فاتح عكّا السُلطان الأشرف صلاح الدّين خليل بن المنصور قلاوون
• يصوَّر لنا عَميد مؤرخي مِصر تقي الدين المقريزي صُورة مُشرفة للقاء فاتح عكّا السُلطان الأشرف صلاح الدّين خليل بن المنصور قلاوون برُسل مَلك إيلخانية مَغول فارس
كيختوا بن هولاكو خان في القاهرة سنة 692 هـ وهي صُورة تُثير في النفس الشعور بالعزّة والفَخر
في زمن لا نجد فيه غير العجائب فقد أوفد كيختوا رُسلاً بكُتاب إلى الأشرف خليل
وقالوا له مُشافهةً : القان يَقصد دخول حَلب والإقامة بها فإنها مِما فتحه أبوه هولاكو بسَيفه وهي في مُلكه وإن لم تسمح له عَبر إلى الشام وأخذها - فأجابهم السُلطان الأشرف في الحال وهو يبتسم قائلاً :
الحمد لله قد وافق القان ما كان في نفسي وتَحدثتُ بِه مع أمراء دولتي أني أسير أطلب مِنه بغداد فإن لم يَسمح بها ركبت وأخذتها بَعسكري وخرَبَت بلاده وقتلت رجاله وفتحتها قهراً وأقمت بها نائبا عني فإن بغداد هي دار الإسلام وأرجو أن أعيدها للإسلام كما كانت ولكن عرّفوه سَننظر مَن يَسبق إلى بلاد صاحبه ويَدخل إليها !
وبعدها كتب في الحال إلى نوّاب الشام بأن يستعدوا لعبور نهر الفُرات وغَزو بغداد وفي نفس الوقت طَلب مِن أمراء مِصر وعساكرها عرضاً عسكريًّا في مَيدان صلاح الدين فخرج مُعظم أهل القاهرة ومِصر ليشاهدوا العرض
وكان يوماً مشهوداً ركب فيه الأشرف بَعد صلاة الظهر تبعه الأمراء والجُند وهُم يرتدون أفخر آلات الحَرب فكرّوا وفرّوا وأظهروا قُدراتهِم وفنُونهم الحَربية حتى أذان العصر
فدُهش رُسل التتار لِما رأوا مِن براعة ومهارة وفي نهاية اليوم إستدعى الأشرف الرُسل وقال لهم : أَعلِمُوا كيختوا أن مَن يكون مَعه مِثل هذا العَسكر لا يتوقَّف في دخول بلادك وبلاد غيرك والله ورحمة ابي لأدخلنّ إليه وأخرّب بيوت جَميع المُغل وأجعلها بلاد إسلام إلى يوم القيامة إلاّ أن يُدركني أجلي ! تُم خَلَعَ على الُرسل الهدايا وردّهم إلى بلادهم
وكتب يَستَحِث نُواب الدولة ولكن للأسف الشَديد عاجلته مَنيته دون أُمنيته وتوفي رحمه الله قبل بلوغ أمله