النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

أفضل أفلام ألفونسو كوارون .. عن الوحدة والحياة والفناء

الزوار من محركات البحث: 11 المشاهدات : 327 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 87,564 المواضيع: 20,612
    صوتيات: 4597 سوالف عراقية: 663
    التقييم: 62007
    آخر نشاط: منذ 3 ساعات
    مقالات المدونة: 1

    أفضل أفلام ألفونسو كوارون .. عن الوحدة والحياة والفناء




    يعتبر المخرج المكسيكي ألفونسو كوارون واحدًا من أكبر المخرجين في عالمنا، بدأت مسيرته الفنية بكتابة وإخراج أعمال مكسيكية، ثم بدأ بالعمل في مجال الأفلام القصيرة، وخلال سنوات أصبح اسم المخرج ألفونسو يظهر عند الحديث عن المخرجين الكبار، بالطبع ذاع صيته عند إخراجه فيلم سجين أزكابان، وهو الجزء الثالث من سلسلة الأفلام العالمية “هاري بوتر“، وعلى الرغم من الأفلام الكثيرة التي قدمها المخرج، إلا أن هناك ثلاثة أفلام على وجه الخصوص تشهد له بمهاراته الفنية، ويحبها الجمهور والنقاد أكثر من غيرها، وفي هذا المقال سنتحدث عن هذه الأفلام الثلاثة.

    1- Children of Men 2006



    تم إصدار هذا الفيلم عام 2006، والفيلم من بطولة كلايف أوين، ومايكل كين، وجوليان مور، وكلير- هوب آشيتي، يتحدث الفيلم عن المستقبل في عام 2027 تحديدًا، لذلك يسهل ملاحظة أن الفيلم يندرج تحت مسمى أفلام الخيال العلمي، تدور أحداث الفيلم في بريطانيا، وعلى الرغم من أن الفيلم من أفلام الخيال العلمي، إلا أن الفيلم به خطوط درامية قوية، وتفاصيل إنسانية كثيرة جدًا.

    يبدأ الفيلم بخبر على التلفاز في أحد المقاهي وهذا الخبر كافي بأخذ انتباه المشاهد من الثواني الأولى للفيلم، وهذا الخبر هو أن أصغر إنسان على وجه الأرض قد مات، ما هو عمر أصغر إنسان على الأرض؟ 18 عامًا، من البداية فقط سنفهم أن البشرية فقدت القدرة على الإنجاب منذ ثمانية عشر عامًا، بعد هذا الخبر نرى بريطانيا، ونرى الكثير من أحداث الشغب والمشاكل التي تحدث فيها.

    نتعرف عن قرب عن شخصية بطل الفيلم ثيو فارون، هذا الرجل الذي كان يهتم كثيرًا بالسياسة، لكنه فقد شغفه بها بسبب المشاكل التي أصبحت تملأ العالم، ونتعرف أيضًا على صديقه العجوز جاسبر بالمر، الذي يعيش بعيدًا في منزل منعزل في الغابة، بعد عرض المشاهد التمهيدية وفهم الأحداث والخطوط العامة التي سيسير عليها الفيلم تظهر لنا جوليان صديقة قديمة لثيو فارون، وتريد منه أن يساعدها في عبور سيدة من الشرطة على الحدود.

    بعد مرور بعض الأحداث يجد فارون نفسه فجأة مع سيدة حامل ويجد أنه وحيدًا معها، والجماعة التي يفترض عليها أن تساعدها لن تفعل ذلك، لذلك هو وحده عليه أن يساعدها من العالم بأكمله الحكومات والجماعات السياسية التي لها مطامع مختلفة، فعملية الولادة هذه ستستغل بطرق كثيرة، أول هذه الطرق هي الاستغلال العرقي فالسيدة الحامل ليست إنجليزية، لكن إذا عرف من لهم مصلحة من الإنجليز ذلك سيأخذون الطفلة ويدعون أنه لسيدة إنجليزية سمراء اللون.

    البعض سيرغب بنسب الطفل لهم، والبعض الآخر سيود استغلال وجود الطفل حتى يقوي توجهه السياسي، والحل الوحيد الموجود أمام البطل هو إرسال السيدة مع طفلها إلى مركب وأن يجعلها تسير في البحر وتنتظر سفينة من المفترض أنها مشروع سري ستساعد المرأة الحامل.

    الإخراج

    استطاع المخرج خلق عالم ديستوبي معقد ومظلم حتى تدور فيه الأحداث، وقد استطاعت حركة الكاميرا المتنوعة بتنوع المشاهد وتفاصيل الديكور بنقل الكثير من المشاعر إلى المشاهد، فبعض المشاهد كانت هادئة، وبعض المشاهد كانت مليئة بالحركة والشجارات، ولكن حتى المشاهد الهادئة ستشعرك أن هناك مصائب كبيرة تحدث في خلفيتها، حتى عندما تجلس في بيت هادئ ستعرف أن العالم ينهار خارجه، وهذا الشعور لم يحدث لي من قبل مثلما حدث في هذا الفيلم.

    فريق التمثيل

    التمثيل في هذا الفيلم جيد للغاية، على الرغم من تعقيد وتطورات الشخصية الرئيسية، ثيو فارون مثلًا هو شخص غير مبالي ترك السياسة والحياة المجتمعية لكن فجأة نجد أنه أمام فرصة ليساعد السيدة الحامل بمعنى آخر الأمل الوحيد للبشرية، وقد تنقل الممثل كلايف أوين بين تطورات وتحولات شخصيته على المستوى النفسي والفكري بسهولة ومهارة كبيرة.

    الموسيقى في الفيلم

    كانت الموسيقى من العناصر المهمة في هذا الفيلم، وهذا لأن الفيلم درامي إنساني في المقام الأول، فعلى الرغم من عناصر الإثارة والتشويق، إلا أن هناك الكثير من العناصر التي ستبكيك حتى تفقد السيطرة على دموعك، وبالطبع كانت الموسيقى عنصرًا مهمًا لجعل هذه المشاهد مشاهد كاملة، وأخيرًا يمكن القول أن هذا الفيلم كامل من ناحية القصة والتمثيل والإخراج والموسيقى، ومن الناحية السينمائية، ففي الأخير ما هي السينما إن لم تكن عن الحياة والفناء ؟

    2- Gravity 2013



    تم إصدار هذا الفيلم عام 2013، والفيلم من بطولة ساندرا بولوك، وجورج كلوني، ومن إنتاج وتوزيع شركة وارنر برذر، وقد قام ألفونسو كوارون بكتابة هذا الفيلم مع أبنه جوناس كوارون، وقد نجح الفيلم في جذب أنظار النقاد والمشاهدين في العالم بأكمله، أفتتح مهرجان البندقية السينمائي بهذا الفيلم، وفي حفل توزيع جائزة البافتا فاز بست جوائز، وفي حفل توزيع جوائز الأوسكار فاز بسبعة جوائز، كما حصد جوائز أيضًا في حفل توزيع الجولدن جلوب.

    فيلم عن الفضاء، البطولة فيه لممثلة وممثل فقط، وخلال معظم أوقات الفيلم لا يظهر لنا إلا ممثلة واحدة فقط وهي ساندرا بولوك، إذًا ما الذي يجعل هذا الفيلم ناجحًا إلى هذا الحد، بل ونجد المخرج العالمي جيمس كاميرون يقول عنه بوضوح “إنه أفضل فيلم عن الفضاء في تاريخ السينما”، الحقيقة أن الفيلم يستحق هذا النجاح لأسباب كثيرة سنعرفها في الفقرات القادمة.

    يبدأ الفيلم مع ريان ستون الطبيبة والمهندسة التي تم إرسالها إلى أول مهمة لها إلى الفضاء الخارجي، وفيه هذه المهمة كان معها رائد الفضاء الخبير مات كوالسكي، لكن نجد أنه تم إرسال رسالة تحذيرية تخبرهم أن روسيا قد أطلقت صاروخًا لتدمير قمر صناعي، وحطام هذا القمر سيعلق في جاذبية الأرض ويدور حولها، مما يعني أن هذا الحطام سيقترب من الأقمار الصناعية الأمريكية التابعة لوكالة ناسا، كما سيرتطم برواد الفضاء أنفسهم، وبالفعل نجد حطام القمر الصناعي يقترب بسرعة وبقوة، ويرتطم بطاقم العمل بأكمله.

    بعد كارثة الاصطدام لن نجد أحدًا على قيد الحياة غير ريان ستون ومات كوالسكي، وسنجد أيضًا أنهم فقدوا الاتصال مع كوكب الأرض، وهنا تبدأ الوحدة في الظهور، اثنان فقط في الفضاء لا أحد آخر معهم، وعلى الرغم من أن هذه الفكرة فكرة حزينة وكئيبة، إلا أن المخرج يوازنها بمهارة كبيرة جدًا بشخصية مات كوالسكي، هذه الشخصية التي تضحك وتلقي النكات وتكثر من المزاح ولا يهمها أبدًا شدة وخطورة الحدث الذي يحدث.

    تنوع إيقاعات الفيلم

    يستعمل الفيلم العديد من العناصر لجعل إيقاعاته متنوعة ومقبولة، أول هذه العناصر هي شخصية مات كوالسكي كما قلت سابقًا، ثاني هذه العناصر هي أنابيب الأكسجين التي إذا نفذت ستعلق ريان ستون في الفضاء بلا أي وسيلة للتنفس وبالتالي ستموت، والعنصر الآخر هو ارتباط حطام القمر الصناعي بجاذبية الأرض مما يعني أنه سيعود مرة ثانية وثالثة وهكذا، وأخيرًا هناك بعد إنساني يغير من إيقاع القصة والأحداث وهذا البعد هو العلاقات التي تربط ريان بالأرض أو بابنتها على وجه الخصوص.

    الوحدة

    امرأة وحيدة تائهة في الفضاء، أملها الوحيد هو الوصول إلى محطة فضاء صينية لأخذ كبسولة من هناك ستوصلها إلى كوكب الأرض، لكن رحلتها وسباحتها في الفضاء إلى المحطة الصينية مليئة بالمخاطر والمشاكل، ليس فقط مشاكل الفضاء والأجسام المتطايرة في كل مكان، بل على مستوى المخاطر والمشاكل النفسية أيضًا، فالفيلم يضع المشاهد مع بطلة الفيلم في أقصى وأعنف درجات الوحدة، فجأة لا أحد، وحدها في الفضاء الاتصالات كلها مقطوعة، امرأة مع الكون بأكمله عليها أن تصل إلى الأرض حتى لا تموت، إذا تخيلت هذه الفكرة لثوانٍ ستدرج أنها أقصى درجات الوحدة التي يمكن أن يصل إليها إنسان.

    الإخراج

    الإخراج في هذا الفيلم كان مخاطرة كبيرة، وذلك حيث وضع المخرج نفسه في مكان واحد محدد، لكنه على الرغم من ذلك استطاع بمهارة كبيرة تنويع العناصر البصرية المختلفة واستطاع تحويل المشاهد الخالية من المشاعر إلى لوحات غنية عظيمة، مثل دوران الأقمار الصناعية، ومشاهد الارتطامات والانفجارات، مشاهد الشمس وأشعتها، وأيضًا المشاهد داخل محطات الفضاء، كل هذه التفاصيل استطاع المخرج أن يخلق فيها حياة ما كانت لتخطر ببال أحد، فمن منا كان يتوقع أن يرى فيلم إثارة وتشويق بهذه القوة يقع في الفضاء ؟

    الموسيقى التصويرية

    الموسيقى التصويرية تنقل المشاهد بسرعة وخفة إلى عالم آخر، عالم خالي من البشر، عالم فوق عالمنا يجتمع فيه المشاهد مع بطلة الفيلم والأحداث فقط، جذبت الموسيقى أنظار وأسماع النقاد على مستوى العالم، وفازت الموسيقى التصويرية في الفيلم بالكثير من الجوائز، وقد فازت الموسيقى في هذا الفيلم بجائزة الأوسكار عن أفضل موسيقى تصويرية، ويرجع الفضل في قوة هذه الموسيقى لاختيار المخرج الموسيقي ستيفن برايس.

    3- Roma 2018



    في عام 2018 خرج لنا المخرج ألفونسو كوارون بفيلمه الجديد روما، وكان هذا الفيلم على العكس تمامًا من فيلمه الأخير “Gravity”، فمن فيلم قصير نسبيًا ينتمي لأفلام الخيال العلمي، ذهب المخرج إلى فيلم طويل واقعي عن الحياة وعن البشر؛ على الرغم من أن الفيلم طويل وبالرغم من أنه ناطق باللغة الإسبانية إلا أنه حاز على إعجاب الكثير من النقاد وحصد الكثير من الجوائز، فقد فاز الفيلم بجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي، وأفضل إخراج، وأفضل تصوير سينمائي.

    فاز الفيلم أيضًا بجوائز كثيرة أخرى غير الأوسكار، مثل جائزة الأسد الذهبي، والبافتا، والجولدن جلوب، وجائزة اختيار النقاد لأفضل فيلم وأفضل مخرج، وغير ذلك العديد من الجوائز، أكدت جميعها على مدى أهمية وعبقرية المخرج، ويعتبر هذا الفيلم من الأفلام المهمة للمخرج وذلك حيث تم صناعة الفيلم بأكمله من ذاكرة المخرج، يتذكر المخرج طفولته وأسرته ميسورة الحال، والمربية التي كانت ترعاه، ومن ذكريات الطفولة هذه صنع الفيلم بأكمله، استعمل المخرج مشاهد واسعة وأخرجها جميعها بالأبيض والأسود، وعرض الذاكرة بشكل فني سينمائي لا نراه كثيرًا.

    الفيلم في الأساس عن كليو الخادمة التي تعمل في منزل أسرة ميسورة الحال، تدور أحداث الفيلم في مدينة مكسيكو سيتي في ضاحية روما، وهو المكان الذي نشأ فيه المخرج نفسه، ويدور الفيلم في مطلع السبعينات، ونجد كذلك عرض القليل من الأحداث السياسية المكسيكية التي حدثت في بداية السبعينات، مثل مجزرة “كوربس كريستي” التي حدثت في شهر يونيو عام 1971.

    كليو تخدم العائلة وتعيش في غرفة صغيرة مع صديقتها أديلا، في الأوقات التي تتفرغ فيها كليو من العمل تذهب لمقابلات صديقها فرمين، وفي خلفية قصة كليو نرى أحداث الأسرة نفسها، رب المنزل الذي يذهب للعمل ساعات طويلة لكننا نكتشف بعد ذلك أنه يخون زوجته، وزوجته تحافظ على رباطة جأشها وتظهر بشخصية قوية أمام أولادها.

    مع تقدم أحداث الفيلم نجد أن صديق كليو يتركها وحيدة مع معطفه في السينما، يتركها وحيدة مع طفل في بطنها، وهنا نجد أن المرأة كليو تخذل وحياتها تصبح أكثر حزنًا مثلما يحدث تمامًا مع ربة الأسرة التي تقول لكليو “نحن النساء وحيدات دائمًا”، تتطور العلاقة بين كليو وأفراد العائلة التي تعمل لديهم، ونجد الفيلم يظهر له جانب إنساني عميق وكثيف ومليء بالمشاعر.

    الإخراج

    يعتمد المخرج على اللقطات الواسعة وجعل المشهد يعبر عن المشاعر الكاملة التي يريد أن يوصلها للمشاهد، كما حاول المخرج تقليل المونتاج قدر المستطاع، كما حاول أن يصنع مشاهد متنوعة وتفاصيل تضفي جانبًا فنيًا عند التصوير، ونجد هذا أثناء حريق في الغابة عند زيارة الأسرة الأخرى، وهنا نجد الجميع يذهب لإطفاء النار بسعادة بل نجد من يشرب النبيذ ويغني، كما نرى مشاهد جميلة في رحلة العائلة للبحر مع كليو، وكذلك نلاحظ أن المخرج يهتم بالتفاصيل بشكل كبير.

    التمثيل

    التمثيل في هذا الفيلم جيد للغاية من بطلة الفيلم ومن باقي أفراد العمل، وربما يعتبر هذا الأمر مختلف قليلًا عن الأفلام الأخرى، وذلك لأن هذا الفيلم هو الأول للممثلة ياليتزا أباريسيو، وعلى الرغم من أنها المرة الأولى التي تظهر فيها فقد قدمت أداءً منقطع النظير، والذي استحقت بفضله جائزة أوسكار لأفضل ممثلة.






    محمد إبراهيم جادالله - أراجيك

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: June-2018
    الدولة: بــــغـــداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 35,730 المواضيع: 5,001
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 24253
    مزاجي: متغير
    شكراً "

  3. #3
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Secluded مشاهدة المشاركة
    شكراً "
    الف هلا

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال