مدّي بساطي واملئي أكوابي
وانسي العتاب، فقد نسيت عتابي
عيناك يا بغداد، منذ طفولتي
شمسان نائمتان في أهدابي
لا تنكري وجهي فأنت حبيبتي
وورود مائدتي، وكأس شرابي
بغداد جئتك كالسّفينة متعباً
أخفي جراحاتي وراء ثيابي
أنا ذلك البحّار أنفق عمره في
البحث عن حبٍّ وعن أحبابي
بغداد طرت على حرير عباءة
وعلى ضفائر زينب ورباب
وهبطت كالعصفور يقصد عشّه
والفجر عرس مآذن وقباب
حتّى رأيتك قطعةً من جوهر
ترتاح بين النّخل والأعناب
حيث ألتفت، أرى ملامح موطني
وأشمّ في هذا التراب ترابي
لم أغترب أبداً فكلّ سحابةٍ
زرقاء فيها كبرياء سحابي
إنّ النجوم الساكنات هضابكم
ذات النجوم الساكنات هضابي
بغداد عشت الحسن في ألوانه
لكن حسنك، لم يكن بحسابي