..
..
توقف عن لعب دور يجعلني أظن أنني المصابة الوحيدة ، ويجعلك تبدو بخير رغم إصابتك ..!
هذه الليلة .. تشبه كثيرا تلك الفراغات التي يخلفها الصدأ في سقف كل البيوت الآيلة للسقوط .. تشبه نافذة مكسورة .. ورقة مجعدة ، صداع مزمن ، ووجه امرأة عاطلة ..!
.. تشبهني أنا .. من خلف طاولة الحديث الذي لا يعرف كيف يكون متحضرا ،ويجيب على رسائل الوداع الإلكترونية العارية بشكل لبق ..!
لقد استغرق الأمر مني وقتا طويلا حتى دفعت بالورق الماثل أمامي كهواجس ليلية لأحد أدراجي الجائعة ، ورضخت لفكرة البريد الذي يطلق صفيرا كلما ارتطم بشاشة المحمول خاصتك ، وتقبلت أن أكون بريدك الوارد الذي ينتظر دوره للقراءة ، وحسب.
بهذا ..تركت خلفي كل الأسئلة التي تشغل أيامي الفارغة منك .. حول ما يمكن أن يدسه لقاء واحد قصير في جيب أيام روتينية كهذه .. ما قد يفعله الصفير من شفتيك الرطبة في رأس مطرق كهذا ، وما تحدثه جلسة همس في أذن بدائية جدا حين تذيل آخره _ بلا أحد إلا أنت_ يتسارع النبض ، وأصاب بثقل اللغة ، ويبدو العالم بعد هذه الخاتمة مجرد نقطة .