تشبه البحر
بين مد وجزر
جميع خُطاها نحوي "مترددة"
تشبه البحر
بين مد وجزر
جميع خُطاها نحوي "مترددة"
من المؤلم أن تكون أصدق ممايتوقعون
و يكونون اكذب مماتوقعتهم...
أما بعد
لا تأخذ صمتي بمفهومٍ آخر، لا تُفسره تجاهُلًا أو إنتقامًا.. أنا أصمت حين تَفقد المُفردات معناها ولا يُصبح للكلمات جدوى.. أصمت حين أشعر بأن ما سأقوله قد قُلته مُسبقًا ولم يُحدِث فارقًا...
تقصين شعرك وأنت تتابعين نشرة أخبار التاسعة
تظنين بأن هذا سيجعل من العالم مكاناً أقل خطورة
تظنين بأنكِ تخدمين فساتينك مكشوفة الظهر
تعدمين ضفيرتك
ولا تنتبهين حتى لأولئك المتشبثين بجدائلها
أولئك المتعبين من الحب و الزحام و أنصاف الحروب
أولئك الذين ظنوا بأن ثمة أمل
وصمدوا حتى موجز احوال الطقس
"لأنكِ صحو العصافير على البراري ، ويقظة اللمعان على البلور .
لأنكِ تمطرين طفولة وموسيقى ،
طفولة وأنهار ، طفولة ويأس ، طفولة وحِيرة .
لأنكِ صباح يجذبُ إليه حنانَ العطور ،
ونكهة الأعياد .
لأنكِ وعيٌ بكر ، ونبوغ ٌ حار .
لأنكِ امرأة .
لأنكِ امرأة وامرأة اخرى ، وثالثة ورابعة .. حتى ينتهي العدّ ، ويتحوّلُ الكونُ إلى أصفار ..
لأنكِ ميادينٌ من النوم ، وشوارعٌ من الرغبة .
لأنكِ ذاهبة لأنكِ قادمة لأنكِ لابثة في مكانكِ ، لأنكِ متوارية ، لأنكِ شاخصة ، لأنكِ كلّ هذا ونقيضه ، لأن كلّ هذا لا يشبهكِ ، لأنكِ أنتِ ..
لأنكِ قوية كساق زهرة ،
لأنكِ مكسورة كريح .
لأنكِ تبتكرين الأعياد ، والشبابيك والمصابيح .
لأنكِ تشرقين على القلب من جهته العميقة .
لأنكِ تلاطفين المحزون ، وتلاعبين قلق العالم .
لأنكِ ناصعة اليقظة .
لأنكِ الجمرة ُ التي تأتي عارية لتطرد البرد .
لأنكِ الخيال ُ الذي يُفسدُ على الموت أعماله .
لأنكِ انشقاقُ الندى عن الماء .
لأنكِ سنوات من السنابل ،
وشعرُكِ قرونٌ من القمح .
لأنكِ عاصمةُ الدهشة ،
ووطنُ السائرين في نومهم .
لأنكِ قتيلة تقتلُ كلّ قتل ،
وتذرفُ الدموع على قاتليها .
لأنكِ مغفرة ٌ متاحة للجميع .
لأنكِ وردة ٌ هائمة ، وعاصفة ٌ من العطر تنهضُ من قدميكِ .
لأنكِ خاطفة كعمر .
لأنكِ أزلية كلحظة سُكر .
لأنكِ ذاهبة إلى قدميكِ وعائدة بمواكب من النسيم .
لأنكِ تجدلين من قبلاتكِ مجرة من النيازك ، وسلالا من النجوم .
يمكنني أن أحبكِ
بعد مئة سنة
وأنا القط الذي تطعمينه في ليلة باردة
ثم تطردينه إن غضبت بشدة
لأمرٍ ما .
أو اللفافة التي تعبثين بها
جراء الملل و البهتان.
أو الرجل الذي كنتِ قد وجدتِ
صورته مألوفة فجأة
و يبدو أن تلك الخرافة البوذية ليست هينة
لكن الحب يستحقها .
يمكنني أن أجدك في أية حياة سائغةٍ
بين أغراضي
في خوفي على أصابعي
أو في الطمأنينة
النادرة
عندما يسألني المعلمون
ما الذي تود أن تصير إن كبرتَ ؟
فأفكر أربعين سنة
لأختار !
كرجُلٍ عليهِ ألا يبكي ؛
جلستُ في عزاء حبيبتي
واضعاً
ساقا على ساق
محملقاً
في القهوة والتمر والتبغ.
كرجُلٍ عليه ألا يبكي ؛
ضحكتُ من الألم، حين دهستني مركبة
وهرَبتْ
غفر لها الله ..
قبل عامين.
كرجُلٍ عليه ألا يبكي
قٌلتُ: أنا جائعٌ
لامرأةٍ ودّعتني إلى الأبد
بعد الغداء.
كرجل عليه ألا يبكي
بكيتُ .. بكيتُ .. بكيتُ ...
حين رأيتُ مناديلَ ترفرف في يد بائع متجوّل.
يا صَديقي الفَراغْ
يا صَديقي الفَراغْ المُرقَّشُ بالشَّرقِ والإعتِذارْ
يا صَديقي …
تَدُسُّ يَديَّكَ بفخذيَّكَ
في كبرياءٍ وتَمشي مع الصَّمتِ قُربَ الجِّدارْ
يا صَديقي الَّذي قد عَلاهُ الغُبارْ
كُنتَ يوماً عَزيزاً كحُزني
أُسِرُّكَ شَهوَةَ روحيَّ
أنْ نَرسُمَ الأرضَ ثانيةً
والحَدائِقَ ثانيةً والضَّمائِرْ
آهٍ صَديقي …
لماذا أبَحتَ الدُّروبَ العَتيقةَ للرُّوحِ للسّائحينَ ؟
لماذا سَمحتَ لمن يكرَهونَ شَذىٰ الحُزنِ
أنْ يدخلوا للحديقةِ ؟
أنْ يَحفِروا فَوقَ جُمَّيزةِ العُمرِ خَيباتِهم
وبُكاءَ السِّنينْ
يا صَديقي الّذي يَمتلي بالفَراغِ الحَزينْ
إنها تُمطرُ الآنَ مثلَ تعارُفِنا
مثلَ ذاكَ المَساءِ البَعيدْ
بهِ نتهجّىٰ حُروفَ النِّضالَ الصَّغيرةَ
ثم قليلاً … قليلاً
وفي فرحٍ نقرأُ القادِمينْ
ونرسُمُ أشياءَنا ثُمَّ نتركُها في الضَّبابْ
ونعرفُ أنَّ مواعِيدنا في غدٍ عِندها
أنتَ لم تأتِ
أنتَ لم تأتِ … لم تأتِ
كُنتَ هُنالكَ تُدلي بمواعيدنا بالرُّموزِ
بسرِّ عَلاقتِنا الأبديَّةِ بالفَجرِ
رُغمَ السُّجونَ الّتي قَطُّ لا تَعرف الشَّمسَ
كُنتَ هنالكَ …
تَشربُ قهوَةَ ذُلِّكَ بينَ الذِّئابْ
سَيبقىٰ النَّشيجُ القَديمُ يَرذُّ علىٰ الرُّوحِ
والذِّكرياتِ المَريرةِ
ألمَحُ وجهكَ والاعتِرافْ
بَكيتُ كثيراً لضَعفِكَ
للإزدِراءِ الّذي مَنحوكَ
لبحثِكَ عن قَطرةٍ في السَّرابْ
وحاولتُ أمسحُ كُلَّ سُطورِ اعترافِكَ بالدمعْ
لٰكن صَديقي …
اعتِرافُكَ كانَ كِتاباً … وأيِّ كِتابْ
بهٰذي السُّهولةِ كُنتَ بجانبِهم
تَتسلّىٰ بمرّأىٰ دَمي دونَ أيِّ اضطرابْ
قَطُّ لمٰ اضطربْ لسكاكينِهم
أنتَ كُنتَ اضطرابي
هُدوءُكَ حينَ كَتبْتَ اعتِرافكَ
كانَ اضطرابي
هٰكذا …
دونَ أنْ يخدِشوا مِنكَ شَيَّئاً
تَبرِّعتَ …
أعطَيتَهم كلَّ شيِّئٍ
وقفتَ علىٰ بابِ زنزانَتي
تَتباهىٰ بثوبِ انهيارِكَ
تُغمُرني بالنَّصائِحِ إنّي خسرتُ
ولابُدَّ أنْ أقبلَ الانسِحابْ
خَسَرتُكَ أنتَ
خَسَرتُكَ أنتَ
خَسَرتُكَ أنتَ
وأعرِفُ إنَّكَ أيضاً
ستُلقي بوَفرةِ شَعرِكَ والعِطرْ في الرِّيحِ خَلفكَ في كبْرِياءٍ
ولٰكنَ رائِحةَ الاعتِرافِ
ستبقىٰ بلحمِكَ أنّىٰ ذَهبتَ
صحِيحٌ سأُغلِظُ وَجهيَّ حينَ أراكَ غداً في طَريقي …
ولٰكن سأبكي من القلبِ
إنَّكَ لم تَتعلمْ برُغمِ ذكائِكَ بَعضَ وفاءِ الكِلابْ
سَيبقىٰ غِيابُكَ بينَ جُروحيَّ التي لا تُداوىٰ
يَوماً … فيَوماً
تُعاقِبُكَ الذِّكرياتْ
فإنَّ الزَّمانَ أميرُ العِقابْ
يتشآجرون يوميآ ويأتون اليوم الآخر وقد نسيوا زلات وأخطاء بعضهم . . لانهم لآ يستطيعون آلعيش دون بعضهم هذه هي الصداقة
عندما فقد الأديب "غابرييل ماركيز" الذاكرة في آخر حياته، قال لصاحبه عندما جلس بجانبه أنا لا أعرفك ولكن أعرف أني أحبك.