السؤال
...إستاذ لقد تكلمت بما فيهِ الكفاية من طرح الأدلة والوثائق والشواهد التي تثبت علاقة الخُميني وثورتهِ بأمريكا وبريطانيا وفرنسا! لكن هل بالإمكان أن توضح لنا بالعقل والمنطق والسياسة كيف ولماذا صنعو من الخُميني بالذات رجل المرحلة؟!
الجواب ...
نعم سوف أجيبك بالجواب العقلي والمنطقي والسياسي الواقعي.... أنهُ لماذا دعم الغرب الخُميني بالذات؟؟؟!!! فأقول: لو عدنا الى ما قبل عام ١٩٧٩بنحو ٥ الى ١٠ سنوات والقينا نظرة على اتجاهات الصراع والنزاع بين( الغرب الرأسمالي ) وبين ( الاتحاد السوفيتي الشيوعي ) حول منطقة الشرق الاوسط عامة والخليج خاصة... لوجدنا أنَّ هُناك عاملان أو سببان رئيسيان في تأجيج هذا الخوف والقلق والتشاؤم والحذر الغربي!!
السبب الأول: هو خوف وحذر دول الغرب كأميركا وبريطانيا وفرنسا وغيرهم، من خطر تمدد( التيار الحزبي الشيوعي السوفيتي الروسي ) في إيران وضعف قبضة الشاه على زمام الأمور في الحُكم..!! وهذا يعني حالما تسقط حكومة الشاه فسيكون البديل هو التيار الحزبي الشيوعي حتماً، وعندئذٍ سيكون الإتحاد السوفيتي الروسي على مشارف الخليج وفوق آبار النفط كنز الطامعين!! وهذا مما لا تريدهُ أبداً الدول الغربية الرأسمالية!!
السبب الثاني: هو خوف وحذر دول الغرب من خطر( التيار القومي العربي ) الذي يُهدد أمن وكِيان إسرائيل! ولا تنسى إسرائيل القائد العربي العراقي نبوخذ نصر الذي هدم بيت المقدس على رؤوس اليهود والكهنة! وأخذهم سبايا إلى العراق في الفترة التي عُرفت بالسبي البابلي! كما أنَّ إسرائيل ودول الغرب لا ينسون ما وجد في التلمود اليهودي من خروج قائد عراقي عربي القومية في آخر الزمان.. سيجعل أورشليم مقبرةً لليهود!!!!!
ومن هُنا وعلى هذا الأساس اقتضت خطة دول الغرب، بإختيار الخُميني ودعمهُ وتأييدهُ ومُساعدتهُ لكي يُحقق لهم أمران!!!
الأمر الأول: هو منع( الإتحاد السوفيتي الروسي وحزبهِ الشيوعي ) من الوصول إلى إيران ودول الخليج النفطية وإستلام السلطة فيها!!! بإعتبار أنَّ الخُميني رجل دين مسلم موّحد لاينسجم ولايتآلف مع الشيوعيين المُلحدين!!!
الأمر الثاني: هو الخلاص من مُواجهة( التيار القومي العربي ) الديني أو العِلماني، الذي يُهدد أمن وسلامة الكيان الصهيوني الغاصِب!! فبدعم وتأييد ومُساعدة الخُميني وإيصالهُ إلى سدة الحُكم في إيران بدلاً من الشاه... قد حقّق ثلاثة غايات وأهداف لِدول الغرب!!!
الهدف الأول: قطع الطريق أمام وحدة المُسلمين! وترسيخ وتعميق وتأجيج حالة النزاع والصراع الطائفي الدموي الدائم بينهُم!!! بإعتبار أنَّ الشيعة لم يستلموا الحُكم في المنطقة مُنذ مئات السنين!!! ولهذا كان شعار الخُميني في أشهرهِ الأولى بتصدير الثورة!!! وبهذا فلا يُمكن أن يتوَّحد المُسلمين العرب( سنةً وشيعة ) في يومٍ من الأيام بوجه أمريكا وبريطانيا وإسرائيل!!!
الهدف الثاني: إلهاء وإشغال العرب بالصراع والنزاع مع إيران بدلاً من أن يتوَّحدوا في مواجهة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل!!!
الهدف الثالث: إلهاء العرب بالخوف من التمدد الأيراني وتجنبهم خوض أي صراع مع إسرائيل وأمريكا.. لوجود من يترَّبص بهِم من خلفِ ظهورهِم،، وهذا قد تحقق الآن عندما إرتفعت وتيرة تهديدات إيران وتدخلها في شؤون بُلدان العرب...!!! فذهبت بُلدان العرب لتطبيع العلاقات مع إسرائيل والإحتماء بها....!
تكملة المقال في مشاركة اخرى