لندن, بريطانيا هي المدينة التي ستقع احداث الجزء الثالث فيها, هذا يعني اننا انتقلنا من امريكا وولاية شيكاغو في الجزء الاول ومن ثم ولاية سان فرانسيسكو في الجزء الثاني ونستقر الان في مدينة تختلف اختلافا كليا عن المناطق الاخرى حتى ان اللكنة او اللهجة الانجليزية فيها مختلفة, هذا يقودنا طبعا الى قصة مختلفة واسلوب لعب من المفترض ان يكون في تحسن.
حسنا, الجزء الثالث من السلسلة تخللته الدراما التشويقية البطيئة, وهي تلك الدراما الموجودة تماما في سلسلة افلام جيمس بوند, البداية بطيئة خالية من الاكشن واحداثها خفيفة لطيفة تمتد لساعات وبعدها يبدأ الاكشن الحقيقي وتظهر الشخصيات المحورية وبطبيعة الحال تزداد صعوبة المهام وتصبح اكثر تشويقا من ذي قبل او على الاقل مقارنة بالبداية.
سنعطيكم لمحة بسيطة عن القصة قبل التوجه الى اسلوب اللعب, القصة من نوع الكر والفر او يمكننا ان نطلق عليها اسم الشرير والخير, مجموعة DedSec تنتهي ويتم القضاء عليها من قبل قوة شريرة تسعى الى تدمير العالم ابتداء من مدينة لندن, وعلى طريقة افلام جيمس بوند البريطانية ستقوم انت كلاعب بإعادة احياء المنظمة ذاتها من جديد ومن الصفر لمحاولة استعادة المدينة ومحاربة الاعداء وفي النهاية انقاذ العالم من القوى السوداء.
اسلوب اللعب هو الاهم في السلسلة ككل او هكذا عودتنا شركة يوبي سوفت, في الساعات الاولى من اللعبة لم احكم على اي جانب من جوانب اللعبة لانني اردت من اللعبة ان تأخذ حقها بالكامل من التجربة قبل الحكم عليها, لذلك اتجهت في البداية للمهام داخل اللعبة واردت رؤية التنوع “ان وجد” فيها وقارنته مع مهام الجزء الأول والثاني من السلسلة وتنوع المهام في كل منهما.
ما وجدته بكل امانة ان الجزء الاول من السلسلة كان ومازال الافضل في تنوع المهام خصوصا وان التكرار فيه كان معدوما للغاية على عكس الجزء الثاني والان الثالث من السلسلة, ابتكار يولد في نهاية المطاف ما يسمى بالشعور بالملل, لماذا لا توجد مطاردات بالمركبات مثلا, لماذا لا توجد مهام انقاذ للناس مثلا وارواحهم بحيث تجعل اللاعب في وضعية صعبة وايضا ترينا اهمية منظمة DedSec الفعلية..؟
على الجهة الاخرى, يوبي سوفت وفريق التطوير الخاص باللعبة ارانا الابداع في مسألة تخصيص الشخصيات واعطاءها المزيد من الخيارات للتعديل على الملابس او الاسلحة وغيرها, لكن فيما يخص تحسين القدرات والتي سنخصص لها فقرات قادمة كانت سيئة خصوصا صعوبة الحصول على الكريستالات التي تضمن لك الحصول على قدرة معينة او حتى سلاح معين.
اللعبة تخلو من المستويات, ولكن يوجد فيها نظام تحسين القدرات لكل شخصية, هذه القدرات تحتاج منك الحصول على كريستالات تقوم بتحصيلها بعد انهاء مهام اللعبة, المشكلة ليست هنا بل في استخدام القدرات بعد ان تحصل عليها, اللعبة لن تسمح لك باستخدام القدرة التي حصلت عليها الا عندما تجلب الشخصية المناسبة لهذه القدرة او بالاحرى تجندها, فمثلا قدرة التخفي امام الاعداء تتطلب منك تجنيد شخصية جاسوس او لص للاستفادة منها, عدا ذلك ان تستفيد من القدرة التي حصلت عليها بعد عناء طويل قد يمتد الى انهاء 5 مهام متتالية, قد يكون الامر ايجابي للبعض ولكن ان تنتظر وقت طويل من اجل ان تستفيد من قدرة معينة قمت بتطويرها في احد الشخصيات قد يكون مزعج بعض الشيء.
رغم وجود بعض الجوانب السلبية في اسلوب لعب اللعبة الا اننا لا ننكر وجود بعض الجوانب الإيجابية التي تعادل بها اللعبة الكفة قليلا, فكرة ان تجند ما يقارب 20 شخصا دفعة واحدة في مهمة واحدة بحد ذاتها فكرة عميقة جديدة وايضا مميزة في عالم الالعاب ترينا بالفعل كيف بذل الفريق المطور للعبة مجهودا جبار لوضع هذه الفكرة فقط داخل اللعبة, وعند تجربتها فعلا استمتعت بحق.
ايضا من جوانب اسلوب اللعب المميزة هي قدرة اللاعب على استغلال ميزات الشخصيات التي يجندها في المهام, لنفترض مثلا انك قمت بتجنيد عامل بناء في احدى المهام, ستجد ان هذا العامل يمتلك مطرقة مثلا او مفتاح “انجليزي” يستخدمه كسلاح امام الاعداء, الملفت للنظر ان كل شخصية لها قدرتها الخاصة بها المميزة عن الشخصيات الاخرى وهذه القدرات سيستفيد منها اللاعب بكل تأكيد داخل مهام اللعبة بجانب القدرات التي تتطلب الكريستالات كما ذكرنا سابقا.
نتجه الان الى ما اعتبره شخصيا الاهم في اسلوب لعب اللعبة وما كنت انتظر رؤيته يتغير داخلها وللاسف لم يتغير شيء, الاختراق في اللعبة منذ الجزء الاول وحتى الجزء الثالث ما زال كما هو, سهلا للغاية وحتى الالغاز التي تعتمد عليه مكررة الافكار والكثير منها مقتبس من الجزئين السابقين, كل ما عليك فعله للاختراق داخل اللعبة هو الضغط على زر L1 لتفتح قائمة اختيارات, وهي اما تشتيت العدو او صعقه او تفجيره بإحدى المتفجرات القريبة, اين التغيير يا يوبي سوفت..!
حتى في الغاز الاختراق التي تتطلب منك عادة بذل المزيد من الجهد كفتح الكاميرات والدوائر الكهربائية جميعها مكررة عن الجزء الثاني من اللعبة, السلسلة قائمة على هذه الفكرة وتتحدث قصتها عن منظمة ماهرة في الاختراق لذلك من الاصل ان نرى هذه الالية تتطور عبر الاجزاء الثلاثة ولكنها للاسف الشديد ما زالت كما هي ولم تتغير.
نذكر ان اللعبة يوجد بها طور تعاوني يسمح للاعبين بإنهاء المهام مع بعضهم البعض ولكنه لن يصدر قبل شهر ديسمبر (12) من العام الحالي لذلك سيتم تحديث هذه المراجعة في حال توفر الطور, لذلك ابقوا معنا متابعينا..
رسومات اللعبة يمكننا مقارنتها برسومات الجزء الثاني, الاختلاف بسيط والفرق غير واضح, ولكن مع ذلك عزيزي اللاعب لا يمكننا نكران ان رسومات الجزء الاول كانت وما زالت وستبقى الافضل في السلسلة, اما في الجزء الثالث التركيز في رسومات اللعبة كان على شوارع مدينة لندن و ابنيتها وايضا بعض الشخصيات المحورية فيها, عدا ذلك الرسومات بشكل عام اتت من متوسطة الى جيدة نوعا ما.
الاصوات وهي الاروع والافضل, اللهجة الانجليزية البريطانية وطريقة اختيار مقدم في بداية اللعبة يعرفك عليها بأسلوب فكاهي جميل كانت حركة رائعة من شركة يوبي سوفت, ايضا الشخصيات في اللعبة تطلق بعض الاحيان دعابات معينة مضحكة للترويح عن روح اللاعب قليلا, ابرز ما لفت الانتباه حقا كان عدم وجود تكرار للاصوات, شخصيا شعرت ان لكل شخصية في اللعبة صوتها المميز والخاص بها.
الايجابيات