طلب الراحة في الدنيا محال
وأرى الأنس بها عين النكال
وأقل العيب فيها أنها
دار موت وانتقال وزوال
ليس تبقى لك أولا تبقى لها
ليس للمطمع في هذا مجال
كيف ترضاها وتستوطنها
وهي لم تخلق محلا للحلال
خاب عبد قد شراها بدلا
عن جنان ومقامات عوال
فارمها من قبل ترميك ومل
عن مزاياها حرام أو حلال
إنما الدنيا عقاب أو حساب
ليس تسوى عند ذي العقل عقال
فاز بالراحة من يتركها
راحة الدنيا مع أهل الكمال
راحة الدنيا مع أهل الرضا
غنموا بالأنس حالا ومآل
فالزهاده والقناعة مالهم
بختهم طوبى لهم نعم الرجال
هم رجال الله فاقف أثرهم
واتبعهم في المقال والفعال
واحتقب زادا بقاء حسنا
عده ذخرا لاهوال طوال
والنجاة إن تردها إنها
في خمول وسكوت واعتزال
فاترك الناس ومل عنهم إلى
ذكر مولاك الكبير المتعال
إن ذكر الله للقلب شفا
إن ذكر الله للقلب صقال
إن ذكر الله خير ما اقتنى المرء
في الدنيا وما حصل ونال
إن ذكر الله أنس دائم
ماله عنك انفصال وارتحال
إن ذكر الله نور وهدى
ماله في جملة الخير مثال
كل برشرع الله إلى
ذكر مولانا إذا حققت آل
يذكر الرحمن من يذكره
وله يحفظ في حال ومال
فاذكر الله مدا الدهر ولا
تعدلن عنه إلى قيل وقال
فجليس الله من يذكره
هكذا عن ربه المختار قال
فالزم الله وجالسه وكن
لسواه من جميع الغير قال
كل ما ألهاك عن كسب التقى
فهو لا شك بلاء ووبال
واحفظ الأنفاس لا تنفقها
غير في كسب الفضائل والمعال
إن لحظاتك لو تعرفها
جوهر أرفع من عال اللآل
فتغانم وقتك الفائت من
قبل يأتيك أوان الانتقال
يا له أمر مهول مزعج
لك عن مال وأهل وعيال
رب وفقنا وسددنا لما
ترضه منا على أحسن حال
واختم الأعمال بالحسنى ولا
تخزنا في يوم نأتي للجدال
وصلاة وسلام دائم
ما حدا حاد وما سرن الجمال
تتغشى أحمدا والآل والصحب
ما مزن همل أو غصن مال
ولك الحمد إلهي دائما
عدد القطر وذرات الرمال