع التي تتمتع بها الأشجار أكثر، ولذا، فإن انتشار طفيليات في الغابة، مثل خنفساء اللحاء، يصير أسهل.
ولا يقتصر انتشار الجيش الألماني في الغابات على إزالة بيوض الخنافس المؤذية فقط، إنما أيضاً على محاولة “إنقاذ” ما تبقى من حطب، كي يكون صالحاً للاستعمال، قبل أن يفسد كلياً.
ملايين الأمتار المكعبة في خطر
يقول كلاوس فينك، العقيد في الجيش الألماني، “بحسب الحكومة في مقاطعة ساكسونيا، نتعامل هنا مع طاعون، مع أخطر المشاكل وأكثرها جدية التي تواجه المنطقة منذ زمن طويل”. ثم يضيف “الحنفساء تهدد ملايين الأمتار المكعبة من الحطب”.
إضافة إلى الضرر البيئي، سببت المشاكل البيئية وأزمة الإيكولوجيا في ألمانيا ارتفاعاً في أسعار الخشب بشكل عام، ما أزم وضع قطاع صناعة الأخشاب، المهتز أساساً.