لو مرّت عليك عبارة: "فلم روبِن هود" ..
.. سيخطر على بالك: أكشن، مغامرة، قصة بسيطة، حركات بهلوانية ترتبط معظمها بالقوس و النشّاب، مفعم بالنشاط و الحركة بنسبة حوار معقولة، و بعض الكوميديا المرتبطة بالأحداث التي تدور حول الرجل الذي كان يسرق من الأغنياء ليعطي الفقراء، بشكل يجامل التاريخ الحقيقي للأحداث.
لم أر أياً من هذا بفلم Robin Hood إنتاج عام ٢٠١٠
الذي شهدته هو فلم دراما-أكشن. يبتعد عن التاريخ الحقيقي. يبتعد عن قصة روبِن هود المعروفة. قصته معقّدة. درامته تفوق أكشنه و حواره يزيد على حركته.
الشيء الوحيد الذي حافظ عليه و اضاف فوقه كان شخصيات القصة.
هنا يتمثّل جانب الشر بالملك الجديد جون (ورث الحكم بعد شياع خبر مقتل اخيه ريچارد قلب الأسد) الذي يقيل كل مَن ساند عرشه و يعطي ثقته للفارس گودفري الذي يعده بالمال و الذهب من جني ضرائب جديدة.
گودفري الذي يتواطئ سراً مع ملك فرنسا لترتيب إنزال يغزو به إنگلترا.
ثم شريف نوتنگهام الذي يخدم الملك بإخلاص، جابياً الضرائب من الشعب الفقير.
يتمثّل جانب الخير بروبِن لونگسترايد، فارس يعود من الحملة الصليبية لإنگلترا ليجد وطنه فقيراً، موحشاً، يسود به ظلم القوي، و تكاد الضرائب أن تقضي على ما يبقيه كمملكة واحدة.
يذهب روبِن الى ارض الفارس لوگزلي ليسلم امانة من ابن لوگزلي لوالده، فيجد شيخ اعمى يكاد أن يفقد كل شيء بسبب الضرائب، و الشيئين الوحيدين اللذين يعطيانه الأمل هو لهفته للقاء ابنه مرة اخرى -و- الليدي ماريان، زوجة ابنه التي تكافح لإبقاء ملكية حماها و الحفاظ على الناس الذين يعيشون على أرضه.
و أخيراً، الفارس وِليام مارشال، المستشار المخلص للعرش الذي يحاول وسعه، حتى بعد طرده من البلاط، أن ينقذ الحُكم و المملكة من الغزو الفرنسي المُرتقب.
ليس بالضبط ما تعرفونه عن قصة روبِن هود، اليس كذلك؟
التغيير الكبير هذا لم يكن شرطاً بأمر سيء، لكنه لم يكن ممتازاً ايضاً.
القصة جميلة، الحوار ممتاز، الشخصيات و بنائها رائعين، الموسيقى التصويرية و التصوير مدهشين، الأكشن محترم، الإخراج يشع عبقرية (كالعادة و كما متوقّع من المخرج العبقري، هناك مشاهد عظيمة لا تنسى)، إختيار الكادر التمثيلي متقن، و اداء فاخر من كافة افراد هذا الكادر.
الذي امسك بالفلم كالوحل و لم يدعه يتقدّم كثيراً، على الأقل عندي، هو البعد الشاسِع عن التاريخ و عن القصة المعروفة. وجدت نفسي عند النهاية بأني استمتعت بفلم كبير لكنه لم يكن فلم روبن هود.
نفس العمل لو اعطيت شخصياته اسماء جديدة، و عنونت الفلم بعنوان اخر، لجاء بنتيجة أفضل برأيي غير المتواضع.
كخلاصة هو عمل جاد.
يستحق المشاهدة -و- إعادة المُشاهدة.
تعامل معه النقّاد بإيجابية متحفّظة.
حقق واردات مالية بمقدار ٣٢١ مليون دولار أميركي على شبّاك التذاكر مقابل ميزانية ٢٠٠ مليون.
إخراج: ريدلي سكوت Ridley Scott
سيناريو: براين هيلگلاند Brian Helgeland
تصوير: جون ماثيسُن John Mathieson
موسيقى: مارك شتراينفيلد Marc Streitenfeld
تمثيل:
راسِل كرو Russell Crowe
كيت بلانشيت Cate Blanchett
مارك سترونگ Mark Strong
وِليام هُرت William Hurt
أوسكار إيزاك Oscar Isaac
ماكس ڤون سايدو Max von Sydow
ليا سيدو Léa Seydoux.