تعتبر لعبة كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية وشهرة، من بين الألعاب الرياضية جميعاً، وهي لعبة عالمية، وهي ساحرة بالفعل لأنها تخطف الأبصار والقلوب والعقول، فهناك آلاف المتابعين لها سواء للأندية الوطنية والمحلية أو الأندية التي حققت نجاحاً جماهيريا عالمياً.
ولكن رغم ذلك شهدت بعض الملاعب الرياضية حوادث أو أحداث عنف بين الجماهير تسببت في مقتل العشرات وجرح المئات، في هذا المقال سنتناول قصص أعنف حوادث الملاعب التي شهدها التاريخ.
كارثة ملعب هيسل 1985
لقد كان ملعب هيسل في بروكسل علي موعد مع الحزن والموت في يوم 29 مايو 1985، حيث أنهار جدار نتيجة لضغط الجماهير الهاربة من الملعب كنتيجة لأعمال شغب قبل بداية مباراة نهائي كأس الأندية الأوربية البطلة، بين ليفربول الإنجليزي ونادي يوفنتوس الإيطالي، في هذه الليلة الحزينة وقع نتيجة أعمال الشغب 39 شخصاً قتيلاً من مشجعي يوفنتوس الإيطالي وأصيب 600 شخصاً بجروح.
تفاصيل الحادثة
لقد كانت ساعة واحدة هي الفاصلة لبدأ انطلاق المباراة بين ليفربول ويوفنتوس حينما قامت مجموعة كبيرة من مشجعي ليفربول بكسر السياج الفاصل بين مشجعي الناديين حدث التدافع وفي النهاية أنهار الجدار الصلب.
أسباب أدت للحادثة
بجانب شغب الجماهير، فإن هناك مجموعة من العوامل التي أدت إلي وقوع الحادثة وزيادة عدد الضحايا لعل أهمها:-
- رغم أن ملعب هيسل هو الملعب الوطني لبلجيكا إلا أنه كان مكان غير مناسب لمثل هذه المباراة الكبيرة، لقد كان عمر الملعب وقتها 55 عاماً، ولم يتم صيانته منذ سنوات وكانت بعض أجزاء الملعب مهدمة.
- الملعب كان مكتظاً بالجماهير أكثر من 25.000 مشجع لكل فريق.
كارثة ملعب هيلزبرة 1989
شهد ملعب هيلسيبرة ملعب نادي شيفيلد وينزداي في شيفلد بإنجلترا، حادثة تدافع ودهس بين الجماهير وبالتحديد في 15 أبريل 1989، خلال مباراة كرة قدم بين توتينغهام فورست ونادي ليفربول ضمن الدور نصف النهائي من بطولة كأس الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم، راح نتيجة أحداث العنف التي شهدها ملعب هيلسيبرة 96 قتيلاً تتراوح أعمارهم ما بين 10-64 عاماً، وأصيب 770 شخصاً آخرون.
تفاصيل الحادثة
بعد مرور ثلاثة دقائق علي بداية المباراة حدثت المأساة بسبب التدافع داخل المدرجات، فلم يعد المدرج يحتمل الأعداد التي فاقت السعة وكانت سعته 35 ألف مشجع فقط، فأدي غياب التنظيم وزيادة عدد الجماهير والتدافع إلي دهس عدد كبير من الجماهير لاسيما صغار السن.
في تلك الفترة كانت الأندية الإنجليزية مشهورة بوجود سياج حديدي يفصل الجماهير عن الملعب بسبب انتشار ظاهرة الهوليجانز في السبعينات والثمانينات ، لكن السياج الحديدي كان سبب رئيسي لزيادة الكارثة مما أدي لوفاة عدد ضخم من المشجعين.
أحداث ستاد بورسعيد 2012
كان إستاد بورسعيد علي موعد مع ليلية سوداء شهدت أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية، وبالتحديد في الأول من فبراير عام 2012، هذه الكارثة راح ضحيتها 72 قتيلاً ومئات المصابين بحسب التصريحات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة المصرية.
تفاصيل الحادثة
كان إستاد بورسعيد يشهد مباراة كرة قدم بين النادي الأهلي والنادي المصري، بدأ أول إنذار لوقوع الكارثة بنزول الجماهير لأرضية ملعب المباراة، أثناء قيام لاعبي الأهلي بعمليات الإحماء، ثم اقتحم عشرات المشجعين أرضية المباراة في الفترة ما بين شوطي المباراة.
لقد تكرر الأمر بعدما أحرز المصري هدف التعادل ثم هدفي الفوز التاليين، حيث اقتحم أرضية الملعب آلاف المشجعين يحملون أسلحة بيضاء وعصي من جانب فريق المصري بعد إعلان الحكم انتهاء المباراة، وقاموا بالاعتداء علي جماهير الأهلي.
أسباب الحادث
- يرجع البعض أسباب هجوم مشجعي المصري علي مشجعي الأهلي إلي عبارة كانت مكتوبة بمدرجات مشجعي الأهلي " بلد البالة مجبتش رجالة" مما اعتبرها جمهور بورسعيد إهانة لمدينتهم
- بينما ذكرت مصادر عديدة أن السبب غياب الإجراءات الأمنية والتفتيش أثناء دخول المباراة، علاوة على إغلاق الأمن البوابات أمام جمهور النادي الأهلي وبالتالي لم يتركوا سوي باب واحد يخرجوا منه، مما أدي إلي تدافع الجماهير ووفاة عدد كبير منهم.
- لقد عاد الجماهير الذين خرجوا بفرحة لتشجيع ناديهم المفضل إلي ذويهم في صناديق، وكانت تلك الحادثة أمر محزن لمصر كلها، وتم اتخاذ العديد من الإجراءات الرسمية والشعبية بعدها.
ما الذي يمكن فعله لتجنب مثل هذه الحوادث؟
حتى لا تتحول الأحداث الرياضية المبهجة الممتعة للجماهير إلي أحداث محزنة يروح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، يجب أن يكون هناك روح رياضية لدي الجماهير المشجعة ويجب أن تكون هناك ثقافة رياضية بين الشعوب ترفض وتنبذ التعصب الرياضي.
كما يجب اختيار الملاعب الرياضية المناسبة للأحداث الرياضية الكبيرة، وألا يزيد عدد الجماهير عن سعة الملعب المحددة، كذلك يجب الأخذ في الاعتبار التأمين الأمني والتنظيم الجيد للمباراة.