شاهدت فيلمين لبنانيين ضمن عروض مهرجان الجونة
الأول وثائقي : نفس .. من التنفس
والثاني روائي قصير : شكوى
عناصر عدة تجمع بين الفيلمين
- كلاهما في المسابقة الرسمية
- كلاهما لمخرجة، الأول لريمي عيتاني، والثاني لفرح شاعر
- الأهم أن كليهما يعطي البطولة للمواطن البسيط الذي يعاني سواء سياسيا أو اجتماعيا.
"شكوى" في 15 دقيقة يرصد حياة ضحايا العنف الأسري والاغتصاب من الزوج بأداء تمثيلي وصياغة سينمائية شديدة العذوبة والتأثير، تدخل هدى لقسم الشرطة لتحرير شكوى من زوجها الذي يغتصبها كل يوم، الضابط يخبرها بأنه لا توجد تهمة بهذا الشكل، يتجه لمساعدتها بتحويل القضية لعنف أسري لكن تكلفة الطبيب الشرعي يدفعها المواطن فالدولة لا تملك شيئا، ينتهي الجدل بينهما بأن الزوج استخدم اسمها وخالف مروريا وعليها هي أن تدفع الغرامة أو تدخل السجن، بعدما كشفوا روتينيا عن اسمها في السجلات، هدى لا تستطيع أن تخبر زوجها أن في القسم أصلا حتى يأتي وينقذها، ويكون أمامها خيارين، إما أن تخبره وتتحمل ما سيفعله عندما يعود بها للمنزل، وإما أن تدخل السجن .
في "نفس" قررت المخرجة ريمي عيتاني الذهاب إلى باب التبانة، المنطقة الملتهبة دائما في شمال طرابلس بسبب النزاع الطائفي مع جبل محسن، لكن البطل كان شخص واحد هو "إبراهيم" لنرى من خلاله كيف يتأثر شباب منطقة كاملة بسمعة تلتصق بهم من نشرات الأخبار، يتحول هؤلاء في ذهنية المجتمع لإرهابيين متشددين في العموم، يعانون من الفقر والبطالة وانعدام الفرص، ويتحولون رغما عنهم لبلطجية أو "مشكلجية" كما تقوم الأم في الفيلم، والتي أراها أعطت الشريط زخما وحيوية ربما أكثر من إبراهيم نفسه، الإيقاع كان بطيئا كعادة معظم أفلام هذه الدورة، لكن يحسب للمخرجة شجاعة الذهاب لهكذا منطقة وتقديم أهلها كما هم على الشاشة وليسوا كمجرد أرقام في نشرات الأخبار .