أرسلت شركة إنتل الذكاء الاصطناعي خارج حدود الأرض عبر قمر صناعي صغير مصمم لتبسيط معالجة البيانات في الفضاء.
وكشفت عملاقة التكنولوجيا عن مساهمتها في إطلاق (PhiSat-1)، وهو قمر صناعي صغير جديد تم إطلاقه في مدار متزامن مع الشمس في 2 سبتمبر لبدء رحلته حول مدار الأرض.
ويحتوي (PhiSat-1) على كاميرا حرارية فائقة الطيف (HyperScout-2)، ويتضمن أيضًا وحدة معالجة الرؤية (Movidius Myriad 2).
وتم تصميم خط منتجات إنتل (Myriad) لتسريع معالجة البيانات وتقليل حركة البيانات.
وبينما تُستخدم وحدة معالجة الرؤية على نطاق واسع في صناعة البيع بالتجزئة والأمان والإعدادات الصناعية، فإنها وصلت الآن إلى أبحاث الفضاء.
وتوفر وحدة معالجة الرؤية، الموجودة في كل شيء من الكاميرات إلى الطائرات التي بدون طيار، إمكانات معالجة البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ويختبر الذكاء الاصطناعي الموجود على متن (PhiSat-1) طرقًا لتقليل حمل النطاق الترددي المطلوب لإرسال الصور والمعلومات إلى الباحثين على الأرض.
ويتمثل أحد التحديات التي يواجهها العلماء في الفصل بين الصور غير المفيدة – مثل صور السحب – عن المحتوى القيّم.
وبمجرد التقاط هذه البيانات وحفظها والقيام بالرحلة من الفضاء إلى كوكبنا، فإن الباحثين يضطرون بعد ذلك إلى قضاء وقت طويل في مراجعة الصور غير المفيدة وحذفها.
وبحسب جيانلوكا فورانو (Gianluca Furano)، مسؤول الحوسبة في وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، فإن كاميرات وأجهزة الاستشعار التي تستخدمها الأقمار الصناعية الحديثة الآن تتمتع بقدرات هائلة على التقاط المحتوى.
وقال: لا يمكننا الاستفادة الكاملة من هذه الإمكانات دون وجود طريقة لتبسيط الجزء التالي من العملية.
ويعني التخلص من هذه الصور قبل إرسالها أن القمر الصناعي يمكنه فعلاً تحقيق توفير في عرض النطاق الترددي يصل إلى 30 في المئة، مما يعني إرسال المزيد من البيانات المفيدة إلى الأرض.
وعملت كل من إنتل ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA) وشركة (Ubotica) الفضائية الناشئة وشركة (Cosine) المصنعة للكاميرا معًا لإطلاق القمر الصناعي واختباره.
وبالنسبة لشركة إنتل، يمكن أن تمهد المبادرة الطريق لتطبيقات الأقمار الصناعية كخدمة، حيث يمكن للأجهزة الصغيرة أن تعزز الشبكات الحالية التي تعتمد على أجهزة معالجة البيانات القديمة.
وتتوقع إنتل أن يضع (PhiSat-1) حجر الأساس للأقمار الصناعية المتطورة العاملة بالذكاء الاصطناعي في المستقبل.
ويطور الفريق الآن (PhiSat-2)، الذي يتضمن أيضًا شريحة (Movidius Myriad 2)، وذلك على أمل زيادة إثبات قيمة الذكاء الاصطناعي في الفضاء.
ويأمل الباحثون في تجاوز مسألة معالجة الصور وتطوير طريقة لتثبيت العديد من التطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي وتشغيلها.