هذا ما فسره “ابن كثير” .. “ذريتهم”.. هل تقال للآباء أم للأبناء ؟






يمر القارئ المتدبر لكلام الرحمن بكلمات يختلف ظاهرها الدارج لغويًّا بين الناس عن معناها الحقيقي، وهو من سحر البيان وعجائب التبيان. وتسلط مصادر خلال أيام شهر رمضان الضوء على هذه الكلمات التي قد تُفهم خطأً، وسيتم عرض بعض الآيات لتوضيح معناها؛ وكشف شيء من الإعجاز القرآني.
ففي الآية 41 من سورة يس في قصة الفلك المشحون، يقول الله تبارك وتعالى: “وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ”، يرى أكثر المفسرين ومنهم “ابن كثير” أن “ذريتهم” ليس معناها أبنائهم بل معناها آبائهم، فجعل الآباء ذرية للأبناء، وإنما جاز ذلك لأن الذرية مأخوذة من قولة: ذرأ الله الخلق، فسمي الولد للوالد ذرية، لأنه ذرئ منه، وكذلك يجوز أن يقال للأب: ذرية للابن، لأن ابنه ذرئ منه، فالفعل يتصل به من الوجهين، ومثله: يحبونهم كحب الله فأضاف الحب إلى الله، والمعنى: كحب المؤمن لله، ومثله ويطعمون الطعام على حبه، فأضاف الحب إلى الطعام. يشار إلى أن مصدر معاني الكلمات هو كتاب “أكثر من 200 كلمة قرآنية قد تُفهم خطأ”، الذي أعده “الشيخ عبدالمجيد بن إبراهيم السنيد”، وقدمه القاضي الشيخ سليمان بن عبدالله الماجد عضو مجلس الشورى.