الألوان التي نختارها لطلاء الغرف أو المنازل أو المباني تفعل أكثر من مجرد تغيير شكلها. يمكن أن تؤثر الألوان على الحالة المزاجية أيضًا، ولكن يمكن أن يكون لها أيضًا تأثير على درجة الحرارة الإجمالية. هذا لأن الألوان المختلفة تمتص الضوء بشكل مختلف، حيث تمتص بعض الألوان الضوء أكثر من غيرها، وهذا هو السبب في أن الألوان مثل الأسود معروفة باحتفاظها بالحرارة.
في محاولة للمساعدة في تقليل الحاجة إلى تكييف الهواء والذي من شأنه أن يستهلك الكثير من الكهرباء وأيضًا إطلاق غازات ثانوية في الغلاف الجوي، طور باحثون في جامعة Purdue University نوعًا جديدًا من الطلاء الأبيض والذي يقولون أنه يمكن أن يقلل درجات حرارة السطح بمقدار أعلى قد يصل إلى 18 درجة فهرنهايت مقارنة بالمحيط المحيط بها، وبالتالي تكرار نفس تأثير الثلاجة ولكن دون استهلاك أي طاقة على الإطلاق.
هذا يعني أنه بإستخدام هذا الطلاء في المباني أو الغرف، سيكون من الممكن تقليص درجة الحرارة بشكل كبير في الغرفة، مما يقلل بدوره من الحاجة إلى الأجهزة مثل مُكيفات الهواء، أو على الأقل إلى الحد الذي يمكننا فيه تقليل الإعتماد على مكيفات الهواء. من خلال المساعدة في تبريد المباني، يُمكن إنشاء نوع من التكامل بين هذا الطلاء وأجهزة تنظيم الحرارة ومكيفات الهواء بحيث إذا كان المبنى باردًا بدرجة كافية، فلن تكون هناك حاجة لتشغيل مكيف الهواء.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يعكس هذا الطلاء الأبيض أيضًا الحرارة بعيدًا في الفضاء الخارجي، حيث يساعد، وفقًا لهؤلاء الباحثين، على منع الحرارة من الإحتباس في الغلاف الجوي والمساهمة في الإحتباس الحراري.