لو امتلكت الوقت ، ارجو ان تزيدنا ايضاحا حول هذه القراءة
اهلا بك سيف
كررت قراءة النص عدة مرات وتوصلت الى نتيجة واحدة ..
الأم هي الاساس هي الحياة هي الاستقامة هي البداية لكل شيء صائب او خاطئ فهي التي تزرع البذر في الارض الذي يصفهم النص بالاطفال ..
وايضاً ترمز هنا الى الانتماء الى الوطن الى الوجود
والقصد هنا ممكن يكون الوطن ..
إما عبارة حملتنا معها في شنطة الملابس واخذت تهرول .. اعتقد القصد هنا حملتهم الى الحياة الصعبة المليئة بالعثرات
اما وصفه مزقته ووزعته علينا .. اظن هنا يقصد انها مزقت تلك الظروف الصعبة والفقر الذي حل بهم لتوصلهم الى بر الامان ..
وبالنتيجة اصبحوا مهندس اللفظة تدل على البناء والقصد هنا بناء المجتمع لكن للاسف مهندسنا هنا ليس بوعيه!!
اما الطبيبة اللفظة هنا تدل على الانسانية والشرف ولكن طبيبتنا هنا تنازلت عنها
اما القاضي فيرمز الى العدل ولكن قاضينا هنا يغير مسار الحق لينتفع بالمال
القصد هنا اعتقد المجتمع فقد اصبح من يقود مجتمعنا مهندس سكير ليس بوعيه .. قاض مرتشي المال يقول الكلمه بدله وطبيب من دون ضمير تنازل عن شرف المهنة..
إما لفظة الاحفاد فقد تدل على الاجيال القادمة التي ستقود المجتمع إن نبتت من نفس الاساس وعلى نفس المبادئ ف ستكون شبيهة بسابقتها ..
إما الأب الغائب هنا فهو الضمير إن وجد من البداية من الممكن ان يتغير كل ما سبق ..
تحليلي البسيط
ودي.
التعديل الأخير تم بواسطة هــــــمــــــســـــــة ; 31/October/2020 الساعة 8:34 pm
..
وكأنه يقول أن الماضي لا يموت ، وإن دفناه بل أنه عوضا عن ذلك يتخذ شكلا آخر ، ومسمى مختلف أكثر ضراوة بل أنه يتسلل إلى حياتنا ك (عقد نفسية) تضرب في متن كل سلوك جيد حد أن يختل توازن البشري في داخل كل واحد منا ، ويتحول الأمر في النهاية إلى (انفصام) .
والأمر الأغرب .. أن الكل يتعايش مع هذا الإنفصام على أنه حالة طبيعية تواكب العصر ، وأنه من الطبيعي أيضا أن يكون إرثا ينتقل من جيل إلى آخر .
لا أدري لماذا تذكرت قول نزار و أنا أنهي قراءة هذه القصة للمرة الخامسة :( مسافرون نحن في سفينة الأحزان ... قائدنا مرتزق و شيخنا قرصان ) .
جملة ( الزمان مريض بالاستعجال) تصلح بؤرة للدلالة هنا .. يعزز حضورها البؤري هذا توسطها أمكنة النص : شنطة الملابس ٫ المدن المسعورة ٫ حجرها ٫ خلف مبنى مهجور ..... حجرها ٫ حجرها ٫ شنطتها ٫ خلف المبنى المهجور .
توسط ليس بالوحيد إنما هو الآخر لتوسط ( مؤسس ) آخر .. توسط لأزمنة النص إذ جاءت الجملة رابطة بين الزمن الرابع ( إحدى الليالي ) و قبل الزمن الخامس ( ها كبرنا ) الذي يشكل انطلاقة زمن رواية ثانٍ .. فالقصة احتوت على ثلاثة أزمنة زمن بدأ بداية القصة بقول الراوي ( تطلقت أمي قبل ..) و كل جزئيات هذا الزمن من أماكن و أحداث وقعت داخله .. حتى شرع بقوله ( ها كبرنا ) الذي أسس لزمن آخر هو الحاضر .. إذن لدينا زمن يمثل الماضي و زمن آخر يمثل الحاضر .. لكن أين هو الزمن الثالث؟ إنه الزمن غير المصرح بحوادثه و عناصره المدمجة الأخرى الذي يقع قبل ( تطلقت أمي ... ) و الذي يجسد سبب الأزمة و نقطة انطلاق الأحداث .
لذلك كله يشكل الزمن في النص بؤرته .. و قد وصفه بأنه ( مريض بالاستعجال) .. لكن ما السر وراء هذا الوصف ؟؟؟ .
إذا فهمنا أن الأب هنا يمثل السلطة فإن الأم تمثل القيادة البديلة التي تؤسس شرعيتها من الارتباط العاطفي الصادق و الحرص العميق على الأبناء .. و هو ما لا يستطيع أحد التشكيك فيه و النيل من صورته الصادقة .. مع أن النص لم يصرح بأن الرجل أب للأطفال بل هو زوج أمهم و في ذلك دلالة يجب الوقوف عندها .. و إذا كان الأب أو زوج الأم هو السلطة و الأم هي القيادة البديلة غير المشكوك في صلاحيتها يمكن تصور الأبناء كل ما بين السلطة و قيادة صالحة خارج التسلط .. إنهم المعادل للشعب أو الأمة .. و الأزمة أزمة عائلة كبيرة لا صغيرة .. و ها هنا هل آن الوقت للتساؤل بجرأة أكبر عن : الزمان مريض بالاستعجال؟ عبر : هل استعجلت الأم بالفرار من الزوج السكير؟ لا سيما و أنها تطلقت فلماذا الفرار ؟ هي لم تهرب منه بل تطلقت .. فمالذي دفعها لهذا الفرار إلى المدن المسعورة ؟!
هل استعجلت حين حكت لهم مائة حكاية في ليلة واحدة؟ لماذا تعرضهم لمائة تجربة في ليلة واحدة من التاريخ؟!!
أ لذلك و رغم انتصارها على الشاب تلك الليلة لم تفلح في وضعهم على مسار صحيح كنتيجة حتمية لمثل هذا المخاض المرير؟!
هل استعجلت مرة أخرى و هي تعود بأحفادها إلى ذلك المكان المهجور رغم علمها بما حدث فيه ؟!
إن هذه الاستفهامات ليست بصدد البحث عن مسؤولية النتيجة و التنقيب في احتمالات اجتماعية كمغذيات للتجربة التي مر بها الثلاثة و أمهم .. بل هي استفهامات عن دلالة الزمن المريض بالاستعجال .. عن نضج قيادة تثق طفولتنا بها و كان يجب أن نفهم أنها غير صالحة للقرار بل للاحتواء زمن الطفولة .. و أن العاطفة شيء و قيادة الحضارة شيء آخر .. و لذلك كان خيار الأم الوحيد هو ذلك المبنى المهجور بكل ما يحمله من دلالات .. و العودة للتجربة ذاتها رغم معرفة النتائج مسبقاً .
النص في مضمراته الدلالية يحمل نقداً واعياً و سابقاً لأوانه - بهذه الطريقة- لجهة مؤتمنة و صادقة كبديل لمفهوم السلطة .. نقد يحاول إثبات أن هذه القيادة لا تصلح للقيادة رغم قسوة السلطة و فقدانها الشرعية .. لا لأنها سيئة بل لأنها غير ناضجة و غير مؤهلة رغم صدقها و ارتباطها العاطفي الحقيقي .
هامش : قد تكون القيادة ضابطاً متحمساً .. رجل دين ثائر ...... الخ .
الاسرة سيف ذو حدين , اما ان ترفع بالانسان او أن تكون السبب الاول و الرئيسي المدمر له
و في قصتنا رغم ان هنالك طرف يحاول الدفاع و الخروج بأقل الخسائر ( الام ) الان ان المحيط حال دون ذلك
و النتائج كانت خير دليل , ذكرى الاب السيئة التي علقت في نفوس الابناء و تضحية الام
الهجومية لمواجهة واقع شرس اجبرها على اخفاء الرحمة كانا لهما الاثر السلبي على الابناء
يكبر الانسان ومعه عقده النفسية المتأتية من ابويه, في القصة هذه قد تأخذ النتيجة على الابناء منحنيين , الاول
ان يمتلكوا دوافع الاجرام تعبيرًا عن الغضب الناتج من البيئة القاسية و من عدم اظهار الجانب الرحيم لدى الام مجبرة
اما المنحنى الثاني و هو ما حصل رغم محاولة ان يكونوا فاعلين في المجتمع من خلال مستوى التعليم الان ان الغضب الذي كبر في نفوسهم جعل لكل منهم
طبع سيئ يلحق بهم تعبيرًا عمّا شاهدوه وعاشوه وهذا بلا شك سينعكس على الاحفاد
لو كان هنالك تتمة للقصة ربما ستكون نتيجة هؤلاء الابناء الفكر العدمي بالانتحار او الاستمرار بحياة سوداوية متوارثة
الى حدٍ ما حسب طبيعة البيئة التي سينشئ بها سلسلة الاحفاد ..
و بكل الاحوال أعتقد ان فائدة الادب هو ان جميع الرؤى والتفاسير صحيحة
بغض النظر عن المقصد الاساسي للكاتب المهم ان تكون عبرة و درس لنا
دكتورة فيري لكِ كل التحايا و الاحترام