.
فحم التماثيل
……..
سافَرتُ ذاتَ يومٍ، أتفرّج على جَمالِ الخليقةِ
وهي تُعفِيني من المجهولِ، في قِطارٍ بزَحامٍ مُرتَخٍ. على
مَطلعِ الفَجرِ، غَمغَماتٌ من امرأةٍ تحتلّ أوراقي “لا
تَشتَغلْ بي…”، حيثُ جَمعي قد احتَشَد للشفاءِ المعاكس،
كغُبارٍ على يدي، فَرقَعَ الآلامَ وهو يدوسُ حرّيتي،
ريثما كنتُ صغيراً، نقيّ العظامِ، استَعبَدَتنيَ جارةٌ، بنداءِ
العناصرِ في جسمِها، لألصقَ بالحُمّى. وكالمعتادِ
يَطعنُني الانتباهُ من ابنها الهامسِ خلفَ بابٍ، مُتسلّياً وسطَ
أحلامهِ، فآخذُ مِطواةً أشقّ بها كِتفَ عابرةٍ
تتهادَى كبارجةٍ لغزوِ العالمِ…
تعَطّلتُ، كأنّي مَرهَمٌ فاسد، وذَرّانيَ اللهُ آكلُ أحلامي
خلفَ شجرَة، بقليلٍ من الصبرِ، دونَ أن أستدلّ من التجاويفِ
التي تَصفِرُ في نَخرِ أسناني على أيّ خيرٍ يؤدّي إلى الهلاكِ…
ضربةُ شمسٍ تهزمُ الملاكمَ، ورِسالاتُ حُلقومٍ هنا
كالكلبةِ الدائخة من حِبرِها المشحونِ.
قبلَ توتّرِ الصياحِ، روحي تقُصّ لُعبتَها مع الزمن،
كمُخلّصٍ شدّ سَوطاً في فُكاهةٍ، ليجلدَ القافزَ داخلَ جُثّتهِ
الاعتباطية. مثلَ توسّلِ المتنبّي إلى حُمّاهُ، أو امتثالِ عفراءَ
على قبرِ عُروةَ. يرتطمُ القطارُ، بساعةٍ جنائزيّةٍ، أولَ
الصباحِ. هاجسٌ يوقظني أريدُ أن أَقتُلَ!
منقوول