المشرفين القدامى
تاريخ التسجيل: July-2014
الدولة: ميسان
الجنس: ذكر
المشاركات: 20,316 المواضيع: 6,722
صوتيات:
7
سوالف عراقية:
0
مزاجي: متقلب
أكلتي المفضلة: كل شي من نفس طيبه
آخر نشاط: منذ 6 يوم
ماهي احتمالات ظهور موجة ثانية من كورونا في العراق؟.. الحجامي يوضح
تساءل مدير صحة بغداد الكرخ، جاسب لطيف علي الحجامي، الثلاثاء، عن احتمالات ظهور موجة ثانية من مرض فيروس كورونا المستجد COVID-19 في العراق، وما هي تداعياتها.
وقال الحجامي في تدوينة عبر صفحته بـ"الفيسبوك" وتابعها "ديجيتال ميديا ان ار تي" اليوم، (17 تشرين الثاني 2020): "من الواضح والجلي ان المعلومات عن فيروس كورونا المستجد Covid-19 لازالت غير كافية رغم مرور ما يقرب من العام الكامل على بداية ظهوره في مدينة (ووهان) الصينية في شهر كانون الاول ديسمبر من العام الماضي وكثيرا ما يخيب توقعات العلماء والباحثين حيث انه ينتشر عندما تكون هناك توقعات بإنخفاض انتشاره كما حصل في الصيف الماضي عند ارتفاع درجات الحرارة واحيانا ينخفض انتشاره عندما يكون هناك توقع بإزدياده.
لا يوجد هناك تعريف علمي متفق عليه لمعنى الموجة، فالبعض يشبهها كأمواج البحر ترتفع الى ذروتها ثم تنخفض بشكل كبير وتصل الى الحضيض وهنا تكون انتهت موجة وتعود لترتفع مرة اخرى وهنا تكون قد بدأت موجة اخرى، وافضل مثال على ذلك هو الانفلونزا الاسبانية التي ضربت العالم عام 1918 م بثلاث موجات متعاقبة كانت الموجة الثانية اكبر واوسع واشد فتكا من الاولى التي انتهت تقريبا في شهر آب ثم بدأت الموجة الثانية التي بلغت ذروتها في شهر تشرين الثاني نوفمبر من نفس العام. وعلى هذا التعريف فمن المستبعد جدا حصول موجة ثانية في العراق هذا العام ولكن هذا لا يعني عدم حصول زيادة بعدد الاصابات او الوفيات.
أما البعض الآخر من العلماء فيعرف الموجة الثانية هو كل زيادة ملحوظة بعدد الاصابات تعتبر موجة ثانية، وعلى هذا التعريف فإن بعض العلماء يعتبرون ان معايير الموجة الثانية قد تحققت في بعض الدول و خير مثال على ذلك ايران وحتى الولايات المتحدة الاميركية وبعض الدول الاوربية، وعلى هذا التعريف فمن الممكن ان تحدث موجة ثانية في العراق اذا ازداد عدد الاصابات وعدد الوفيات بشكل ملحوظ.
ورغم انه من الصعب جدا التكهن بما يمكن ان يحصل في العراق حيث تجري الامور احيانا عكس التوقعات، فالجميع توقع انخفاض عدد الاصابات في العراق في حر الصيف اللاهب كما هو في مرض الانفلونزا الاعتيادية والامراض التنفسية الاخرى لكن العكس هو الذي حصل، والجميع توقع زيادة كبيرة في عدد الاصابات والوفيات بعد التجمعات المليونية وعدم التزام افراد المجتمع العراقي وأيضا الذي حصل هو العكس، وكان من المتوقع جدا ازدياد عدد الاصابات والوفيات عند بداية انخفاض درجات الحرارة و لكن الاعداد انخفضت وانخفضت نسبة الوفيات بشكل ملحوظ جدا.
قد يقول البعض ان انخفاض عدد الاصابات والوفيات مرده الى انخفاض عدد الفحوصات وهذا الكلام غير دقيق حيث ان عدد الفحوصات في دوائر الصحة في بغداد على الاقل تضاعفت بشكل ملحوظ قابله انخفاض ملحوظ بعدد الاصابات والوفيات وانخفضت نسبة الوفيات بشكل كبير، ويستشكل البعض ويقول ان الناس امتنعت عن مراجعة المستشفيات والتزمت البيوت وهذا جوابه ان الجميع تم تشخيصهم عن طريق مختبرات وزارة الصحة حيث لا توجد مسحات في المختبرات الخاصة واما التزامهم منازلهم فهذا جزء من سياسة وزارة الصحة وهذا يجري بعلمنا وتخطيطنا ويسمى (العزل المنزلي) حيث ان معظم الحالات لا تحتاج الى دخول المستشفى.
لماذا انخفض عدد الاصابات في العراق خصوصا في الوسط والجنوب مقارنة بالدول الاخرى والاردن اوضح مثال على ذلك حيث تزداد لديهم الاصابات بشكل كبير مع ارتفاع بعدد الوفيات؟!.
هناك حقيقة لمسناها من خلال متابعتنا اليومية ان الذين فقدوا حياتهم من الاطباء مثلا هم ليسوا من العاملين في ردهات كورونا وهذا واضح جدا في دائرتنا حيث ان الذين قضى عليهم الفيروس هم من اختصاصات جراحة القلب والجراحة العامة وجراحة الانف والاذن والحنجرة والنفسية ... الخ ومن الواضح جدا ان العاملين بتماس مع المرض اكتسبوا مناعة تدريجية تقيهم من الاصابة او تكون الاصابة لديهم غير مميتة (حفظ الله جميع الموجودين و رحم من استشهد منهم)، وهذه مقاربة يمكن ان نعلل بها انخفاض الاصابات والوفيات في العراق يقابله زيادة مضطردة للاصابات والوفيات في الاردن وفي جميع البلدان التي اتبعت الحجر الصحي والاغلاق الشديد لفترات من الزمن ثم ما ان رفعت الحجر حتى انتشر الفيروس بينهم بشكل كبير ادى الى عدد وفيات كبير.
واذا بنينا على هذا المثال فهذا معناه ان شيء من (مناعة القطيع herd immunity) قد حصلت في العراق و يعزز ذلك الحجر الشديد والاغلاق الذي اتبع في محافظات كوردستان في بداية تفشي المرض ادى الى عدم حصول تلك المناعة لدى اغلب المواطنين وهذا يفسر ارتفاع نسبة الوفيات في تلك المحافظات، ويبقى هذا الاحتمال بحاجة الى تأكيد من علماء وخبراء علم الفيروسات في العراق ونأمل ان يطرح ذلك ببحوث في مؤتمر الدائرة العلمي الذي سوف يعقد في منتصف شهر كانون الاول القادم والذي خصص للبحوث الخاصة بجائحة كورونا في العراق.
ذكرت سابقا في احدى المقالات ان المستكشفين الجدد نقلوا فيروس الجدري الى سكان المكسيك الاصليين فمات منهم ما يقارب 90 الى 95٪ من سكان المكسيك وذلك لعدم وجود مناعة سابقة ضد الفيروس في اجسادهم.
لا يوجد لغاية اليوم دليل واضح على ان فيروس كورونا المستجد COVID-19 قد فقد قوته واصبح اشد فتكا او انه تحور واصبح سهل الانتشار.
وفي ختام الحديث نقول ان الاستمرار باتباع سبل الوقاية التي اهمها التباعد وارتداء الكمامة في ظروف معينة والتعقيم أيضا في ظروف معينة هو افضل بكثير من اتباع اسلوب الاغلاق والحجر الشديد فالتجارب والامثلة واضحة على عدم جدواه وعلينا ان نغير كثيرا من فهمنا للفيروس وكيفية التعامل معه فالمعركة طويلة ويجب ان نروض العدو لصالحنا".