بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
الحياة التي نعيشها مسرحية كبيرة وفيها مواقف كثيرة، وأبطال هذه المسرحية هم البشر من جميع الأجناس والفئات، فعندما تشاهد موقفاً عاطفياً ذات مشاعر جياشة مصحوبة بالانتصار على الظلم البشري فعند الاتصال عاطفياً بهذا الحدث تدمع العين لا شعورياً لأجل الموقف الإنساني الذي ارتبطت به لتحاكي المشاعر والأحاسيس لأبطال ذلك الموقف.
قد تشاهد بعض المواقف الإنسانية وتقشعر لها الأبدان ولا تدمع العين حينئذ وذلك لانفصال عواطفك ومشاعرك تجاه تلك المواقف ويسمى ذلك بالانفصال. وعندما ترتبط مشاعرك تجاه الحدث بكل وجدانك وعواطفك تدمع العين لا شعورياً ويسمى ذلك بالاتصال.
هل نحتاج في حياتنا إلى خاصيتي الانفصال والاتصال تجاه الكثير من المواقف الحياتية؟ فالإجابة: نعم، فالكثير من المواقف الإنسانية يتطلب منا الاتصال ومحاكاة تلك المشاعر كاللقاء بين الآباء والأبناء بعد سنين طويلة من الغربة، أو مشاركة أحبتنا في الأفراح أو مواساتهم في الأتراح، أو الاحتفال بالانتصار والفوز بعد التعب والإرهاق، أو مشاركة يتيم في مصابه واحتياجاته، والمواقف الإنسانية الجميلة كثيرة فيتطلب منا الاتصال تجاهها ومحاكاتها. وأما خاصية الانفصال يتطلب منا عندما تجد أحدا غاضباً أو متعصباً أو شاتماً أو متشائماً فلا تتصل به حتى لا يؤثر على مشاعرك وهي خاصة بك.
تدمع العين عندما ترى يتيماً حائراً في الحياة وتائهاً في الطريق محتاجاً لمقومات المعيشة فتتمنى أن تعينه وتساعده وترأف به ولا تستطيع أحياناً.
تدمع العين عندما تشاهد احتضان الأم لأبنائها وبناتها بكل شوق بعد طول انتظار وغربة الدراسة أو الهجرة وهي تستقبلهم في المطار على أحر من الجمر.
تدمع العين عندما تجد بعض المحتاجين والمعوزين وهم في حيرة من أمرهم لتدريس أبناءهم أو معالجة مريضهم أو توفير لقمة العيش بالحياة الكريمة.
تدمع العين عندما تهيم حباً وعشقاً للحبيب وهو يتجاهلك ويكسرك أمام القريب والبعيد، وتتقرب إليه فلا يبالي بحبك وعشقك له، وجمال وفاءك معه.
تدمع العين عندما تكون مظلوماً ومقهوراً ومنكسراً ومستسلماً للظروف والأزمات التي مرت عليك ولا تستطيع أن تدافع عن نفسك وتنقذ حالك.
تدمع العين عندما ترى فرحة ابنك أو ابنتك أثناء التخرج الجامعي وتحقيق الإنجازات والأمنيات والتوفيق في مسيرة حياته بالوظيفة والزواج.
تدمع العين عندما تشاهد فرحة الصغار بلقاء أبيهم بعد غياب طويل، أو صرختهم وانكسارهم عند غيابه.
وأجمل دموع العين عندما تلجأ لرب العالمين وأنت في أحلك الظروف تناجيه وتدعوه بحرقة قلب لينجيك مما أنت فيه.
ومن أجمل الدموع أيضا عندما تلتقي بأحبابك الذين تواليهم وتكون في حضرتهم وتحتفل لأجلهم محبة ومودة فيهم، وتشاهدهم بعينك وترتشف أذنك عند سماع أسماءهم نغماً وعذباً تدغدغ الروح وتنقلها لعالم الجمال الملائكي. فما الاسم الذي تعشقه أذنك ويهواه قلبك وتدمع عينك؟
ثبتكم الله على حبهم ومودتهم وولايتهم وأنتم بصحة وعافية.
----------------------------
أ» 24 ب» 23
ج» 21 د» 20