بين يدي القائم الجزء الأخير ( العلاقة مع الامام المهدي المنتظر عج في غيبته 2)
(... هل من سبيل اليك يا ابن احمد فتلقى...) من دعاء الندبة
مقدمة
ذكرنا في الدرس السابق نزراً من اداب العلاقة مع الإمام الحجةعجل الله تعالى فرجه وفيما يلي نكمل ما بدأناه.
4 - السعي والتشوق للتشرف بخدمته:
ولعل ذلك من أفضل الأعمال بل إن التشرف بخدمتهعليه السلام هو مقام واي مقام من خلال نشر معرفته والإيمان به وبحتمية ظهوره والتمهيد والتوطئة له واعداد النفس والناس لنصرته وهذا المقام من الشرف والعظمة بحيث يتمنى الإمام الصادق ان يناله فقد اجاب رداً على من سأله عن ولادة القائمعجل الله تعالى فرجه.
»لا، ولو ادركته لخدمته مدة حياتي«.
الامام الصادق عليه السلام يطمح ويتمنى ويرجو خدمة الإمام الحجةعجل الله تعالى فرجه خدمة تستغرق حياته الشريفة وكأنها عبادة لا تقاربها عبادة فضلاً وشرفاً، فماذا يبقى لأمثالنا ان يتمنى...
5 - الشكوى اليه والإستعانة به على قضاء الحوائج:
ورد في ذلك صلاة خاصة تسمى صلاة الإستغاثة بالحجة.
وهذه عادة المؤمنين على طول عهد الأئمة صلى الله عليه و آله ان يرجعوا إليهم في ما يعتريهم من مهمات الأمور حيث كانوا يبثونهم شكاواهم مشافهة أو عبر الكتب.
كتب رجل الى ابي الحسن عليه السلام: »ان الرجل يحب ان يفضي الى امامه ما يحب أن يفضي به الى ربه قال الرجل: فكتب عليه السلام: (إذا كانت لك حاجة فحرك شفتيك فإن الجواب يأتيك).
6 - اعداد النفس واصلاحها:
واعداد النفس لهعجل الله تعالى فرجه يشمل تهذيبها وتكميلها بترك المحرمات والإقبال على الطاعات والتحلي بالأخلاق الحميدة كما يشمل الإستعداد البدني والتجهز لنصرته فقد ورد انهعليه السلام يطلع على اعمال شيعته كل اثنين وخميس... فماذا سيكون موقفنا إذا ما كان فيما يرفع من اعمالنا ما يؤذيه ويسيئه واي حزن سندخله على قلبه الشريف إذا ما خيبنا امله فينا بسبب سوء اعمالنا الا تكفيه غربته هماً حتى نزيد همه.
وقد ورد في التوقيع الشريف الصادر منه الى الشيخ المفيد:
(... فما يحبسنا عنهم الا ما يتصل بنا مما نكرهه، ولا نؤثره منهم والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل).
يا الله... الإمام يستعين بالله على مصابه بانحراف شيعته وارتكابهم الذنوب ولعلها اسهم مسمومة تصيب قلبه الشريف فيا ايها العزيز انت بالخيار بين أن ترمي الى قلب الحجةعجل الله تعالى فرجه والعياذ بالله سهما او ان تدخل في هذا القلب فرحة!!!
فعن صادق اهل البيت صلى الله عليه و آله: (من سره ان يكون من اصحاب القائمعجل الله تعالى فرجه: فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق...)
وفي الشأن الثاني من الإعداد أي الإعداد الجهادي فهذا يتضمن مراتب من الجهوزية النفسية والبدنية والتنظيمية فما اروع ما ينقل لنا التاريخ من ان بعض الشيعة لشدة يقينهم وشوقهم لرؤيته كانوا ينامون وسيوفهم تحت مضاجعهم... وقد روي كذلك في الإعداد النفسي عن الإمام الصادقعليه السلام :
(إن القائل منكم إذا قال: (إن ادركت قائم ال محمد نصرته)، كالمقارع معه بسيفه والشهادة معه شهادتان).
بل إن للشوق لنصرته مرتبة أرقى تشمل حتى ما بعد الموت:
(فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني شاهراً سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي).
خاتمة:
في روح العلاقة معه عجل الله تعالى فرجه:
إن المستحبات التي ذكرتها الكتب المختصة حول اداب العلاقة مع الإمام القائمعجل الله تعالى فرجه أكثر بكثير مما ورد في هذا الدرس. لكن ما يستوقف المتأمل لهذه الاداب من ادعية وصلوات وزيارات وغير ذلك هو أنها تفرض العلاقة على انها مع شخص بعينه (فلان بن فلان) موجود وليس حالة او مشروع او فكرة ما فهو بالإسم ابن الإمام العسكري معروف تاريخ ولادته وغيبته وهي علاقة مع حي يسمع ويرى ويرد ويعمل ويعبد ويقرأ وينادي(... السلام عليك حين تقوم... حين تقعد... حين تقرأ... حين تبين... الخ).
ولذا فان روح العلاقة هو ان تؤمن بحضوره ومخاطبته كحي حاضر وشخص ولعل ما يستوقف المتأمل ايضاً في دعاء الندبة:
(... بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا، بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا...).
فمن الغائب يا ترى؟!! ومن المنتظر يا ترى...
نحن الغائبون وهو المنتظر.
(انا بقية الله في أرضه والمنتقم من اعدائه فلا تطلب أثراً بعد عين يا (احمد ابن اسحاق)).
ولك ان تضع مكان احمد بن اسحاق اسم من شئت!!!
"رابط الجزء الاول"