رسالة الى عاشقه
هل جربتِ يوما أن تسرقي قميصه الأبيض وترتديه ليومين وانتظار، ترافقك رائحته إلى حلمكِ الأخضر ومطبخكِ البليد.
هل تعلمتِ القفز إلى أحضانه لتغفي بين يديه كالعطر الشريد هل تعلقت برقبته كسلسال شقي وتسللتِ بين شعرات ذقنه كالماء.
هل جربت أن تتبادلي معه المخدات تعدين أنفاسه وأحلامه وتسرقين شعرة ذقنه التي سقطت سهوا.
هل جربت معه الغياب أن تكون المسافة بينكما عطرا ونصف دفء.
هل طلبت منه يوما أن يربط لك خلخالك …...
هل تبادلت معه الجوارب في الشتاء هو يبحث عن خطواتك وأنت تبحثين عن مدن الدفئ
"حصيلتي اللغوية ضئيلة جداً
أمام ما أشعر به نحوكِ
أنا لا أستطيع أن أُخرج حرفاً واحداً
يوضّح لكِ عُمقً
ما أشعر به تجاهكِ"
أعرفك جيداً
لست ممنن يقحمون أنفسهم في بطشِ الجدالات
لتثبتي نظرية الجمالِ على رؤوس الأوغاد
ولأنك صامتة كل الوقت
كانت ملامحكِ تتحدث عن جمالها بلسانها الطويل
وتعلمين أيضاً بأنّ نوافذ غرفتك
ليستْ عارية
هي فقط تفضل أن تكون من دون ستائر
كي ينفذ مِنها إلى كلّ العالم
ضوء خديك..
تماماً مِثل الانفجار الكوني
إلا إنك تضاهين الكون بهذا الإنجاز
كونه انفجر مرة واحدةً
وأنت كلّ صباحٍ
تنفجرين..
“ سأُعطيك عُزلتي،
آخر الاشياء التي يمكنني أن أمنحك إيّاها.”
"أنا لم أعد شجاعاً يا عزيزتي،
أنا مكسور بالكامل، لقد كسروني ..
هذا العالم نشيِّده فينهار، ثم نشيده ثانيةً فننهار نحن"
الدخان رحيل أيضًا .
أنظر في المرآة، فأرى وجهكِ،
تفلتُ القصيدةُ من يدي.
أسمعُ رائحة امرأةٍ تأكل أصابعي،
يغرقُ البحرُ المتوسط في دائرة الهجرة،
يعطشُ الماءُ.
أُخرجُ ملامحكِ من وجهي، كي أتعرف إلى نفسي
فيفقدُ دفتري الذاكرة.
يسألني المحققُ في دائرة الهجرة:
من أين أنتَ ؟
أجيبهُ:
لستُ أدري، فأنا لم أتزوج بعدُ،
فيرفض طلب لجوئي،
وترفض الأمم المتحدة لون جلدي،
ويرفض المجتمع الدوليّ أن ينظر في جرحي مباشرةً.
وفي تلك اللحظة التي يصبحُ فيها الوقت داكناً مثل لوحات رامبرانت،
ويصبح الإحساسُ بارداً مثل جثث أصدقائي،
تخرجين من وراء الكواليس،
تخرجين هكذا،
دون مقدماتٍ
أو شروح
أو تفسير منطقي
وتمنحينني لجوءًا لأسبابٍ عاطفية.
سلمت انمالك الذهبية
أعرفك،
كما لم يعرفك غيري..
أعرفك كما لم تعرفك أمك أو أيّ من احبائك السابقين التافهين!
أو أصدقائك السطحيين..
أعرفك تماماً حين يقولون أن لا قلب لك..
أعرف حزنك ولهذا أنا اكثرهم تفاعلاً مع ضحكتك،
أعرف أن اضطراباتك تبعث الهدوء..
أعرف أنك حربٌ خاسرة..
وأعرف أنّي لن أتوقّف عن خوضك.
" إنّك لا تُدركين ما معنى أن يقفز لي وجهك وسط كل شيء، تحت أيّ ظرف، فوق أي زمان، في المقهى، في السيارة، على سريري، وسط أصدقائي، في اللّحظات الصامتة، وتلك التي تملؤها الضجة، إنك لا تُدركين تمامًا ماذا يعني أن يحمل شخص ما أحدًا بداخله."
