قصيدة كتبتها بعد وصولي لبلاد الغربة عام ١٩٩٧ ، وبعد أن انتابني شعور الحنين لمدينتي سوق الشيوخ تلك الجميلة التي لا اخون واحب غيرها مدينة .
كتبت
خلتُ أني اذ بعدتُ سوف أنسى
كل مغنى للطفولة واحاديث المدينة
فتراني بعد اعواماً طويلة
في بلادٍ
ليس فيها كبرياء للرجولة
وفتاة مزقت طهر الانوثة
وبيوت


اصبحت للجهل مرتع
ولأرباب الدعارة خير سوق وغنيمة
كل ما فيها هراء
مثل قبرٌ يحتمي خلف قطينة
أو كموجٍ يمتطي سطح السفينة
ان يقل العاشق صدقًا بات من غير عشيقة
في بلادٍ ساد فيها الجهل حتى
ودّع الفكر رؤوس الجمع طرا
لم تجد الاّ عقولًا آسنات
أطفىء العيُّ لُظاها فرؤوس القوم أرماسْ لذكاء
كم تراهم اضرموا في الساحل نارًا
ذات ليلًا وخيامًا وقباء
واحتسى القومُ نخاب الصهب تكريمًا لزاني وبغاء
هكذا تحيى شعوبًا ليس فيها للفضيلة ايّ معنى
لاحياءٌ يرتجى من ساكنيها ايها السائل عنها
كم رايتُ الشيخ يعبث لايبالي اين كان الرشدُ منه
وإماء اجمل الاشياء فيها ، انها تبدو أماء !
ليت شعري كيف طيرٌ ابتغى العيش سجينًا
تاركا روضٌ وعيونا وسماء ؟
سوق الشيوخ
اين مني بلدة كنت وصحبي
لانبالي اصباحٌ ام مساء
ورجالٌ حاتمٌ للضيف وللشعر وعاء
وتراهم كاسودٍ غابها الكون الفسيح
يوم يغدو الغيّر في الهيجا ضباء
اهل علمٌ حيث جلّ القوم فيهم علماء
لم ارى في الكون قومًا مثل قومي النجباء
ونساءٌ خدرها خدّر نجمٌ ، كله طهرٌ وسناء
من خيوط الطهر حاكت لها ثوبًا
'
قيل قومًا ايها القائل في السوق شعراً
هو ريفٌ ليس للارياف شيئا كالمدنِ
قلتُ حقًا ياصديقي
لم يكن السوق سوقًا ، أن حسبت السوق بيتًا ودربا .