لسومرية نيوز/ بغداد
يواجه الجيش العراقي اختباراً غريباً من نوعه هذه الأيام، إذ بات مطالباً بمساعدة العديد من الأحياء البغدادية على تجنب الغرق بفعل مياه الأمطار، بعدما قاتل طيلة السنين الماضية في سبيل حمايتها من الهجمات والانفجارات والخروقات الأمنية.
وشهدت مناطق جميلة والطالبية وبعض أحياء مدينة الصدر، شرق بغداد، خلال اليومين الماضيين، انتشارا ملحوظا لآليات الفرقة الحادية عشرة من الجيش العراقي، ليس لتنفيذ مهمة أمنية، بل لمنع مياه الأمطار من اجتياح منازل السكان، بعدما عايشت تجربة قاسية مع الغرق، لم يمر عليها سوى بضعة أسابيع.
وقال مراسل "السومرية نيوز" إن مناطق عدة تقع شرق العاصمة بغداد، وتعرف بتهالك شبكة تصريف مياه الأمطار، شهدت انتشار آليات عسكرية خلال اليومين الماضيين، للمساعدة في سحب برك المياه وتصريف الأمطار التي هطلت بشكل متقطع على بغداد خلال الأيام القليلة الماضية.
ونشطت "الساحبات الصاروخية" العسكرية في هذه المناطق، وقامت بتنفيذ عشرات عمليات السحب والتفريغ، وسط توجيهات من بعض الضباط الكبار، الذين رافقوا هذه الآليات.
وقال أحد هؤلاء الضباط لـ "السومرية نيوز"، إن "أمانة بغداد تواجه ضغطا كبيرا في مواجهة أمطار كثيفة متوقعة، ما استلزم نزول بعض قطعات الجيش للمساعدة".
وأضاف طالبا عدم نشر اسمه، إن "الجيش يتدخل في جميع البلدان التي تواجه أزمات محلية، ليس بالضرورة أن تكون أمنية".
ويتولى الجيش العراقي العديد من المهام الاستثنائية بسبب الظروف الأمنية المضطربة التي تمر بها البلاد. وفضلا عن انتشاره في المناطق الحدودية، يشارك الجيش في جميع القيادات الأمنية التي تتولى حماية محافظات العراق، باستثناء إقليم كردستان.
ويقول خبراء عسكريون إن المهام الملقاة على عاتق الجيش العراقي تسبب إرهاقا كبيرا لقطعاته، فجنوده يستمرون في العمل ساعات عديدة، في نقاط التفتيش والدوريات المتحركة، وغيرها.
وقال مراسل "السومرية نيوز" إن سكان المناطق التي انتشر فيها الجيش للمساعدة في تصريف مياه الأمطار، كانوا يقابلون الجنود بـ "ابتسام واستغراب".
ولم يعتد سكان العاصمة العراقية على مشاهدة الجنود إلا في أوضاع قتالية، لكن ربما عليهم الآن اعتياد مشاهدتهم في أي ظرف.
ويقول عمار الساعدي، إنه اعتقد أن هناك حملة أمنية، عندما شاهد العديد من الآليات العسكرية تنتشر في المنطقة التي يقطنها شرق بغداد. واضاف لـ "السومرية نيوز"، "شعرت بالخوف أول الأمر، ولكنني عندما ركزت على الآليات، وجدتها تشبه تلك التي تستخدمها أمانة بغداد، وإن كان يقودها عسكريون".
وتابع الساعدي "بصراحة، يعملون بجد ومثابرة، ويفرغون بركا كبيرة من المياه خلال أوقات قياسية، وهو ما لم نعتد عليه من آليات الأمانة".
وشهدت بغداد، الشهر الماضي، موجة أمطار غير مسبوقة، تسببت في غرق عشرات الشوارع والمنازل، وأرغمت الحكومة على منح دوائرها عطلة، بسبب استحالة الحركة في جميع مناطق العاصمة.
ويقول الساعدي، إن "الحكومة تعلمت من هذا الدرس على ما يبدو، فجاءت بالجيش ليحمينا من المطر".