تسع طرق لتسهيل عملية النوم ومطاردة الأرق
عندما يأتي الامر الى الخلود الى النوم، يجب ان تعرفي ان الطفل يحتاج الى عدد ساعات من النوم تفوق تلك التي للبالغين. فيحتاج الرضيع الى النوم 12 ساعة واكثر يوميا، ويقل الوقت مع تقدم العمر به ليصل الى 10 ساعات في عمر 6 سنوات. وبحسب منظمة النوم الاقليمية الاميركية، فمع وصول الطفل إلى عمر سنتين، سيكون قد قضى معظم وقته نائما.
من الطبيعي ان يقضي الطفل %40 من وقته في النوم خلال سنوات طفولته الاولى (اي قبل سن التاسعة). وقد يعتقد البعض ان النوم مهم حتى يستريح الطفل من التعب ويعيد شحن طاقته، بيد ان الامر اكثر من ذلك بكثير. فخلال النوم يفرز الجسم هرمونات النمو والبناء التي تدعم صحة وحيوية وتطور الطفل العقلي والجسدي. وقد بينت الدراسات ارتفاع نسبة بعض المشاكل السلوكية والنفسية في الاطفال الذين لا يحصلون على ساعات كافية من النوم بشكل مزمن، كما يقل لديهم التركيز والقدرة على التعلم وتزداد قابليتهم لزيادة الوزن مقارنة بمن ينامون بشكل مناسب وملائم.
أعراض قلة النوم
عندما لا يحصل الطفل على حاجته من النوم ستظهر عليه اعراض معينة مثل: صعوبة التحكم في مشاعره وفرط النشاط والمزاجية وسرعة الاستثارة والتوتر، وقد يبكي احدهم من دون سبب. وهي اعراض ليست ممتعة لأي ولي امر.
ما عليك عمله
رغم الصعوبة التي يواجهها بعض اولياء الامور في اخذ اطفالهم الى السرير وجعلهم يبقون فيه الى ان يناموا، يجب عليهم عمل كل ما يلزم لمساعد الطفل على الحصول على كمية النوم التي يحتاجها.
وتعليم الطفل روتينا يوميا والالتزام بعادات نوم جيدة سيساعده على الخلود الى النوم والاستغراق فيه حتى يستيقظ وهو يشعر بالراحة والنشاط، كما ستبعد عادات النوم الجيدة التوتر من وقت النوم. ولا تعتقدي ان هناك قانونا او طريقة لجعل النوم سريعا او غصبا، فلكل طفل قاعدته وطبيعة جسم ومزاجه المختلف عن الاخر. لكن من المهم ان تطوري روتينا مناسبا لعائلتك، وان تلتزمي به. واليك بعض الاقتراحات المفيدة كنقطة بداية:
1 - اجعلي النوم من أوليات العائلة
حددي اوقاتا للاستيقاظ والنوم لجميع اطفال العائلة، وكوني حريصة على تطبيقها حتى في اوقات العطل. فذلك سيعود جسم الطفل (ساعته البيولوجية) على مواعيد الاسترخاء والنوم والاستيقاظ والنشاط في كل يوم. ويمكن الحكم على ان الطفل يأخذ كفايته من النوم عندما ينام بعد 15 الى 20 دقيقة من خلوده الى الفراش ويستيقظ بسهولة صباحا ولا ينام ظهرا.
2 - تعاملي مع صعوبات النوم
تشمل دلالات صعوبات النوم: صعوبة الاستغراق في النوم والاستيقاظ خلال الليل، الشخير ومشاكل التنفس في النوم، سماع صوت مرتفع وعميق اثناء النوم، معاندة عدم الذهاب الى النوم. ومن الممكن ملاحظة صعوبات النوم اثناء سلوكيات اليوم ايضا. فان كانت علامات التعب والنعاس والارهاق والتوتر والقلق والمزاجية تظهر على طفلك في النهار، فذلك دلالة على انه لا يحصل على راحة كافية اثناء النوم، ويجب عليك استشارة الطبيب لتشخيص سبب المشكلة. فأسباب مشاكل النوم قد تكون بسيطة مثل تضخم في اللوزتين او اللحمية ويمكن تشخيصها من خلال الفحص الاكلينيكي.
3 - العمل كفريق
من المهم ان تناقشي استراتيجيات النوم مع اطفالك وزوجك وافراد اسرتك الاخرين قبل تطبيقها وان تعملوا معا على تطبيقها كفريق. والا، فلا تتوقعي ان يتعلم طفلك ويعمل معك او يغير سلوكه. فاذا كنت ستبدئين بتطبيق خطوة جديدة في روتين الطفل، فاجعليه جزءاً من الفريق ان كان قد بلغ سنا تجعله يفهم ما يشرح له، وبيّني له فائدتها. اما للأطفال الاصغر سنا، فيمكن استخدام جدول صور حتى تساعديهم على تعلم الروتين الجديد. فيمكنك عمل جدول من الصور يشرح لهم روتين تغيير الملابس وغسل الاسنان وقراءة الكتاب.
4 - الروتين.. الروتين.. الروتين
رغم تذمر الطفل من القوانين والروتين، فإنه يحبها فهي تشعره بالترتيب والامان والطمأنينة والثقة بأن البالغين يحافظون على مسيرة حياته بشكل جيد. لذا، فالأطفال يحبون الروتين ويحتاجونه وهو يعمل فعلا. وفي مقالة نشرتها دورية النوم، وجد الباحثون ان الالتزام بروتين للنوم يحسن من جودة النوم في الاطفال الذين يعانون من مشاكل النوم البسيطة والمتوسطة. وأن روتين النوم (خطوات ما قبل النوم) تساعد الطفل على تعلم الشعور بالنعاس، مثل النوم في الفراش الذي يجعل الكبار يشعرون بالنعاس. كما يرتبط روتين الخلود الى النوم بغرفة النوم والشعور الجيد ويوفر له الاحساس بالأمان والاسترخاء.
ولا يوجد روتين واحد يناسب الجميع، لكن بشكل عام يجب ان يتضمن الروتين كل الاشياء التي يحتاج الطفل الى عملها قبل النوم، مثل غسل الاسنان والاغتسال والتبول ولبس البيجامة وشرب الماء. وقد يريد الطفل ان تقرأ له أمه قصة او ان يقرأها بنفسه قبل النوم او ان يتحدث حول ما حصل له خلال اليوم. ومهما كانت خطوات الروتين التي تختارينها، فحافظي على ان يكون الروتين قصيرا (30 دقيقة او اقل) وكوني حازمة في انتهاء الجميع من الروتين في الوقت المناسب للذهاب الى النوم وان يعرف الجميع موعد النوم اللازم.
5 - وجبة ما قبل النوم
يحتاج الاطفال الى تناول اكثر من ثلاث وجبات في اليوم للحفاظ على نشاطهم وتلبية حاجاتهم الجسدية والتطورية. لذا قد يطلب البعض وجبة خفيفة قبل الذهاب الى السرير. وهي وجبة تمدهم بالطاقة خلال ساعات النوم حتى لا يستيقظوا خلال الليل جائعين. ومن الوجبات الصحية والمقترحات الجيدة تناول حبوب الافطار مع الحليب او كوب من الحليب مع بسكويت خال من الشوكولاتة والكريما او حصة من الفاكهة. ولكن تفادي ان يتناول الطفل وجبة كبيرة كما يجب تناولها قبل النوم بوقت لا يقل عن الساعة. فالمعدة الممتلئة ستتعارض مع النعاس والنوم.
6 - اللباس ودرجة حرارة الغرفة
ينام الجميع بشكل افضل في غرفة باردة، لكن ليست باردة جدا. لذا، لا بد من ضبط درجة حرارة الغرفة حتى تكون مائلة الى البرودة فقط. وبالنسبة للباس، فللحصول على الراحة المثالية فالقاعدة هي ان يلبس طفلك مثلما تلبسين تماما. ولا تنسي أن الاطفال الصغار عادة ما يزيلون الاغطية ليلا ولا يتمكنون من اعادة تغطية انفسهم جيدا، لذا فمن المناسب ان تلبسيهم لباسا يغطي جسمهم بالكامل من برد التكييف.
7 - بيئة النوم
تأكدي من ان غرفة النوم مظلمة وهادئة وان معدل الضوضاء منخفض في المنزل. واذا كان الطفل لا يحب ان ينام في غرفة مظلمة فيمكن استعمال اباجورة او مصباح نوم صغير ليعطيه ضوءا خافتا او ان تتركي ضوء الممر وتفتحي بابه حتى يدخل له ضوء خافت.
8 - معززات الأمان
يمثل وقت النوم للطفل كوقت للفراق والانفصال. وقد يقلق هذا الشعور والفكرة الطفل. ولتسهيل الامر عليه، يمكن للطفل ان يأخذ شيئا شخصيا معه الى السرير، مثل لعبة او دب او لحاف او اي شيء يجعله يشعر بالأمان ويعيد طمأنينته حتى يرتاح ويخلد الى النوم.
9 - الأمر الأخير
دائما يطلب الاطفال القيام بأمر اخير قبل النوم، مثل القبلة او العناق او شرب كأس من الماء او استخدام الحمام او على الاقل قول قصة اخرى. ومن الممكن ان يكونوا مبدعين ومبتكرين في هذا الامر. فاعملي جهدك حتى تتنبئي بكل الاشياء الصغيرة التي يطلبونها قبل الذهاب الى الفراش وضميها في روتينك. وبهذه الطريقة تكونين قد قمت بكل ما يمكن ان يطلبوه ويريدونه قبل ان يدخلوا الى الفراش. ولا تستسلمي لإلحاح وتوسلات الطفل عندما يقول «هذه المرة فقط»، فان قرأت له قصة اخرى او جعلته يبقى مستيقظا لفترة اطول (فقط هذه المرة) فانت تخاطرين بأن روتين النوم الذي بنيته سيتهالك وتضعف قوته.
واحرصي على ان يعلم الطفل بانه مادام قد دخل الى الفراش، فانه لن يغادره. وفي حالة ان غادر الطفل الفراش، لا تتفاعلي بشدة وتجزعي، ولكن خذي بيده بكل بساطة واعيديه الى الفراش من دون التحدث معه، حتى يعلم أن وقت التحدث انتهى ايضا. فان تناقشت معه او اعطيته امرا، فانت بذلك تعطين الطفل انتباها وتطيلين من وقت النقاش وتؤجلين وقت النوم، وهو ما يريده بالضبط