من المشرفين القدامى
Um Elias
تاريخ التسجيل: December-2015
الدولة: Europe
الجنس: أنثى
المشاركات: 11,214 المواضيع: 1,324
صوتيات:
19
سوالف عراقية:
0
مزاجي: في بستان ورد ..
المهنة: خريجة + ربة بيت وزوجة ^_^
أكلتي المفضلة: الريزو والصاج الايطالي
موبايلي: iPhone 14 pro max
آخر نشاط: 16/July/2024
أحدهم أحاط نفسه بأقاربه وأصدقائه وسلمهم مناصب كبيرة.. أسوأ 5 رؤساء عرفتهم أمريكا
ريتشارد إم. نيكسون من 1969 إلى 1974
ما تزال فضيحة "ووترغيت" وصمةَ عار تُلحق الشينَ برئاسة نيكسون أينما ذكر. ولم تكن فعلته الأصلية (التوجيه باقتحام مقر اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي في مبنى ووترغيت لزرع أجهزة تنصت، خلال السباق الرئاسي عام 1972) هي التي ألحقت به هذا العار الأبدي، بل كانت الأكاذيب ومساعي التستر التي بذلها بعد كشفه.
ويكفي لتدرك كم كان الموقف الذي وقع فيه سيئاً، أن تعلم أنه وهو رئيس الولايات المتحدة اضطر إلى أن يظهر على شاشة التلفزيون ويقول للشعب الأمريكي: "أنا لست محتالاً"، لكن بعد التحقيق الذي أجراه الكونغرس، مدفوعاً بمجهودات صحافة استقصائية رائدة حملت رايتها صحيفة The Washington Post-التي كانت أول من كشف الفضيحة وقتها- أصبح نيسكون في نهاية المطاف الرئيسَ الأمريكي الأول، والوحيد حتى الآن، الذي يستقيل من منصبه.
ومع ذلك، فإن فضيحة "ووترغيت"، على فداحتها، كانت عرضاً وليست المشكلة في حدِّ ذاتها.
فقد كان نيسكون سياسياً مكروهاً لدرجة غير عادية قبل فترة طويلة من فضيحة "ووترغيت"، وكانت المشكلة الأصلية هي شخصيته غير المتزنة والنرجسية والمهووسة بالارتياب في من حولها.
اضطر الليبراليون إلى متابعة نيكسون وهو يستفيد من الصدمات التي حلّت بالولايات المتحدة في أواخر الستينيات -من اغتيال مارتن لوثر كينغ وبوبي كينيدي إلى الانقسامات العميقة حول الحرب في فيتنام- ولم يملكوا شيئاً ليفعلوه وهم يرونه يفوز اعتماداً على استغلاله لمخاوف الناس وحالة الذعر التي أصابتهم.
اعتمد نيكسون على ما سماه "الاستراتيجية الجنوبية" التي رمى بها إلى كسب التأييد لحزبه الجمهوري في الجنوب الأمريكي، حيث كان الناخبون البيض، في أعقاب حركة نضال السود ضد العنصرية والتي استمرت طوال الستينيات، يخشون آثار حصول الأمريكيين الأفارقة على حق التصويت، ومن ثم اتسعت الهوة بينهم وبين الديمقراطيين الذين كانوا قد مرروا تشريعات الحريات المدنية.
جيمس بيوكانان من 1857 إلى 1861
كان بيوكانان رجلاً شاحب الوجه يُحب أن يُعرف باسم "الموظف العام القديم"، وقد أمضى حياته في الخدمة العامة قبل أن يحوز ترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات عام 1856.
وكانت القضية الرئيسية في تلك الانتخابات هي أزمة انتشار العبودية في الولايات المنضمة حديثاً.
في عام 1854 عندما أقر الكونغرس الذي كان تحت سيطرة الديمقراطيين مشروعَ قانون يفتح المجال أمام تقنين العبودية في أراضي المقاطعات الجديدة في كانساس ونبراسكا، انفجرت الولايات التي تؤيد العبودية وانفصلت عن الولايات المتحدة لتؤسس فيدرالية خاصة بها.
كان بيوكانان من ولاية بنسلفانيا الحرة المناهضة للعبودية، وفي الوقت نفسه له علاقات وثيقة بالجنوبيين الذين يؤيدون العبودية.
ومن ثم قدّم نفسه على أنه الرجل الذي يستطيع درء الفتنة وإعادة التوازن إلى سفينة الدولة المضطربة، لكن واقع الأمر أن كلَّ قرار اتخذه تقريباً لم يزد الأمر إلا سوءاً، إذ تواطأ مع قرار المحكمة العليا المروع القاضي برفض ادعاء دريد سكوت في الحرية والمواطنة الأمريكية في عام 1857، والذي قضى بأن الكونغرس ليس لديه سلطة إنهاء العبودية في أي إقليم أمريكي لأنه سيكون بمثابة مصادرة "ملكيةٍ" مشروعة لا يحق التصرف فيها إلا لملاك العبيد.
ثم دعم بيوكانان أولئك الذين أرادوا إقرار ولاية كانساس بوصفها ولاية عبودية.
انصرف بيوكانان عن زملائه من الديمقراطيين الشماليين وتفاقمت الهوة بينهما، ما تسبب في انقسام الحزب بدرجة حضّت الجنوبيين الذين أرادوا مغادرة الاتحاد الفيدرالي على المضي قدماً في مساعيهم.
وبعد ذلك، في الأشهر الأخيرة من ولايته، ومع انفصال 7 ولايات تتبنى العبودية، وإنشاء كونفدرالية منافسة، لم يفعل بيوكانان شيئاً حيال الأمر: سوى التشكّي بأن الانفصال كان غير قانوني، والاستمرار على زعمه بأنه لا يملك القوة لفعل أي شيء حيال ذلك.
ثم تقاعد في منزله الريفي ليقضي بقية حياته في كتابة رسائل النقمة والرثاء على الذات وإرسالها إلى جمهوره.
أندرو جاكسون من 1829 إلى 1837
كانت البداية من حفل تنصيبه رئيساً للبلاد، فقد أقام حفلة في البيت الأبيض دُعي إليها أي شخص، وإن كان غير ذي صلة، ثم لفرط سُكرهم، حطموا أرجاء المكان، وبلغ الأمر ببعضهم أن قصَّ قطعاً من الستائر للاحتفاظ بها تذكاراً.
ومن ثم جاءت هذه الواقعة لتفاقم أسوأ مخاوف منتقدي جاكسون، فقد كان سلفه، جون كوينسي آدامز، الذي كان جاكسون قد هزمه في انتخابات ضجّت بالأفعال الشائنة والمخالفات، مرعوباً بشدة من انتصار جاكسون لدرجة أنه رفض حضور حفل التنصيب، وهكذا كان آخر رئيس منتهية ولايته في تاريخ الولايات المتحدة يقاطع حفل تنصيب خليفته في المنصب.
كان آدامز -الذي انحدر من عائلة قادمة من ماساتشوستس التي قاتلت من أجل الاستقلال وكافحت من أجل بقاء الجمهورية (خاصة والده جون آدامز)- من هؤلاء الرجال الذي اعتبروا جاكسون شعبوياً فاسداً لا أخلاق له ولا ملة، وتوقع أن رئاسته ستكون استبدادية على النمط النابليوني، فهو بالنسبة إليه رجلٌ لا يمتلك أي قدر من الاحترام لضوابط وقواعد الدستور أو حكم القانون.
كان جاكسون أول رئيس أمريكي ينحدر من أصول متواضعة، وقد اشتهر بأنه الجنرال الذي هزم البريطانيين في معركة نيو أورلينز في عام 1815.
وكان قد عرف قبلها بشرائه مزرعة عبيد في تينيسي (في عام 1803) والمشاركة في مبارزة شهيرة (مع تشارلز ديكنسون في عام 1806)، ثم بعد معركة نيو أورلينز، اكتسب مزيداً من الشهرة خلال محاربة الهنود الحمر السيمينول.
إبان فترته الرئاسية، توسع جاكسون في استخدام توسعاً عدوانياً في استخدام حق النقض (الفيتو) بطريقة تفوق أي رئيس سابق له.
وهكذا منع الكونغرس من إنفاق الأموال على إنشاء طرق أو قنوات جديدة، كما استعمل حق النقض لإيقاف التجديد الذي أقره الكونغرس لميثاق الحكومة مع "بنك الولايات المتحدة"، والذي كان يضطلع بتنظيم المعروض النقدي وكان الملاذ الأخير للمحتاجين إلى الاقتراض.
ومهما كان التحدي السياسي الذي يواجهه، كانت لغته الخطابية مغاليةً بما لا يُقارن.
وأحد الأمثلة على ذلك، الرسالة التي كتبها إلى مديري بنك الولايات المتحدة، وقال فيها: "أنتم وكر الأفاعي واللصوص. لقد عزمت على طردكم، وسأطردكم شر طردة". كانت النتيجة أنه بحلول تركه لمنصبه، غرقت البلاد في أبشع ركود اقتصادي عرفته في تاريخها.
وارن جي. هاردينغ من 1921 إلى 1923
على غرار نيسكون، يمتلك هاردينغ سمعةً تاريخية من جهة الفضائح التي تلبست بها فترة حكمة وعصفت بإدارته.
ومع ذلك، فإن هاردينغ كان شخصية مختلفة تماماً عن نيكسون الذي لطالما بعث سلوكه وسيرته على الازدراء: فقد كان هاردينغ متوهجاً وأنيقاً يبدي عزماً واضحاً على الانسجام مع الجميع.
غير أن مكمن فساده كانت إحاطته لنفسه بأصدقائه القدامى، وعجزه الدائم، على ما يبدو، عن الوقوف في وجه أي شخص.
حصل هاردينغ على ترشيح الحزب الجمهوري في عام 1920 فقط لأن المؤتمر الانتخابي للحزب وصل إلى طريق مسدود، ولسببٍ ما لجأ إليه مندوبو الحزب -وهو سيناتور مبتدئ مغمور نسبياً من ولاية أوهايو- على أنه سيكون الحصان الأسود المطلق في هذا السباق.
الفشل الأبرز لهاردينغ والذي لطالما ضمن له مكاناً في قائمة أسوأ رؤساء أمريكا هو شعوره الراسخ بأنه أقل بكثير من أن يحاسب بجدية على وجوده في البيت الأبيض.
فقد كان مولعاً بلعب البوكر والعلاقات النسائية، وأبعد ما يكون عن الاهتمام بإدارة شؤون الدولة.
وتضمنت حكومته وتعييناته الرسمية مجموعةً كبيرة من رفاقه القدامى من ماريون بولاية أوهايو، ومنهم كثير من أقاربه.
وقد عمل هؤلاء على تحقيق ثروات شخصية من الرِشاوي التي جمعوها، وأذهلوا أعضاء الكونغرس وصحفيي واشنطن المخضرمين بمدى جهلهم بمسؤوليات المناصب التي يشغلونها.
ومع ذلك، فإن الفضيحة الأفظع التي لحقت بإدارة هاردينغ كانت مشاركته في صفقة البيع الفاسدة لتراخيص التنقيب عن النفط في الأراضي العامة المخصصة للاستخدام في حالات الطوارئ، والتي عُرفت بفضيحة "تي بوت دوم".
لكن هذه الفضيحة، بالإضافة إلى أدلة أخرى تُبيّن مدى ضآلة سيطرته على إدارته، لم تظهر إلا بعد وفاة هاردينغ بسبب نزيف في المخ عن عمرٍ يُناهز 57 عاماً.
وهكذا، جرى التعامل معه وتأبينه على أنه "رجل سلام" في فترة ما بعد الحرب.
أندرو جونسون من 1865 إلى 1869
إنه أحد اثنين فقط من الرؤساء الذين عزلهم مجلس النواب الأمريكي (الآخر كان بيل كلينتون، في عام 1998)، فقد أدت حالة انعدام الأمن وضعف الثقة التي كان عليها أندرو جاكسون، إضافةً إلى عداواته السياسية، إلى جعلِ رئاسته كارثة من بدايتها إلى نهايتها.
لم يُنتخب جونسون لمنصب الرئاسة قط، فقد صعد إلى المنصب بعد اغتيال أبراهام لنكولن في مسرح فورد يوم "جمعة الآلام" في عام 1865، وفي الوقت الذي كانت فيه الحرب الأهلية بالكاد تقترب من نهايتها.
كان جونسون قد اختير نائباً للرئيس لنكولن خلال الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني السابق، ليس لصفات شخصية تميزه، لكن لأسباب استراتيجية في المقام الأول.
فقد كان جنوبياً (ينحدر أصلاً من ولاية كارولينا الشمالية، وانتقل إلى تينيسي عندما كان عمره 17 عاماً)، لكنه كان مؤيداً قوياً للاتحاد.
وأتاح وجود اسمه على بطاقات الاقتراع لحملة لنكولن بالادعاء بانهم لا يمثلون الحزب الجمهوري فقط، وإنما يمثلون الأمة كلها. غير أن أحداً لم يتخيل أنه قد يصبح رئيساً بالفعل في يوم من الأيام.
كان فتى فقيراً استقامت له اموره، وشق طريقه إلى السياسة بعد أن حصل على تدريب مهنى في الخياطة، وكان جونسون قد خبِرَ لفترة طويلة مشاعر الامتعاض حيال النخب المالكة للعبيد في ولايته.
لذلك كان على أتم الاستعداد لدعم التحرر العسكري كوسيلة لتقويض قوة طبقة ملاك العبيد.
لكنه مثل غيره من البيض الجنوبيين، انتابه الذهول حيال جهود الجمهوريين في الكونغرس لمنح الحقوق للعبيد المحرَّرين.
وكان كل قرار كان يتخذه يسعى به لتقويض أي قدرٍ من الحرية كان يأمل الأمريكيون الأفارقة في الحصول عليها بعد إنهاء العبودية.
وهكذا، أمر جونسون بالاستيلاء على الأراضي التي أُعيد توزيعها على العبيد السابقين في ولايتي كارولينا الشمالية والجنوبية، واستخدم حق النقض ضد مشروع قانون لتمديد عمل وكالةٍ اتحادية كانت معنيةً بمساعدة العبيد النازحين من ولاياتهم، وحارب بكل قوة أيَّ جهدٍ يبذله الكونغرس لمنح السود حقوق المواطنة، والتي كان منها الحماية الدستورية لحقهم المتساوي في التصويت.
حوكم جونسون بالعزل في الكونغرس لأسباب سياسية بحتة: فقد وُجهت الاتهامات إليه ليس بسبب أي جرائم من النوع الذي ارتكبه نيكسون بعدها بقرن تقريباً، ولا حتى بسبب فسادِه ومحسوبية حكمه على نمط هاردينغ، لكن بسبب معارضته الشعبوية لخططهم المتعلقة بإعادة الإعمار بعد الحرب.