مارغريت تاتشر
هي المرأه الوحيده التي تولت
هذا المنصب المهم منصب رئيسه الوزراء
في تأريخ بريطانيا
كما انها الوحيده التي فازت بهذا المنصب
لثلاث مرات على التوالي في القرن العشرين
وكان فوزها في كل مرة ساحقاً
وقد لقبت في الأوساط السياسية
بـ"المرأة الحديدية"
لقوة شخصيتها على الصعيدين الشخصي والعملي
وتعد إحدى الوجوه البارزة في السياسة العالمية
للقرن العشرين
حتى أنها لقبت بـ"صاحبة المعجزات السياسية
والأرقام القياسية"
وهي تعد من أكثر الشخصيات شعبية بين رؤساء
الحكومة البريطانيين حسب استطلاعات رأي متعددة
وهي أيضا صاحبة أطول مدةبقاء على كرسي الحكم
إذ استمرت أحد عشر عاماً متصلة
ولذلك أطلق على حقبة الثمانينات عقد "التاتشرية"
نسبة إليها
ولادتها وابرز محطات حياتها
ولدت تاتشر بتاريخ 13 تشرين الأول عام 1935،
واسمها بالكامل مارغريت هيلاروبرتس،
ابنة البقال عاشقة السياسة والاقتصاد
وهي الابنة الثانية لوالدها صاحب دكان البقالة
أسفل بيت العائلة
الذي قضت فيه تاتشر ثمانية عشر عاماً
وكان والدها البقال مهتما بالحياة السياسية
ويحمل معه اهتمامه وأفكاره إلى البيت
وما إن وجد اهتماما من الصغيرة مارغريت بالسياسة
هي الأخرى
حتى أخذ يوفر لها كل احتياجاتها من الكتب والجرائد
وأخذ يشجعها على القراءة ومتابعة الأحداث
التي تشهدها البلاد
وإضافة إلى السياسة، فقد تعلمت تاتشر
أمور الاقتصاد والتدبير من أبيها البقال
فموارد الأسرة المالية كانت ضعيفة ونادرة
مما جعلها شديدة الاقتصاد
حريصة على تدبير أمور حياتها بصورة دقيقة
وقد كان التنظيم الشديد في حياة تاتشر
أحد اسباب تفوقها
في الدراسة الابتدائية بمدرسة "غراتنام"
وهي مدرسة حكومية عادية
وليست مثل المدارس الخاصة التي يقصدها
أبناء النبلاء والأغنياء
ولذلك كانت أول رئيسة للوزراء
تتخرج من المدارس الحكومية
فأغلب رؤساء الوزراء الذين سبقوها
ينحدرون من أسر ثرية
ابنة البقال تميزت أيضاً في مجالات الرياضة والموسيقى
خاصة آلة البيانو
وإذا كان أبوها لقنها السياسة والاقتصاد،
فإن أمها علمتها الخياطة وأشغال البيت عموما
مما جعلها تنمي حسها العائلي في وقت مبكر
وبعد الدراسة الابتدائية والثانوية، التحقت تاتشر
بجامعة أكسفورد العريقة حيث درست الكيمياء
وقد بدأ اهتمامها بالسياسة يتشكل أكثر
خلال دراستها الجامعية
من خلال دورها البارز في نادي المحافظين
زواجها
وفي سنة 1951 تزوجت من دينيس تاتشر
وكان يعمل ضابط مدفعية سابق قبل أن يتولى إدارة
عدد من شركات البترول، وأنجبت منه
توأمان هما مارك وكارول
دخولها عالم السياسه
المسار السياسي الأسطوري لتاتشر بدأ
بمحاولتين فاشلتين
ثم بعدهما نجحت في الانتخابات البرلمانية لتصبح
عضواً في مجلس العموم البريطاني،
وهناك أخذت مواهبها السياسية تتفتح
فجلسات مجلس العموم أصبحت مجالا لتظهر
فيها براعتها الخطابية
وأسلوبها المؤثر وصوتها الرزين وشخصيتها الآسرة
كل هذه المواهب جعلتها عضوة متميزة
في مجلس العموم البريطاني "البرلمان"
وواحدة من الأعضاء البارزين في حزب المحافظين
ليتم تعيينهامتحدثة باسم الحزب
وزيره لأول مره
أما أول منصب هام تولته تاتشر فكان المنصب
الذي أسنده إليها ماكميلان رئيس الوزراء البريطاني
في وزارة التأمين الاجتماعي
وقد برزت مواهبها بشكل واضح عندما ألقت
أول خطاب بخصوص العمل في الوزارة
حيث تميز بالدقة والحيوية واتساع الرؤية
وفي حكومة "إدوارد هيث"، تولت منصب
وزيرة التعليم
وقد تركت بصمات هامة على السياسة التعليمية البريطانية
حيث اهتمت بالتربية وبالمراحل الأولى من التعليم
كما عملت على زيادة أعداد المعلمين المؤهلين
وإعادة تدريبهم وتأهيلهم
قيادتها لحزب المحافظين واول رئيسة وزراء
في تأريخ بريطانيا
وكانت خسارة "إدوارد هيث"
للانتخابات ثلاث مرات
من أربعة خاضها حزب المحافظين تحت قيادته
هي التي دفعت تاتشر لأن ترشح نفسها ضده
في انتخابات زعامة الحزب
وقد حققت انتصاراً ساحقاً وتأهلت لخوض
المعركة الانتخابية في 1979،
حيث حققت انتصاراً تاريخياً وأصبحت
أول رئيسة للوزراء
في تاريخ بريطانيا
نجاحات هائله
حينما تم انتخابها، كانت مؤشرات الاقتصاد البريطاني
سيئة للغاية
فمعدلات النمو كانت منخفضة والتضخم
في ازدياد
وأعداد العاطلين في ارتفاع
فبدأت تاتشر مراحل الإصلاح الطويل الذي
أتى بثماره
بعد أعوام لتصبح بريطانيا
في طليعة الدول الصناعية الكبرى
وليرتفع معدل الدخل بها إلى حد كبير
بعد انخفاض
معدلات التضخم والبطالة
الأنتصار في حرب الفوكلاند ضد الأرجنتين
وكان الانتصار الكبير الذي حققته القوات البريطانية
على الأرجنتين سنة 1982 واستعادتها
جزر فوكلاند
عاملاً هاماً في إعادة انتخاب تاتشر رئيسة للوزراء
في 1983
و في1987 أعيد انتخابها رئيسة للوزراء
وكان العامل الأساسي لنجاحها سياستها
الاقتصادية
استقالتها من رئاسة الحكومه
تميزت مارغريت تاتشر بالعناد والصلابة والتمسك
برأيها حتى النهاية
مما أدى إلى استقالة عدد كبير من وزرائها ومعاونيها
وكان من الطبيعي أن ينقلب عليها حزبها
متهماً إياها
بالديكتاتورية والتصلب
وخوفاً من حدوث انقسامات خطيرة
تهدد كيان الحزب
آثرت تاتشر الانسحاب
ففي 22 نوفمبر سنة 1990 أعلنت تاتشر استقالتها
من منصب رئيس الوزراء
ولم تكن هذه الاستقالة مفاجأة لأحد إذ جاءت
بعد تصاعد الصراع داخل الحزب والحكومة في بريطانيا
وتم انتخاب جون ميجر خلفًا لها
البارونه
وظلت تاتشر بمجلس العموم البريطاني
حتى سنة 1992،
وفي العام نفسه منحت لقب
"البارونة"
وأصبحت عضواً بمجلس اللوردات
ثم اعتزلت الحياة السياسة فيما بعد لتعيش
تقاعدها المريح صحبة أسرتها حتى يوم إعلان وفاتها
توفيت مارغريت تاتشر يوم الإثنين 8 نيسان عام 2013
بعد معاناة من المرض
وبذلك انتهت حياة هذه المرأه الحديديه
التي تستحق
فعلا هذا اللقب