.
لا تستطيع الفوتوغرافيا أن تسجل لحظة واحدة
…..
السخرية أفقنا الحقيقي
أظل أسخر ، أو أتلاعب بالكلام ، وأنا متمدد على السرير
والقمر الشاحب يستدير بالرومانتيكية ، والحنان البالغ
وبحر الليل يدفعني :
فأخرج للشوارع ، ساخراً من كل شىء : من البيوت والباصات ، ومن جسدي العنكبوتي الذي يقفز بين الأرصفة
ومن يدي ، وأنا أشير للتاكسي واضعاً أصبعي في قلب السماء .
.
ابتكر الإنسان الفوتوغرافيا :
ليصطحب اللحظات العزيزة
وأنا تضيع مني اللحظات العزيزة أولاً بأول ،
أقف أمام باب الشقة متردداً : هل أضغط “زر” الجرس أم لا ؟
ترى ما أسباب ترددى : هل وجه المرأة اليومي ، بكحلها البنفسجي
وقوس حاجبها الذي يردني للطفولة ،
ولذكرى الفتيات ذوات البنطلونات ، في الوقت الذي
كانت الجونلات والبلوزات هي الزي الرسمي للنساء ،
هل قوس حاجبها الذي يردني للأحضان والدموع ،
وجلوسي إلى جوار أمي ، في المترو الأزرق القديم :
أنظر عبر النافذة محاولاً إبعادَ الكسل
لكن النوم يطبق الجفنين ويسد الأذنين .
.
أقف أمام الباب مذهولاً متردداً : هل أضغط “زر” الجرس أم لا ؟
بينما رائحة الكزبرة تأتينى ، من التقلية التي “تطش” بالداخل
هل أعود أدراجي ؟ وأظل أمشي منكسراً ، فوق أكوام التراب
الأسرار في قلبي دوامة ، والغضب يستحث عواطفي :
أنا الغضبان المحترف
انا الغضبان ، الضعيف ، الساخر
لا أعترف بأي معنى : الأشياء زائلة ، والصور الفوتوغرافية زائلة
ولا شيء سوى السرير ، وانا ممدد فوقه ،
وعندما أنتصب جالساً :
تكون الوسادة محفورة حفرة خفيفة
هى مكان رأسى المثقل بالأحزان
منقوول