حين تمرُّ الطلقةُ من فوق الجفنِ
فتلملمُ أذيالَ الفستانِ الورديِّ
وتهرعُ راكضةً…
كغزالٍ مذعورٍ نحو الريحْ
فأصيحْ
- اللعنة…أنْ تغتالَ الطلقةُ…
… حتى الحلمْ!
حين تمرُّ الطلقةُ من فوق الجفنِ
فتلملمُ أذيالَ الفستانِ الورديِّ
وتهرعُ راكضةً…
كغزالٍ مذعورٍ نحو الريحْ
فأصيحْ
- اللعنة…أنْ تغتالَ الطلقةُ…
… حتى الحلمْ!
ما همّني أحترق
أو أهيم بسْحبِ الأماني البعيدة
الذي كان لي صاحباً..
لم يعدْ همُّهُ
غير أن يتعقبني في الدروب كظلِّي
ويشتمني في الجريدة.
و هناك أيضاً
خطورة التسكع ليلاً في ألبوم صورك ،
حيث لنظراتك صوت
و لضحكاتك رائحة
ولغيابك أنيابٌ
ومخالب .
يا صَديقي الفَراغْ
يا صَديقي الفَراغْ المُرقَّشُ بالشَّرقِ والإعتِذارْ
يا صَديقي …
تَدُسُّ يَديَّكَ بفخذيَّكَ
في كبرياءٍ وتَمشي مع الصَّمتِ قُربَ الجِّدارْ
يا صَديقي الَّذي قد عَلاهُ الغُبارْ
كُنتَ يوماً عَزيزاً كحُزني
أُسِرُّكَ شَهوَةَ روحيَّ
أنْ نَرسُمَ الأرضَ ثانيةً
والحَدائِقَ ثانيةً والضَّمائِرْ
آهٍ صَديقي …
لماذا أبَحتَ الدُّروبَ العَتيقةَ للرُّوحِ للسّائحينَ ؟
لماذا سَمحتَ لمن يكرَهونَ شَذىٰ الحُزنِ
أنْ يدخلوا للحديقةِ ؟
أنْ يَحفِروا فَوقَ جُمَّيزةِ العُمرِ خَيباتِهم
وبُكاءَ السِّنينْ
يا صَديقي الّذي يَمتلي بالفَراغِ الحَزينْ
إنها تُمطرُ الآنَ مثلَ تعارُفِنا
مثلَ ذاكَ المَساءِ البَعيدْ
بهِ نتهجّىٰ حُروفَ النِّضالَ الصَّغيرةَ
ثم قليلاً … قليلاً
وفي فرحٍ نقرأُ القادِمينْ
ونرسُمُ أشياءَنا ثُمَّ نتركُها في الضَّبابْ
ونعرفُ أنَّ مواعِيدنا في غدٍ عِندها
أنتَ لم تأتِ
أنتَ لم تأتِ … لم تأتِ
كُنتَ هُنالكَ تُدلي بمواعيدنا بالرُّموزِ
بسرِّ عَلاقتِنا الأبديَّةِ بالفَجرِ
رُغمَ السُّجونَ الّتي قَطُّ لا تَعرف الشَّمسَ
كُنتَ هنالكَ …
تَشربُ قهوَةَ ذُلِّكَ بينَ الذِّئابْ
سَيبقىٰ النَّشيجُ القَديمُ يَرذُّ علىٰ الرُّوحِ
والذِّكرياتِ المَريرةِ
ألمَحُ وجهكَ والاعتِرافْ
بَكيتُ كثيراً لضَعفِكَ
للإزدِراءِ الّذي مَنحوكَ
لبحثِكَ عن قَطرةٍ في السَّرابْ
وحاولتُ أمسحُ كُلَّ سُطورِ اعترافِكَ بالدمعْ
لٰكن صَديقي …
اعتِرافُكَ كانَ كِتاباً … وأيِّ كِتابْ
بهٰذي السُّهولةِ كُنتَ بجانبِهم
تَتسلّىٰ بمرّأىٰ دَمي دونَ أيِّ اضطرابْ
قَطُّ لمٰ اضطربْ لسكاكينِهم
أنتَ كُنتَ اضطرابي
هُدوءُكَ حينَ كَتبْتَ اعتِرافكَ
كانَ اضطرابي
هٰكذا …
دونَ أنْ يخدِشوا مِنكَ شَيَّئاً
تَبرِّعتَ …
أعطَيتَهم كلَّ شيِّئٍ
وقفتَ علىٰ بابِ زنزانَتي
تَتباهىٰ بثوبِ انهيارِكَ
تُغمُرني بالنَّصائِحِ إنّي خسرتُ
ولابُدَّ أنْ أقبلَ الانسِحابْ
خَسَرتُكَ أنتَ
خَسَرتُكَ أنتَ
خَسَرتُكَ أنتَ
وأعرِفُ إنَّكَ أيضاً
ستُلقي بوَفرةِ شَعرِكَ والعِطرْ في الرِّيحِ خَلفكَ في كبْرِياءٍ
ولٰكنَ رائِحةَ الاعتِرافِ
ستبقىٰ بلحمِكَ أنّىٰ ذَهبتَ
صحِيحٌ سأُغلِظُ وَجهيَّ حينَ أراكَ غداً في طَريقي …
ولٰكن سأبكي من القلبِ
إنَّكَ لم تَتعلمْ برُغمِ ذكائِكَ بَعضَ وفاءِ الكِلابْ
سَيبقىٰ غِيابُكَ بينَ جُروحيَّ التي لا تُداوىٰ
يَوماً … فيَوماً
تُعاقِبُكَ الذِّكرياتْ
فإنَّ الزَّمانَ أميرُ العِقابْ
"لأنكِ صحو العصافير على البراري ، ويقظة اللمعان على البلور .
لأنكِ تمطرين طفولة وموسيقى ،
طفولة وأنهار ، طفولة ويأس ، طفولة وحِيرة .
لأنكِ صباح يجذبُ إليه حنانَ العطور ،
ونكهة الأعياد .
لأنكِ وعيٌ بكر ، ونبوغ ٌ حار .
لأنكِ امرأة .
لأنكِ امرأة وامرأة اخرى ، وثالثة ورابعة .. حتى ينتهي العدّ ، ويتحوّلُ الكونُ إلى أصفار ..
لأنكِ ميادينٌ من النوم ، وشوارعٌ من الرغبة .
لأنكِ ذاهبة لأنكِ قادمة لأنكِ لابثة في مكانكِ ، لأنكِ متوارية ، لأنكِ شاخصة ، لأنكِ كلّ هذا ونقيضه ، لأن كلّ هذا لا يشبهكِ ، لأنكِ أنتِ ..
لأنكِ قوية كساق زهرة ،
لأنكِ مكسورة كريح .
لأنكِ تبتكرين الأعياد ، والشبابيك والمصابيح .
لأنكِ تشرقين على القلب من جهته العميقة .
لأنكِ تلاطفين المحزون ، وتلاعبين قلق العالم .
لأنكِ ناصعة اليقظة .
لأنكِ الجمرة ُ التي تأتي عارية لتطرد البرد .
لأنكِ الخيال ُ الذي يُفسدُ على الموت أعماله .
لأنكِ انشقاقُ الندى عن الماء .
لأنكِ سنوات من السنابل ،
وشعرُكِ قرونٌ من القمح .
لأنكِ عاصمةُ الدهشة ،
ووطنُ السائرين في نومهم .
لأنكِ قتيلة تقتلُ كلّ قتل ،
وتذرفُ الدموع على قاتليها .
لأنكِ مغفرة ٌ متاحة للجميع .
لأنكِ وردة ٌ هائمة ، وعاصفة ٌ من العطر تنهضُ من قدميكِ .
لأنكِ خاطفة كعمر .
لأنكِ أزلية كلحظة سُكر .
لأنكِ ذاهبة إلى قدميكِ وعائدة بمواكب من النسيم .
لأنكِ تجدلين من قبلاتكِ مجرة من النيازك ، وسلالا من النجوم .
أنتِ حيرةُ الطفل في متاهة حلمه ..
في حياتي كان هناك دائماً من يجيد إخفاء سكين خلف ابتسامته لي .
من اجل ان تبتسم النساء، سأبصُق بوجه الكهنة والشيوخ.. ومن اجل ان يلعب الاطفال، سألغي دروس الوطنية والتأريخ من المدارس.. سأسرق طابوق المعابد..
أنا شخصٌ متطلّب
لن يلفتني الكثير منك
أما أن تجيء بكاملك
أو سيبقى حضورك الجزئي حدثا لايستحق الالتفات.
وِمَأّذنِبِ وِطّنِ خَأّنِهِ أّلَجِمَيِّعٌ لَيِّس أّلَعٌيِّبِ فِّيّهِ وِلَأّفِّيِّ أّلَزِّمَأّنِ
أّنِمَأّ أّلَعٌيِّبِ بِګلَأّبِ تّقِتّلَ أّلَأّسوِدِ
أّيِّنِ أّنِتّ يِّأّوِطّنِيِّ لَقِدِ خَأّنِګ أّلَجِمَيِّعٌ
مَّسګيِّنِ أّنِتّ يِّأّوِطّنِ مَأّذنِبِګ