بنفسي فتىً سَهلُ الخلائقِ واضح
يُمازحُ دهراً عابساً لا يُمازِحُ
ويُكثرُ قولَ الشعرِ في الحربِ لا الهوى
لأنّ الهوى لو قِيس بالحربِ جارحُ
وفي كل حربٍ ثَمَّ حقٌّ وباطلٌ
وفي الحبِّ لا هذا ولا ذاك واضحُ
فإن قال : لا أهوى فليس بصادقٍ
وإن قال: أهوى أخجلته المذابحُ
ففي فمه معنىً فصيحٌ وغامضٌ
وفي صدرِهِ قلبٌ مقيمٌ ونازحُ
وفي الأرض أطلالٌ سوى الريح داؤها
عليها دماءٌ لا دموع سوافحُ
خيامٌ اقيمت في الركام كأنّها
خيالٌ من الشعرِ القديمِ يُرَاوحُ
فقِفْ عندَ رسمِ ما ترحَّلَ أهلُهُ
ولكنّهُ رسمٌ لحزنِكَ صالحُ
إذا كان خِذلانُ الأحِبّةِ دأبَنا
فمَن عاشَ خَسْرانٌ ومَن ماتَ رابحُ
وإنْ كان هذا صُلْحُنا وسلامُنا
فأخْزى إلهي بعدَها مَن يُصالِحُ