بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
ان نشير إلى مسألة مهمة في تاريخ النبيّ الكريم (صـلى الله علـيه وآله) ألا وهي طهارة النسب النبوي من دنس الآباء ودناءتهم وعهر الامّهات وفسادهن فلا يكون في اجداده وجدّاته سفاح وزنا.


وهذا ممّا اتفق عليه المسلمون بعد ان دلّ عليه العقل إذ لو لم يكن النبيّ منزها عن دناءة الاباء وعهر الامّهات لتنفر عنه الطباع ولم يرغب احد في متابعته والانقياد لاوامره ونواهيه.

ولقد صرح رسول الإسلام (صـلى الله علـيه وآله) بذلك في احاديث رواها السنة والشيعة.

فقد جاء عن النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) انه قال : نقلت من الاصلاب الطاهرة إلى الارحام الطاهرة نكاحاً لا سفاحاً .

وجاء ايضاً انه (صـلى الله علـيه وآله) قال : لم يزل اللّه ينقلني من الأصلاب الحسيبة إلى الأرحام الطاهرة .

وقال الإمام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه‌ السلام) : وأشهد اَنّ محمَّداً عبدُه ورسولُه وسيّدُ عباده كلما نسخَ اللّه الخلقَ فرقتين جعله في خيرهما لم يسهِم فيه عاهرٌ ولا ضربَ فيه فاجرٌ .

وقال الإمام الصادق (عليه‌ السلام) في هذا الصدد عند تفسير قول اللّه تعالى : وتقلّبَكَ في السَّاجِدينَ (في أصلاب النبيّين نَبي بعد نبي حتّى اخرجه من صلب ابيه عن نكاح غير سفاح من لدن آدم) .

وقد صرح علماء الإسلام من الفريقين بهذا الأمر واشترطوه في النبيّ.

قال المحقق نصير الدين الطوسي في تجريد الاعتقاد : ويجب في النبيّ العصمة ... وعدم السهو وكل ما ينفّرُ عنه من دناءة الآباء وعهر الاُمّهات ... .

وقد وافقه على هذا العلامة القوشجي الاشعري في شرح التجريد .

وقال العلامة المتكلم المقداد السيوري في اللوامع الالهية : ويجب أن لا يكون مولوداً من الزنا ولا في آبائه دنيّ ولا عاهر