بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
عاشت فاطمة الزهراء (عليها السلام) خلال احتضار ابيها رسول الله (صلى الله عليه واله) ووفاته (صلى الله عليه واله) اياماً صعبة وعصيبة، فقد افتقدت الاب الرحوم والنبي الخاتم (صلى الله عليه واله) والمصطفى الذي اختارته السماء رحمة للعالمين، فعندما «صارت الى قبر ابيها (صلى الله عليه واله) وقفت عليه وبكت، ثم اخذت من تراب القبر فجعلته على عينها ووجهها ثم انشأت تقول :
ماذا على من شمّ تربة أحمد *** ان لا يشمّ مدى الزمان غواليا
صبّت عليّ مصائب لو انها *** صُبّت على الايام عدن لياليا
ولها (عليها السلام) ترثي أباها (صلى الله عليه واله):
اغبر آفاق السماء وكورت *** شمس النهار وأظلم العصرانِ
والارض من بعد النبي كئيبة *** أسفاً عليه كثيرة الاحزانِ
فليبكه شرقُ البلاد وغربُها *** ولتبكه مضرٌ وكلُ يمان
وليبكه الطود الأشمّ وجوّه *** والبيت ذو الاستار والأركانِ
ياخاتم الرسلِ المبارك صنوه *** صلّى عليك منـزّلُ القرآنِ
وبعدما رأت ما انتهت اليه وصية رسول الله (صلى الله عليه واله) حول ولاية الامام (عليه السلام)، واحداث السقيفة، بدأت تحركها السياسي ضد قريش التي اغتصبت ولاية الامر.
التحرك ضد قريش :
وكان ذلك التحرك قد مرّ بمراحل ثلاث :
الاولى : مطالبتها بحقها في فدك وسهم ذوي القربى.
الثانية : الاجهار في معارضتها استلام قريش الخلافة بعد النبي (صلى الله عليه واله).
الثالثة : مقاطعتها قريشاً حتى استشهادها (عليها السلام).
وكانت تلك المراحل متضافرة تساند بعضها بعضاً في اعلان مظلوميتها، خصوصاً الامر المتعلق بانتهاك حرمة الولاية الشرعية.