بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته

يودّعُ أمّاً بدمعةِ حنين
أو يودّعُ زوجةً بابتسامةِ الحزين
أو يودّعُ طفلاً بمسحةِ حنان
يضمّهُ إلى صدره
ضَمّةً يرجو أن يبقى دفؤها لمّدةٍ من الزمان
أو يشمُّ رضيعاً
يقبّله قبلةً يتمنى لو يدوم أثرها سنتان
سيفوته سماع أول كلمة ينطقها
ومشاهدة أول خطوة يخطوها
وحين يضحك و يبدأ باللعب سيكون في غير مكان

يسافر إلى الغربةِ، ويرتحل إلى الوحشةِ، وينتقل إلى ديارٍ بعيدةٍ، حاملاً معه الاشتياق، على جناح الأمل يطير، تدفعه الأحلامُ قسراً إلى هذا المصير.
لولا الأمل بتوفير لقمةِ عيشٍ كريمة، ولولا الحلم برزقٍ يوسّع به على العائلة، لما سار برجلِه إلى حيث المجهول مما قد يكون.
فمن يرغب بالغربة، ومن يسعى إلى ترك الأهل، والإبتعاد عن الأقرباء، ومفارقة الأحباب والأصدقاء،
يسافر إلى بلدٍ يجهل لغتها، غريبٌ عن ناسها، ليقف في شوارعها يلتقط الأوساخ منها، ويكنس طرقها، تلسعهُ الشمسُ بحرارة أشعّتها صيفاً، وتسري في أوصاله برودة الجوّ شتاءً،
تعصف به الرياح المحملة بالغبار صيفاً، وتعصف به الرياح الباردة شتاءً.
يتصبب عرقاً في الصيف، وتبلّله الأمطار في الشتاء.

الحاجة تجبرها، والعوز يحدّها، تسافر لوحدها، وهي التي لم تبتعد من قبلُ عن قريتها، لتخدم في منزلٍ لا تدري أي نوعٍ من المعاملة تنتظرها.
ليت شعري أيّ رعبٍ يعتريها، وأي خوفٍ ينتابها، وأيُّ شوقٍ لأهلها يسكنها، والسنتان لم يمضِ منهما إلاّ يوماً أو يومان، ما أطول الأيام في بلاد الغربة، وما أبطأ ساعات الإغتراب، وما أقسى مشاعر الحنين.
إحداهن، سافر معها زوجها ليوصلها إلى بلد عملها، ليدخل الطمأنينة إلى قلبها، كم كان يحبها،
وعند الوداع، لابد أن يترك زوجته ويعود من غيرها، لم يحتمل فؤاده الفراق، وقرّر الفؤاد البقاء، فسقط الزوج ميّتاً، رجعت الأرملة إلى بلدها مع جثمان زوجها على متن نفس الطائرة التي أتوا بها.


يخرج من بيته، إلى المسجد أو إلى السوق، يحضر عزاءً أو يطلب رزقاً، لكنّه لا يعلم يعود للبيت أو لا يعود.
يخرج مودّعاً، تحفّه الدعوات بالحفظ من شرّ المفخخات، والأمان من التفجيرات، وبالعودة سالماً، ذاك دأب كلّ العائلات.
أُمٌّ بالسلامة تدعو له، أو زوجةٌ بالحفظ ترجو له، أو أطفالٌ ينتظرون عودته.
ولكن قد يرجع إلى عائلته، أو لعلّ مصيره يكون إلى المشفى أو إلى المقبرة.

يعيش غريباً في وطنه، جاهداً في طلب رزقه، منبوذاً بسبب لونه، مظلوماً بسبب عقيدته، مضيّقاً عليه بسبب عِرقه.
يخسر مالاً، يفقد أهلاً، تُسلب أرضه، بين ليلة وضحاها يصبح مشرداً بلا وطن.

محرومٌ أو محرومةٌ من الزواج، أو يتزوجون ولكن محرومين من الأبناء.
أو يُرزق طفلاً معاق، أو إبناً عاق، أو بنتاً يفشل زواجها فيكون الطلاق.

علةٌ بداء، أو عجزٌ لتوفير دواء
كثيرةٌ هي صنوف البلاء
كم من نعمةٍ عندي، ليست عند غيري
كم من بلاءٍ عند غيري، عافاني ربّي من ذاك الإبتلاء


إلٰهي
{ فَما نَدْري ما نَشْكُرُ، اَجَميلَ ما تَنْشُرُ، اَمْ قَبيحَ ما تَسْتُرُ، اَمْ عَظيمَ ما اَبْلَيْتَ وَاَوْلَيْتَ، اَمْ كَثيرَ ما مِنْهُ نَجَّيْتَ وَعافَيْتَ }*

{ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاعْمُرْ قَلْبِي بِطاعَتِكَ وَلاتُخْزِنِي بِمَعْصِيَتِكَ وَارْزُقْنِي مُواساةَ مَنْ قَتَّرْتَ عَلَيْهِ مِنْ رِزْقِكَ بِما وَسَّعْتَ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ وَنَشَرْتَ عَلَيَّ مِنْ عَدْلِكَ وَأَحْيَيْتَنِي تَحْتَ ظِلِّكَ.. }*
*

أستغفرُك ربّي كلمّا تذمرتُ وتململتُ من الحال.
أستغفرُك ربّي كلمّا شكوتُ واشتكيتُ مما أنا فيه.
أستغفرُك ربّي لقلّة صبري.
أستغفرُك ربّي لسرعة جزعي.
أستغفرُك ربّي حين نسيتُ أن أشكرك.
أستغفرُك ربّي حين غفلتُ أن أحمدك.

ربّي لك الحمد والشكر على نعمك التي لا تُعدّ ولا تُحصى.
ربّي لك الحمد والشكر حتى ترضى.
ربّي لك الحمد والشكر كما أنت أهْلُهُ.


الحمد لله بمحامده كلّها على نعمه كلّها، ما علمنا منها وما لم نعلم على كلّ حال.

« اَللّـهُمَّ اَدْخِلْ عَلى اَهْلِ الْقُبُورِ السُّرُورَ اَللّـهُمَّ اَغْنِ كُلَّ فَقيرٍ، اَللّـهُمَّ اَشْبِعْ كُلَّ جائِعٍ، اَللّـهُمَّ اكْسُ كُلَّ عُرْيانٍ، اَللّـهُمَّ اقْضِ دَيْنَ كُلِّ مَدينٍ، اَللّـهُمَّ فَرِّجْ عَنْ كُلِّ مَكْرُوبٍ، اَللّـهُمَّ رُدَّ كُلَّ غَريبٍ، اَللّـهُمَّ فُكَّ كُلَّ اَسيرٍ، اَللّـهُمَّ اَصْلِحْ كُلَّ فاسِدٍ مِنْ اُمُورِ الْمُسْلِمينَ، اَللّـهُمَّ اشْفِ كُلَّ مَريضٍ، اللّهُمَّ سُدَّ فَقْرَنا بِغِناكَ، اَللّـهُمَّ غَيِّر سُوءَ حالِنا بِحُسْنِ حالِكَ، اَللّـهُمَّ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَاَغْنِنا مِنَ الْفَقْرِ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ .»

————–