ريم عبد الله: جدي كان الرجل الوحيد في حياتي
ريم عبد الله
المطربة السعودية الشابة ريم عبد الله، التي تنتمي إلى عائلة فنية؛ فوالدها هو الموسيقار السعودي الراحل عبد الله محمد، وشقيقتها المطربة أريج عبد الله، عادت من دبي إلى السعودية؛ لتشارِك في الحراك الثقافي والفني الذي تعيشه البلاد، وقدَّمت خلال الفترة الماضية العديدَ من الأعمال الغنائية، كما شاركت في حفلات غنائية ضمن موسم الرياض وموسم جدة مؤخرًا، إضافةً إلى إحيائها عددًا كبيرًا من المناسبات الخاصة. "سيدتي" التقت بالمطربة ريم عبد الله في هذا الحوار الخاص، حيث كشفت خلاله عن أعمالها الجديدة، وسر رفضها التمثيلَ، ومواصفات فتى أحلامها، والكثير من التفاصيل.
ما تأثير والدكِ الفنان عبد الله محمد عليكِ فنيًّا؟
لم أعاصرْ والدي الحبيب -رحمه الله- في حياته، وذكرياتي معه ضئيلة إلى حدٍّ ما، لكني أعتقد أنني أخذت بعضًا من جيناته، وعشقتُ الفنَّ من صغري، حيث نشأتُ في محيطٍ يعشق الفن ويحترمه، وكبرت على صوت أم كلثوم وعبد الحليم حافظ والعمالقة، ووالدي وشقيقتي أريج في المجال الفني، كما أن والدتي أيضًا عاشقة للفن والموسيقى ومستمعة جيدة.
وهل ستعيدين تقديمَ أعمال والدكِ بتوزيع جديد؟
أعمال والدي بالنسبة لي ألحان تحمل قيمة وتاريخًا فنيًّا قيِّمًا جدًّا، وحتى الآن ليس لديَّ شركة إنتاج تتبنى هذا المشروع الفني، وتجديد هذه الأعمال يجب أن يكون بمستوى عالٍ ومدروس يليق بتاريخه الفني وأيضًا بمُحِبِّيه، وتحتاج مُنْتِجًا كبيرًا؛ لأنه بإنتاجي الشخصي لن أوفِّيَها حقَّها، ولا أريد أن أستعجل في هذا الأمر؛ احترامًا لوالدي ولتاريخه وألحانه الرائعة، وأيضًا عشاقه، فهو قامة فنية كبيرة، وأحد المؤسِّسين في الفن السعودي، وله شريحة كبيرة من المحبِّين والمعجبين، وأتمنى اهتمام وزارة الثقافة بالحفاظ على هذا الإرث الفني، وإبراز التراث القيّم.
وماذا عن شقيقتكِ الفنانة أريج عبد الله؟
أريج هي أختي وصديقتي، وأستفيد من آرائها في كل خطواتي الفنية، وقد تشاركتُ الغناء مع أريج في أوبريت "يوم المرأة السعودية الأول"، في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، منذ سنوات.
أكبر عائق بالنسبة لي
ريم عبد الله
ما الصعوبات التي واجهتِها في المجال الفني؟
في بداياتي كنتُ أعتقد أن المجال الفني بسيط ووَرْدِيّ، ولكن بعد دخولي في هذا المجال اكتشفتُ أن الصعوبات الموجودة كفيلة بأن تجعل الفنان يتوقَّف قبل أن يبدأ، وأغلب الشباب يعانون من مسألة عدم وجود شركة إنتاج تتبنَّى مواهبهم، فهذا الأمر ليس سهلًا، لذا قد تجد أن الأعمال قليلة مقارنةً بفنانين آخرين لديهم شركات إنتاج تتبنَّى أعمالهم، وبدلًا من أن يكون للفنان ألبوم تجد لديه "سينجل" أو بالكثير ثلاثة أعمال في العام، مما يقلِّل من وجوده في الساحة الفنية، والفنان يُوجَد بأعماله وما يقدِّمه من أغنيات، وأعتقد أن هذا أكبر عائق بالنسبة لي، ولكن الشغف والإصرار هما الدافع لأن يصل الفنان للمكان الذي يطمح إليه.
وكيف ترينَ تأثيرَ الاحتكار على السوق الغنائي؛ هل هو إيجابي أم سلبي؟
الاحتكار له نواحٍ إيجابية وأيضًا سلبيات، وهذا يعتمد على شروط العمل مع الشركة المنتِجة، وأنا لا أريد أن أحكم على الموضوع؛ لأنه بصراحة كانت لديَّ تجربة مع منتج فني ولم تكنْ ناجحة في مسألة الاحتكار، وسببتْ لي أزمةً في بدايتي، رغم أن علاقتنا كانت جيدة، ولكن لم تُكَلَّل التجربةُ بالنجاح، وأدَّت لقطيعة فنية ومشاكل كثيرة في الفترة الماضية، فيما ظلت العلاقة الإنسانية والصداقة مستمرة حتى الآن.
ما جديدكِ الفني؟
حاليًّا في مرحلة تحضير لعملين غنائيَّيْن "سينجل"، وسأقوم بطرحهما خلال الفترة القادمة، وللأسف الأزمة الحالية والظروف التي نعيشها في ظل جائحة كورونا أعاقت الحركة والعمل، وأنا تأخرت قليلًا، ولكنني أَعِدُ مُحِبِّيَّ بأنني قريبًا سأطرح أعمالًا تليق بهم وتنال إعجابهم.
وهل ترينَ أن المستقبل بالفعل للـ"سينجل" وليس الألبومات الغنائية؟
أعتقد ذلك، خاصةً أنه ليس لديَّ شركة إنتاج حاليًّا، كما أن استقبال الجمهور أصبح أكبر للأغنية المنفردة، حتى مع كبار نجوم الغناء في العالم العربي. وقدمتُ خلال مشواري العديدَ من الأغنيات التي لاقتْ نجاحًا كبيرًا من الجمهور، ومنها: "هانت العشرة"، من ألحان الفنان ناصر الصالح وكلمات خالد العوض، و"نورت ديرتك" و"الله يردّك بالسلامة"، إضافةً إلى المشاركة في أوبريتات غنائية في اليوم الوطني وغيرها من المناسبات، مثل: "انطلقنا لمستقبلنا"، وأوبريت "رسل السلام"، وكان هناك عمل جمعني بالفنان عبد الله رشاد ومجموعة من الفنانين في موسم جدة.
كيف تختارين أعمالَك الفنية؟
أنا دقيقة جدًّا في اختيار أعمالي الغنائية، وأحرص دائمًا على أن يكون لديَّ تنوُّع فيما أقدِّم من أعمال، وربما يكون ذلك أحد أسباب قِلَّة أعمالي.
طموح كل الفنانين الشباب
ريم عبد الله
أيهما تفضِّلين: الأغنية الإيقاعية أم الكلاسيكية والمكبلهة؟
يُعجبني كل ما هو جميل، وكل لون غنائي له طعم مختلف وله رُوح خاصة، وبالنسبة لي فليس عندي لون غنائي أفضِّله، ولكن في الوقت الحالي ستجدني بعيدة قليلًا عن الأعمال المكبلهة.
وأين أنتِ من الحفلات الغنائية في السعودية؟
كانت لي مشاركة في حفل غنائي ضمن موسم الرياض العام الماضي، وبالتأكيد أتمنى أن تكون لي مشاركات أكثر في مواسم السعودية القادمة، فهذا طموح كل الفنانين الشباب؛ الوجود أمام الجمهور مع الفنانين الكبار في المحافل الغنائية في بلدنا.
تابعي المزيد : ريم عبد الله تؤكد بدء تصوير أحداث الجزء الثاني من مسلسل "عندما يكتمل القمر" قريبًا
تشابه بالأسماء
ريم عبد الله
وهل يوجد ما يُسَمَّى بعداوة أبناء الكار؟
عداوة أبناء الكار لم تُقَلْ عبثًا، وأعتقد أنها موجودة في كل مجالات العمل، ولكن بالنسبة لي ليس لديَّ أي عداوات مع أي شخص في الوسط الفني أو غيره، ولم أواجِهْ عداوة أبناء الكار من قبل، قد أكون واجهتُ بعض المشاكل، ولكن لم تصلْ إلى العداوة، وبشكل عام أنا شخصية بسيطة جدًّا ولديَّ عالمي الخاص، وبعيدة كل البعد عن المُهَاتَرَات والعداوات.
هل تشابه اسمك مع الممثلة السعودية ريم عبدالله يسبب لك إزعاجًا أو ضيقًا؟
لا أبدًا، تشابه الأسماء أمر وارد ولا يضايقني، وريم عبدالله هو اسمي الحقيقي، ولم أشعر بأي رغبة في اختيار اسم فني مختلف؛ لأنني أحب اسمي كثيرًا، وهو أيضًا اختيار والدي الراحل، وبالطبع كل الحب للممثلة الجميلة ريم عبدالله.
هل عُرِضَ عليكِ الدخول في مجال التمثيل؟
نعم، عُرِضَ عليَّ التمثيل في عدد من الأعمال الدرامية الخليجية، ولكنني رفضتُ، فأنا لا أفضِّل الدخول في مجال التمثيل في الوقت الراهن، وأريد فقط أن يكون تركيزي الكامل في مجال الغناء، فما زلتُ أُعتبر في بداياتي، لذلك لا أرفض فكرة التمثيل، ولكنها ستكون مؤجلة قليلًا حاليًّا.
كيف تتعاملين مع "السوشيال ميديا"؟ ومتى تَلْجَئِينَ للـ"بلوك"؟
أنا مُقِلَّة في التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي، رغم أنها أصبحت شيئًا أساسيًّا في حياة الفنان؛ لأنني بطبعي أفضِّل الخصوصية في حياتي الشخصية، حيث إنني أشارك أعمالي وبعض المقاطع اليومية، ولكن ليس كل شيء للنشر، كما أنني لا أهتمُّ كثيرًا بالتعليقات السلبية، ولا أواجهها، وأتقبَّل الانتقادات طالما لم تَتَخَطَّ الحدود الحمراء، ولكن التعليقات المُخِلَّة بالأدب أو التي تحمل معانيَ عنصريةً لا أتقبَّل وجودَها على صفحتي، فألجأ للـ"بلوك" وقتها فقط.
الأسرة.. والرجل
ريم عبد الله
الأسرة في حياتكِ، ماذا تمثِّل؟
أسرتي الصغيرة هي كل شيء في حياتي، وهي الدعم والأمان، ومنها أستمدُّ القوة، ووالدتي كل شيء في حياتي؛ فهي إنسانة قوية وحنونة، وضحَّت كثيرًا من أجلنا، ولديْها حكمة، وتفهم في اتخاذ القرارات، في بدايتي رفضتْ والدتي تمامًا دخولي مجال الفن قبل أن أُكمل دراستي الجامعية، وبالفعل بعدما أكملتُ مرحلة البكالوريوس أصبحتْ هي الداعم لي في تحقيق طموحي الفني.
الرجل في حياتك؟
هذا السؤال صعب؛ لأنه لم يكن لرجلٍ دورٌ في حياتي، ففي طفولتي تُوُفِّيَ والدي وأنا في الخامسة من عمري، وليس لديَّ أشقاء ذكور، فقط هي أختٌ واحدة لي، وكنت أرى والدتي هي الأم والأب، ولم أشعرْ لوَهْلَة بالنقص في هذا الجانب أبدًا، فهي كانت قادرة على ملء هذا الفراغ، وقد يكون الرجل الوحيد في حياتي هو جدي لأمي -رحمه الله-، حيث كنت أحبُّه جدًّا، وكان يدلِّلني كثيرًا.
ما مواصفات زوج المستقبل؟ وهل تفضِّلين أن يكون سعوديًّا؟
لا أعتقد في فكرة فارس الأحلام، فالزواج والارتباط نصيب، ولا أستطيع أن أحدِّد هل يكون سعوديًّا أو من جنسية أخرى، فهذا شيء مقدَّر، وأهم شيء أن يكون رجلًا يقدِّر كيانَ المرأة ويحترم اختياراتها ويدعم طموحها ويكون سندًا لها.
منوعات مع ريم عبد الله
ريم عبد الله
ما نصائحك للسيدات للحفاظ على جمالهن ورشاقتهن مثلما تَبْدِينَ؟
أساس الجمال والرشاقة هو الاهتمام بصحة الجسم والأكل السليم وممارسة الرياضة بانتظام، وهذه الثلاثية تغيِّر كل شيء، وفي وقت سابق من مراحل حياتي لم أكن أعطي هذا الموضوع اهتمامًا، فطعامي كان أغلبه وجبات سريعة، والرياضة لم تكن أساسية، صحيح لم أُعَانِ من الوزن الزائد، ولكن لم أكن وقتها أشعر بنشاط، ودائمًا كان لديَّ خمول وإرهاق، وبعدما اتَّخَذْتُ قرارًا بتغيير هذا النمط تدريجيًّا لمستُ تغييرًا واضحًا وحقيقيًّا في حياتي، وأعتقد أن الصحة ليست المظهر الخارجي فقط، بل هي من الداخل أيضًا.
وهل الجمال يلعب دورًا في نجاح الفنانة؟
إلى حدٍّ ما في هذا الوقت، نعم الجمال والمظهر الخارجي له دور في نجاح أي فنانة، ولكن أعتقد أنه مكمِّل، فالموهبة هي أساس النجاح، كما أن مقاييس الجمال مختلفة ومتباينة وليست ثابتة، والجميع يملك جمالًا خاصًّا، فقط الاهتمام بالنفس والصحة هما ما يشكلان الفارق.
أي الأندية تشجِّعين؟
بصراحة لا أهتمُّ بكُرَةِ القدم أبدًا، وفي أغلب الوقت أدعم أصدقائي وأشجع فريقهم، ولكن دائمًا أشجِّع المنتخب السعودي.
ما لونكِ المفضَّل؟
أعشق اللون الأسود، إضافةً إلى الألوان الهادئة، أما الألوان الزاهية فتزعجني.
هل تحبِّين السفر؟
السفر بالنسبة لي متعة كبيرة واستكشاف، وأنا أعشق التغييرَ والتجديد، فالروتين يُتعبني، وأعتقد أن هذه الفترة أطول فترة قضيتها في مكان واحد.