ﻗﺼﺔ اﻟﻌﺠﻮز اﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻳﻪ..اﻗﺮؤوا واﻋﺘﺒﺮوا..
ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮم ﺟﻤﻌﺔ، وﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة ، ﻛﺎن اﻟﺈﻣﺎم واﺑﻨﻪ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ إﺣﺪى ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻪ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺨﺮج ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺗﻬﻢ
ﻓﻲ اﺣﺪي ﺿﻮاﺣﻲ أﻣﺴﺘﺮدام وﻳﻮزع ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻛﺘﻴﺐ ﺻﻐﻴﺮ ﺑﻌﻨﻮان "ﻃﺮﻳﻘﺎ إﻟﻰ اﻟﺠﻨﺔ" وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺈﺳﻼﻣﻴﺔ.
وﻓﻰ أﺣﺪى اﻷﻳﺎم ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ اﻟﺠﻤﻌﺔ ، ﺟﺎء اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻠﺈﻣﺎم واﺑﻨﻪ ﻟﻠﻨﺰول إﻟﻰ اﻟﺸﻮارع ﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻜﺘﻴﺒﺎت ، وﻛﺎن اﻟﺠﻮ ﺑﺎردا ﺟﺪا
ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻫﻄﻮل اﻷﻣﻄﺎر
اﻟﺼﺒﻲ ارﺗﺪى ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺑﺲ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺒﺮد ، وﻗﺎل : 'ﺣﺴﻨﺎ ﻳﺎ أﺑﻲ ، أﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ!
ﺳﺄﻟﻪ واﻟﺪه ، 'ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﻤﺎذا' ' ﻗﺎل اﻻﺑﻦ ﻳﺎ أﺑﻲ ، ﻟﻘﺪ ﺣﺎن اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻜﻲ ﻧﺨﺮج ﻟﺘﻮزﻳﻊ ﻫﺬه اﻟﻜﺘﻴﺒﺎت اﻟﺈﺳﻼﻣﻴﺔ.
أﺟﺎﺑﻪ أﺑﻮه ، اﻟﻄﻘﺲ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺒﺮودة ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج وأﻧﻬﺎ ﺗﻤﻄﺮ ﺑﻐﺰاره.
أدﻫﺶ اﻟﺼﺒﻲ أﺑﻮه ﺑﺎﻟﺈﺟﺎﺑﺔ وﻗﺎل ، وﻟﻜﻦ ﻳﺎ أﺑﻰ ﻻ ﻳﺰال ﻫﻨﺎك ﻧﺎس ﻳﺬﻫﺒﻮن إﻟﻰ اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﺗﻤﻄﺮ
أﺟﺎب اﻷب ، وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻦ أﺧﺮج ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻄﻘﺲ
ﻗﺎل اﻟﺼﺒﻲ ، ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻳﺎ أﺑﻰ ، أﻧﺎ أذﻫﺐ أﻧﺎ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻜﺘﻴﺒﺎت '
ﺗﺮدد واﻟﺪه ﻟﻠﺤﻈﺔ ﺛﻢ ﻗﺎل : ؛ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﺬﻫﺎب ، وأﻋﻄﺎه ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﻴﺒﺎت
ﻗﺎل اﻟﺼﺒﻲ 'ﺷﻜﺮا ﻳﺎ أﺑﻲ!
ورﻏﻢ أن ﻋﻤﺮ ﻫﺬا اﻟﺼﺒﻲ أﺣﺪى ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎً ﻓﻘﻂ إﻻ أﻧﻪ ﻣﺸﻰ ﻓﻲ ﺷﻮارع اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻄﻘﺲ اﻟﺒﺎرد واﻟﻤﻤﻄﺮ ﻟﻜﻲ ﻳﻮزع اﻟﻜﺘﻴﺒﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس وﻇﻞ ﻳﺘﺮدد ﻣﻦ ﺑﺎب إﻟﻰ ﺑﺎب ﺣﺘﻰ ﻳﻮزع اﻟﻜﺘﻴﺒﺎت اﻟﺈﺳﻼﻣﻴﺔ..
ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﻲ ﺗﺤﺖ اﻟﻤﻄﺮ ، ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻌﻪ آﺧﺮ ﻛﺘﻴﺐ وﻇﻞ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﺣﺪ اﻟﻤﺎرة ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع ﻟﻜﻲ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻟﻪ ، وﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺸﻮارع ﻣﻬﺠﻮرة ﺗﻤﺎﻣﺎ.
ﺛﻢ اﺳﺘﺪار إﻟﻰ اﻟﺮﺻﻴﻒ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻟﻜﻲ ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻰ أول ﻣﻨﺰل ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻄﻴﻬﻢ اﻟﻜﺘﻴﺐ.
ودق ﺟﺮس اﻟﺒﺎب ، وﻟﻜﻦ ﻻ أﺣﺪ ﻳﺠﻴﺐ..
ﻇﻞ ﻳﺪق اﻟﺠﺮس ﻣﺮارا وﺗﻜﺮارا ، وﻟﻜﻦ ﻻ زال ﻻ أﺣﺪ ﻳﺠﻴﺐ ، وأراد أن ﻳﺮﺣﻞ ، وﻟﻜﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻌﻪ.
ﻣﺮة أﺧﺮى ، اﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﺒﺎب ودق اﻟﺠﺮس وأﺧﺬ ﻳﻄﺮق ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎب ﺑﻘﺒﻀﺘﻪ ﺑﻘﻮه وﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ ، وﻇﻞ ﻳﻄﺮق ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎب وﻫﺬه اﻟﻤﺮة ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎب ﺑﺒﻂء.
وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻒ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺎب إﻣﺮأة ﻛﺒﻴﺮه ﻓﻲ اﻟﺴﻦ وﻳﺒﺪو ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺤﺰن اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ، ﻣﺎذا أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻓﻌﻞ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺑﻨﻰ.
ﻗﺎل ﻟﻬﺎ اﻟﺼﺒﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ وﻧﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﻣﺘﺄﻟﻘﺘﺎن وﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ اﺑﺘﺴﺎﻣﻪ أﺿﺎءت ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ: 'ﺳﻴﺪﺗﻲ ، أﻧﺎ آﺳﻒ إذا ﻛﻨﺖ أزﻋﺠﺘﻚ ، وﻟﻜﻦ ﻓﻘﻂ أرﻳﺪ أن أﻗﻮل ﻟﻜﻲ أن اﻟﻠﻪ ﻳﺤﺒﻚ ﺣﻘﻴﻘﺎ وﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻚ وﺟﺌﺖ ﻟﻜﻲ أﻋﻄﻴﻚ آﺧﺮ ﻛﺘﻴﺐ ﻣﻌﻲ واﻟﺬي ﺳﻮف ﻳﺨﺒﺮك ﻛﻞ ﺷﻲء ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ، واﻟﻐﺮض اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻖ ، وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ رﺿﻮاﻧﻪ'.
وأﻋﻄﺎﻫﺎ اﻟﻜﺘﻴﺐ وأراد اﻻﻧﺼﺮاف ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ 'ﺷﻜﺮا ﻟﻚ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ! وﺣﻴﺎك اﻟﻠﻪ!
وﺑﻌﺪ أﺳﺒﻮع وﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﺈﻣﺎم ﻳﻌﻄﻰ ﻣﺤﺎﺿﺮه ، وﻋﻨﺪﻣﺎ اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻨﻬﺎ
وﺳﺄل : 'ﻫﻞ ﻟﺪى أي ﺷﺨﺺ ﺳﺆال أو ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻘﻮل ﺷﻴﺌﺎ؟
ﺑﺒﻂء ، وﻓﻲ اﻟﺼﻔﻮف اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ وﺑﻴﻦ اﻟﺴﻴﺪات ، ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺪة ﻋﺠﻮز يُﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺗﻘﻮل:
'ﻻ أﺣﺪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺠﻤﻊ ﻳﻌﺮﻓﻨﻲ،
وﻟﻢ أﺗﻰ إﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ،
وﻗﺒﻞ اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻣﺴﻠﻤﻪ وﻟﻢ ﻓﻜﺮ أن أﻛﻮن ﻛﺬﻟﻚ.
ﻟﻘﺪ ﺗﻮﻓﻲ زوﺟﻲ ﻣﻨﺬ أﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ ، وﺗﺮﻛﻨﻲ وﺣﻴﺪه ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ.. وﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻛﺎن اﻟﺠﻮ ﺑﺎرد ﺟﺪاً وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﻄﺮ ، وﻗﺪ ﻗﺮرت أن أﻧﺘﺤﺮ ﻷﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﺪى أي أﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة.
ﻟﺬا أﺣﻀﺮت ﺣﺒﻞ وﻛﺮﺳﻲ وﺻﻌﺪت إﻟﻰ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻲ، ﺛﻢ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﺜﺒﻴﺖ اﻟﺤﺒﻞ ﺟﻴﺪاً ﻓﻲ إﺣﺪى ﻋﻮارض اﻟﺴﻘﻒ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ووﻗﻔﺖ ﻓﻮق اﻟﻜﺮﺳﻲ وﺛﺒﺖ ﻃﺮف اﻟﺤﺒﻞ اﻵﺧﺮ ﺣﻮل ﻋﻨﻘﻲ، وﻗﺪ ﻛﻨﺖ وﺣﻴﺪه وﻳﻤﻺﻧﻲ اﻟﺤﺰن وﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ أن أﻗﻔﺰ.
وﻓﺠﺄة ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮت رﻧﻴﻦ ﺟﺮس اﻟﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺴﻔﻠﻲ ، ﻓﻘﻠﺖ ﺳﻮف أﻧﺘﻈﺮ ﻟﺤﻈﺎت وﻟﻦ أﺟﻴﺐ وأﻳﺎً ﻛﺎن ﻣﻦ ﻳﻄﺮق اﻟﺒﺎب ﻓﺴﻮف ﻳﺬﻫﺐ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ.
اﻧﺘﻈﺮت ﺛﻢ اﻧﺘﻈﺮت ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺼﺮف ﻣﻦ ﺑﺎﻟﺒﺎب وﻟﻜﻦ ﻛﺎن ﺻﻮت اﻟﻄﺮق ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎب ورﻧﻴﻦ اﻟﺠﺮس ﻳﺮﺗﻔﻊ وﻳﺰداد.
ﻗﻠﺖ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﻣﺮة أﺧﺮى ، 'ﻣﻦ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻷرض ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا؟ ﻻ أﺣﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺈﻃﻼق ﻳﺪق ﺟﺮس ﺑﺎﺑﻲ وﻻ ﻳﺄﺗﻲ أﺣﺪ ﻟﻴﺮاﻧﻲ '. رﻓﻌﺖ اﻟﺤﺒﻞ ﻣﻦ ﺣﻮل رﻗﺒﺘﻲ وﻗﻠﺖ أذﻫﺐ ﻷرى ﻣﻦ ﺑﺎﻟﺒﺎب وﻳﺪق اﻟﺠﺮس واﻟﺒﺎب ﺑﺼﻮت ﻋﺎل وﺑﻜﻞ ﻫﺬا اﻟﺈﺻﺮار.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺘﺤﺖ اﻟﺒﺎب ﻟﻢ أﺻﺪق ﻋﻴﻨﻲ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﺻﺒﻰ ﺻﻐﻴﺮ وﻋﻴﻨﺎه ﺗﺘﺄﻟﻘﺎن وﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ اﺑﺘﺴﺎﻣﻪ ﻣﻼﺋﻜﻴﻪ ﻟﻢ أر ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ، ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أﺻﻔﻬﺎ ﻟﻜﻢ
اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﻣﻦ ﻓﻤﻪ ﻣﺴﺖ ﻗﻠﺒﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻴﺘﺎ ﺛﻢ ﻗﻔﺰ إﻟﻰ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﺮه أﺧﺮى ، وﻗﺎل ﻟﻲ ﺑﺼﻮت ﻣﻼﺋﻜﻲ ، 'ﺳﻴﺪﺗﻲ ، ﻟﻘﺪ أﺗﻴﺖ اﻵن ﻟﻜﻲ أﻗﻮل ﻟﻜﻲ إن اﻟﻠﻪ ﻳﺤﺒﻚ ﺣﻘﻴﻘﺔ وﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﻚ!
ﺛﻢ أﻋﻄﺎﻧﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﻴﺐ اﻟﺬي أﺣﻤﻠﻪ "الـﻃﺮﻳﻖ إﻟﻰ اﻟﺠﻨﺔ"
وﻛﻤﺎ أﺗﺎﻧﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻼك اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓﺠﺄة اﺧﺘﻔﻰ ﻣﺮه أﺧﺮى وذﻫﺐ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﺮد واﻟﻤﻄﺮ ، وأﻧﺎ أﻏﻠﻘﺖ ﺑﺎﺑﻲ وﺑﺘﺄن ﺷﺪﻳﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﻘﺮاءة ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب. ﺛﻢ ذﻫﺒﺖ إﻟﻰ اﻷﻋﻠﻰ وﻗﻤﺖ ﺑﺈزاﻟﺔ اﻟﺤﺒﻞ واﻟﻜﺮﺳﻲ. ﻷﻧﻨﻲ ﻟﻦ أﺣﺘﺎج إﻟﻰ أي ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ اﻵن.
ﺗﺮون؟ أﻧﺎ اﻵن ﺳﻌﻴﺪة ﺟﺪاً ﻷﻧﻨﻲ ﺗﻌﺮﻓﺖ إﻟﻰ اﻟﺈﻟﻪ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ.
وﻷن ﻋﻨﻮان ﻫﺬا اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺈﺳﻼﻣﻰ ﻣﻄﺒﻮع ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ اﻟﻜﺘﻴﺐ ، ﺟﺌﺖ إﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻷﻗﻮل ﻟﻜﻢ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ وأﺷﻜﺮﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻤﻼك اﻟﺼﻐﻴﺮ اﻟﺬي ﺟﺎﺋﻨﻰ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺗﻤﺎﻣﺎ ، وﻣﻦ ﺧﻼل ذﻟﻚ ﺗﻢ إﻧﻘﺎذ روﺣﻲ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻮد ﻓﻲ اﻟﺠﺤﻴﻢ. '
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻋﻴﻦ ﻻ ﺗﺪﻣﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ وﺗﻌﺎﻟﺖ ﺻﻴﺤﺎت اﻟﺘﻜﺒﻴﺮ .... اﻟﻠﻪ أﻛﺒﺮ.....
اﻟﺈﻣﺎم اﻷب ﻧﺰل ﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ وذﻫﺐ إﻟﻰ اﻟﺼﻒ اﻷﻣﺎﻣﻲ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﺠﻠﺲ أﺑﻨﻪ ﻫﺬا اﻟﻤﻼك اﻟﺼﻐﻴﺮ....
وأﺣﺘﻀﻦ اﺑﻨﻪ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻴﻪ وأﺟﻬﺶ ﻓﻲ اﻟﺒﻜﺎء أﻣﺎم اﻟﻨﺎس دون ﺗﺤﻔﻆ.
رﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻴﻦ ﻫﺬا اﻟﺠﻤﻊ أب ﻓﺨﻮر ﺑﺎﺑﻨﻪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻷب..
ﺗﺄﻣﻠﻮا رﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﺑﺈﻧﺴﺎﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﺴﺠﺪ ﻟﻪ ﺳﺠﺪه..ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﺑﻤﻦ اﻣﺘﻸ ﻗﻠﺒﻪ إﻳﻤﺎﻧﺂوﺣﺒﺂ ﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ..
"رﺣﻢـــاك رﺑﻲ