النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

رسالةٌ إلى… “أنا”

الزوار من محركات البحث: 12 المشاهدات : 216 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2013
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,077 المواضيع: 1,813
    التقييم: 1567
    آخر نشاط: 1/June/2022

    رسالةٌ إلى… “أنا”

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته



    لن أبدأ رسالتي هذه بالشكل المتعارف عليه بكتابة التحيات، ولن أجامل فيما اكتبه ولن أحابي، سأكتب ناصحاً منبّهاً، مخلصاً محباً.
    راجياً لـ “أنا” النجاة، طالباً لها السعادة، متمنياً لها أفضل حياة، وأعلى المراتب، وأطيب حال، وأحسن عاقبة.
    مدفوعاً بالحب ومنطلقاً منه، به وفيه وعليه وله… وبكل الضمائر، وبجميع الحروف، فاسمعيني واقرئيني جيداً.
    أحب “أنا”… لا حب تعظيم، ولا حب شهوة، ولا حب نزوة، ولا حب تقديس.
    إنما أحب “أنا” في الله، فهي أحق الناس منّي بالنصيحة، وأوجبهم عليّ بالتوجيه.
    بصلاحها أنجو، وبتزكيتها أفلح وأفوز.


    من أنتِ؟ وما أنتِ؟ ومن أين أتيتِ؟ وإلى أين ستذهبين؟
    أنتِ لم تكوني، فسوّاك خالق كلِّ شيء، فأبدع في صنعك فتبارك الله أحسن الخالقين، وأنتِ فقيرةٌ إليه في كلِّ شيء، محتاجة إليه في كل صغيرة وكبيرة.
    أنت مملوكة، والعبودية عنوانٌ لكِ، ولا تملكين من أمركِ شيئاً، لستِ مختارةً في بدايتك ولا في نهايتك. وفي ما بين البداية والنهاية عاجزةٌ عن جلب منفعة أو دفع مضرّة.
    فاعلمي حقيقة أمركِ، واعرفي من أنتِ، بدايتك نطفة حقيرة، وآخرك جيفة منتة،
    فلا تنسي نفسكِ.

    أنظري إلى ما خلق الله تبارك وتعالى، وتفكّري فيه، أمرٌ يصعب عليكِ استيعابه، ويستحيل عليك الإحاطة به، من ناحية العدد والحجم والتنوع، والقدرة التي أودعها الله تبارك وتعالى في بعض مخلوقاته، وما أنتِ قياساً ببعض المخلوقات إلاّ كالهباء المنثور، وأي قوة وقدرة تملكين، وحقيقة الأمر أن شوكةً متناهية في الصغر تؤلمكِ، وخَلقٌ من خلق الله لا يُرى بالعين يسبب لك المرض والهلاك، وقطرة ماءٍ قد تقتلكِ حين تشرقين بها، فأي مخلوق ضعيفٍ أنتِ، فلا تنسي نفسكِ.
    مع هذا لا يوجد في الوجود خلقٌ مثلكِ، وقد وضعكِ الله تبارك وتعالى في منزلةٍ لا يرقى إليها شيء آخر من خلقِه، وخصّك بهذه المنزلة دون سائر المخلوقات، كيف لا وقد سخّر بارئ ُ الأكوان جلّت قدرته ما في السموات والأرض لكِ، وأسبغ عليكِ من النعم ظاهرة وباطنة، مما لا يمكن حصره ويستحيل عدّه.
    منزلةٌ تستحقينها بشرط أن تكوني… أنتِ، تماماً كما خُلقتِ، دون طغيان ولا نسيان.
    ولكن إن نسيتي أو تناسيتي، إن أغفلتي أو تغافلتي، فإنكِ ستكونين أقل درجة من الأنعام التى لا تنسى خالقها ووليّ نعمتها، فتسبّحه دوماً وتشكر فضله عليها.


    حبيبتي… “أنا”
    انشغلي بنفسكِ، ففيكِ من العيوب ما يكفيكِ كل عمركِ، ويشغل كلّ وقتكِ، تهذيباً وإصلاحاً، وإن ظننتِ أنه قد صَلُحتْ أموركِ، واستقام عودكِ، يكفيكِ ذلك عيباً يحتاج منكِ إلى تقويم وتشذيب.
    وما أنتِ إلاّ كالمزارع وانشغاله بتشذيب عود زرعه، فإن أهمله تكاثرت منه أفرعٌ تضعفه وقد تحنيه عن استقامته، وتميله ميلة معيبة، ولابدّ من بتر الشائبة من أصلها، ونزع جذرها، حتى لا تقوم ثانية ولا تظهر مرة أخرى، وما أن ينتهي من بتر شائبة ويعالج أساسها، إلاّ وتبرز أخرى، فهو مكدود الجهد في إصلاح عيوب نبته، مشغول عن النظر في عيوب زرع غيره فضلاً عن اصلاحه.
    فالسفيه من عاب غيره بنقصٍ، وغفل عن عيوبه وما يحتويه من نقص وما يحتاج من إصلاح.


    عزيزتي… “أنا”
    إن اختليْتِ بي بمكان، حيث لا أحد من البشر، لا تفعلي شيئاً تخجلين من فعله أمام البشر.
    أرجوك لا تفضحيني على الملأ، يوم أُسأل فأشهدُ عليكِ
    بعيني وبما رأيتي بها،
    بأذني وبما سمعتي بها،
    وبيدي وما بطشت، وبرجلى وإلى ما سعيت
    وكل عضوٍ مني شهود حق عليك،
    وإن جدلاً، غاب عنها شيءٌ، فالملكان وما كتبا، شهود حق.
    وإن جدلاً، غاب عنهما شيئٌ، فالله عزّ وجل من ورائهم شاهدٌ حاضرٌ ناظرٌ لكل ما تفعليه.
    فأيُ خلوة هذه وكل أولئكِ عليك شهود.


    الغالية… “أنا”
    لا تطلبي الكمال من الغير، وأنت تفتقرين إليه، غير مستطيعة عليه، بعيدٌ عنك بعد المشرقين.
    فإذا نسوا… أنت تنسين،
    وإذا أخطئوا… أنت تخطئين.
    فلا تبني علاقتك مع أحدٍ من البشر ( قريب أو صديق أو شريك حياة ) على أساس الكمال، فإنه أساس وهم، لأنه لا وجود له، لا عندك ولا عند غيرك.
    لا أحد معصومٌ من الخطأ، إلا أهل العصمة صلوات الله عليهم.


    منيّ إلى “أنا”
    درسٌ في الرياضيات:
    ١ + ١ = ١ خطأ
    ١ + ١ = ١ و ١ خطأ
    ١ + ١ = ٢ صح

    أنتِ وصديقي إثنان (٢)، ربطت بين واحديْكما رابطة الصداقة.
    أنتِ وشريك الحياة إثنان (٢)، ربطت بين واحديْكما رابطة عقد الزواج.
    لكل واحدٍ منكما واحده الخاص به، اهتماماته وميوله وذوقه، ما يحب ويكره من لون وملبس، ومأكل ومشرب.
    أحدكما لا يلغي الآخر بالرابط الذي ربطكما معاً، هو رابط يجمعكما معاً، ولا يصهر كيانكما ويصيّرهما شيئاً واحداً، كنتما واحدان، وبعد الإرتباط اصبحتما إثنان بسبب رابط بينكما.
    فلتبحثوا بينكما عن المشتركات، ولا بأس بشيء من التنازل هنا، ويا حبذا الإيثار هناك.


    صديقتي… أنا
    اختاري من الأصدقاء ما ينفع، وابتعدي عن صداقةٍ تضر
    عليك بأصدقاء الخير، واحذري من أصدقاء السوء، وعليّ اختيار الحسن من أصدقاء البشر، وعليك اختيار الحسن من أصدقاء الأفكار.
    وعلى سبيل المثال لا الحصر لأصدقاء الخير ( الموت ).
    نعم ( الموت )، اتخذيه صديقاً، فهو واعضٌ مخلص، ألم تسمعي الحديث الذي يُروى ( وكفى بالموت واعظاً )، وهو يهدم اللذات هدماً، كما في الحديث ( اذكروا هادم اللذات )، وهو لك حارس كما في الحديث ( كفى بالموت حارساً ).
    صديقٌ وإن لم تلتقي به، ولكن لك لقاءٌ واحدٌ معه محتّم، فكوني على أحسن حال ساعة اللقاء.
    ومن أصدقاء الخير أيضاً الرفق، فهو كما يُروى في الحديث ( إنّ الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه )
    ولا تنسي أبداً ( الثقة بالله ) في كل حال، وغيرها كثير من الأفكار “أصدقاء الخير”.

    فاتخذي من كل خُلُقٍ حميدٍ صديقاً لك، وابتعدي عن كل خُلُقٍ ذميمٍ فإنه صديقُ سوء.
    وأيمّا بشرٍ صادَقَ الخُلُقَ الحميدَ فصادقيه
    وأيمّا بشرٍ صادَقَ الخُلُقَ الذميَم فتجنّبيه


    رفيقتي في الدرب… “أنا”
    اعلمي إن أُحسِنُ، فإنما أُحسِنُ إليك، وإن أَسأتِ فإنما تسيئين إليّ.
    فلا تنتظري شكراً من أحدٍ على معروفٍ عملتُهُ، من صغير الإحسان أو عظيمه، فهو منّي إليك، وهل ترتجين شكراً من أحدٍ إن أنا أشبعتُ بطني أو ألبستُ جسدي.
    وأيّ إساءةٍ تفعلينها مآلُها إلينا، ووزرها علينا ، وسوءها يسوّد صحيفتنا.
    فلا تُمسكي بيدي حين البذل، واطلقيها حين العطاء، وحثّيني على الكلمة الطيبة، وشجّعيني على بذر الخير.


    شريكتي في الجسد.. “أنا”
    تعلمي لغة الصوت، فهناك “نعم” تختلف تماماً عن “نعم”، يتشابهان في الحروف، يختلفان في المعنى
    فهناك نعم القبول، ونعم الاستفهام، ونعم الاستهجان، ونعم التبرم ونعم الرضا ونعم السخط وغيرها، لكل واحدة منها صوتها الخاص بها.
    فالصوت يلعب دوراً مهما في رسم شخصية الكلمات، ويُلبسها لباس المعنى الواقعي حين ولادتها وصدورها من فم قائلها، لا المعنى الموروثي للكلمة.
    وقد تضع بعض الكلمات والعبارات قناعاً، تخفي خلفه معنىً غير التي قيلت من أجله، فقط صوتها هو الذي سيكشف تنكّرها.


    منّي إلى “أنا”
    الحاضر مقدمة المستقبل، والمستقبل نتيجة الحاضر، كما أن الحاضر نتيجة الماضي، فتعلمي واعتبري مما كان لتصنعي ما سوف يكون.
    لن تستطيعي تغيير ما كان، ولكن تستطيعين التأثير فيما سيكون.
    لا تعيشي في ما كان، فتظلي أسيرة الماضي، عيشي اليوم وأعدّي للغد
    اندُمي على كلّ ذنب (ماضي)، واستغفري من الذنب (حاضر)، واعقدي العزم على ألاّ تعودي للذنب مرة أخرى (مستقبل).


    وفقّكِ الباري لما يحب ويرضى، وأصلح حالكِ وهداكِ


  2. #2
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,113 المواضيع: 2,180
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 39714
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    آخر نشاط: منذ 2 يوم
    مقالات المدونة: 2
    مَشَـــڪُوُرةْ حبي

  3. #3
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2020
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,469 المواضيع: 3
    التقييم: 2507
    شكرا جزيلا

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال