أستقلال العراق :
أستغل الإنجليز الحرب الأولى، فبادروا إلى أحتلال البصرة فى عام 1914، أنطلاقاً من البحرين. وتقدموا بأتجاه بغداد فباءت محاولتهم بالفشل فى المرة الأولى عام 1916، وفى المرة الثانية أستولى الإنجليز على بغداد عام 1917.
وفى نهاية الحرب الأولى أنكشف القناع عن مطامع الإنجليز فى العراق و المنطقة المجاورة، ورغبتهم فى وضع يديهم على حقول النفط و طرق التجارة. وبان للعراقيين بأن تأيد الإنجليز للثورة على الأتراك أنما كان من اجل تلك المطامع، وبدأ العراقيون بالنضال. وفى عام 1920 أشتعلت الثورة على الإنجليز الذين تنبهوا لخطورة الوضع.
فاحاولوا أمتصاص النقمة بالتفاوض مع زعماء البلاد، و التهيئة لتولية فيصل ملك العراق. وقد رحب العراقيون بفيصل و توجوه ملكاً عليهم فى آب " أغسطس " سنة 1921.
بعد ذلك سعت إنجلترا إلى إلغاء صك الأنتداب لكى تستأثر بشؤون العراق من دون رقابة عصبة الأمم. فعقدت عدة معاهدات مع فيصل كان أهمها فى عام 1930، أرتبط بنتيجتها العراق يحلف مع بريطانيا يسمح لها بممارسة نشاطتها العسكرية، أنطلاقاً من أراضيه، ويعطيها دوراً واضحاً فى الهيمنة و الوصاية عليه.
لم يرحب العراقيون بما جرى، لذلك عادوا إلى النضال، و تبلور ذلك فى ثورة رشيد عالى الكيالى التى قمعها الإنجليز بقوة. وبرغم فشل الثورة بقى الأضطراب السياسى سائداً، وكانت السلطة الحاكمة فى تراجع دائم أجبرها على الرجوع أكثر فأكثر إلى الإنجليز لتدعيم نفوذها. و تمخض الواقع السياسى فى عام 1955 عن عقد حلف فى وجه الشعور العربى القومى المتنامى، دعى حلف بغداد، و شارك فيه بريطانيا من جهة العراق و إيران و تركيا و الباكستان من جهة أخرى.
وبطبيعة الحال رفض الشعب هذا الحلف، وبلغ الرفض ذروته فى ثورة تموز " يوليو " 1958 التى أطاحت بالملكية، وبالوزير الشهير نورى السعيد و بحلف بغداد. وهكذا أنتقل العراق من نظام الملكية و الوصاية الأجنبية إلى النظام الجمهورة و الأستقلال الناجز.
أستقلال الاردن :
ثار الأمير عبد الله بن الحسين على إخراج الفرنسيين لأخيه فيصل من دمشق، و أندفع بجنوده إلى شرق الأردن. ولتهدئة خاطره عينه " ونستون تشرشل "، وزير المستعمرات البريطانية آنذاك، أميراً على شرق الاردن تحت الأنتداب البريطانى.
وفى عام 1928 عقد عبد الله معاهدة مع بريطانيا تخولها نوعاً من الوصاية على الحكم الأردنى، فرفضها الشعب، ولكن الأمير أستطاع حمل الزعماء على القبول بها.
وفى عام 1946 شعر الأمير عبد الله بحرج بسبب موقفه مع الإنجليز، لذلك سعى إلى إلغاء الأنتداب، وعقد مع بريطانيا معاهدة جديدة أدت إلى إلغاء الأنتداب مقابل قيام تحالف بين الأثنين يؤدى بالنتيجة إلى حماية العرش الأردنى.
وفى عام 1948 أصبحت الإمارة مملكة، وبعد الحرب العربية الإسرائلية الأولى ضمت الضفة الغربية للأردن إلى المملكة، بعد خسارة معركة فلسطين، وقد أغتيل الملك عبد الله الثانى عام 1951.
وفى عهد الملك حسين ألغيت المعاهدة الأردنية البريطانية فى عام 1956، وبدأ الأردن عهد الأستقلال الفعلى بقيادة الملك حسين بن طلال.
المرة القادة تاريخ أستقلال السعودية و اليمن و دول الخليج