الحزن بدرٌ الليلة،
وها أنذا
أعوي مثل مستذئب عند اكتمال القمر
لقد عضني غيابك المسعور .
الحزن بدرٌ الليلة،
وها أنذا
أعوي مثل مستذئب عند اكتمال القمر
لقد عضني غيابك المسعور .
لست وفيراً بما يكفي، توقّفي عن إهداري.
هناك ضباب كثير في صحو عواطفكِ ..
تمزقتُ لأن المعرفة أثقلُ من أن تحملها أكتافي الهزيلةُ .
خرّبتني المحبةُ ، رغم أنها منحتني شجاعةَ أن أمضي ، بقلب واثق
، إلى حافة الهاوية ، كسهمٍ لا يأبه بانكساره ، كأن هذا هو الهدفُ من انطلاقته ..
أدفن رأسي في حضن العشرين،
كطفلاً فزع يرتمي في حضن أمه،
وأبكي شباباً لم يأتِ وحياة لم تأتِ
ومماتاً ضبابياً حضر شفيفاً أحسهُ يلمسني،
يحيط بي يختلط بأنفاسي، ينساب بين خصلات شعري،
يداعب مسامات جلدي، أمد يدي لأقبض عليه و(بحّ)يختفي كظل، كحلم، كضباب.
لم أشرب النبيذ يوماً
لكنني أعرف تماماً ذلك الشعور الذي دفع الراهب دوم بيير بيرينيون لأن يصرخ محتفلاً بعد أول رشفة شمبانيا في التاريخ
لم أجرب الويسكي كذلك لكنني أشمه في قصائد و روايات فاحت عبقريتها
سمعت عن لذة البراندي.. عن فحش الفودكا و قوة التيكيلا... وعما تفعله البيرة في بطون البحارة وأحلامهم..
و مع هذا لم يسبق و أن تذوقت أي منها أبداً.
غير أني..
و عندما أشاهد ملامحك عن قرب
عندما أتأمل تفاصيل وجهك و أنت تتحدثين
عندما أرتشف القليل من ابتسامتك
وأعب من دنان صوتك
أترنح حينها من ثِقل النشوة
و أضحك من شدة النسيان .
من يُذيق قُراءه كل أنواع هذه المشروبات دون أن يكون قد تذوقها حقاً... لا يعجز عن مفاجأتهم بنص أجمل في كل مرة.
اسحب خيطاً، تتحرّك الدمية
يجب على كل شخص أن يدرك
بأنّه يمكن لكل شيء أن يختفي
بسرعة كبيرة:
القطّة، الامرأة، العمل،
الإطار الأمامي،
السرير، الجدران، الغرفة:
كل ضروريّاتنا
بما فيها الحب،
تستند إلى أساساتٍ رمليّة-
ولأي سبب كان،
بغض النظر عن علاقته:
يمكن لموت فتى في هونغ كونغ،
أو عاصفة ثلجيّة في أوماها،
أن تساهم في خرابك.
تتحطّم أواني الخزف الصينيّة على
أرضيّة المطبخ، بينما تدخل صبيّتك
وستبقى واقفاً هناك، سكراناً، وسط كل هذا وستسألك:
يا إلهي، ما الذي يجري؟
وستجيب: لا أعرف،
لا أعرف
ليتَني كنْتُ مطراً
شيءٌ ما يتساقط معَ المطرِ ؛
ربما هو دموعٌ
أو ربما هو تِلْكُمُ التنهيداتُ التي تتدفقُ منْ صدورِنا .
ربما هو فجرٌ ننتظرُهُ
أو خساراتُنا المكثفةُ .
آهٍ لو أعرفُ بماذا يفكرُ المطرُ .
ربما المطرُ لا يفكرُ ؛
يرسمُ ربما
و ربما يعزفُ ؛
أَسمعُهُ يعزفُ كلَّ المقاماتِ
هل تسمعونَ ذلِكَ ؟
آهٍ لو أعرفُ كيفَ يعزفُ المطرُ
كلَّ المقاماتِ في وقتٍ واحدٍ .
ليتَني كنْتُ مطراً !
حتى لو كانَ ذلِكَ ليومٍ واحدٍ
أو لساعةٍ واحدةٍ فقط .
أيها المطرُ اِهْطِلْ .
لا تتوقفْ .
اِهْطِلْ و ازلِ الحزنَ عنِ الأرواحِ المتعبةِ ، الضائعةِ ، المعذبةِ و الطيبةِ ؛
بقوةٍ اِهْطِلْ؛ بغزارةٍ اِهْطِلْ .
لنْ أنامَ هذِهِ الليلةَ .
لنْ أتركَكَ تبكي وحيداً في غربتِكَ الدائمةِ .
اِهْطِلْ أيها المطرُ !
اِجْعَلِ الأرضَ ترتجفُ .
لو أنك أكثرُ غباءً
وأقلُ حيلة
ولديك أُذُنٌ من طين
وأخرى من عجين
وعيونُك مفتوحةٌ، لا لترى
ولكن لتُغلِقَها حين ينظرُ فيها أحد.
لو أنك أحجمتَ عن الثرثرةِ والشعورِ بالزهو
وكتابةِ القصائدَ البليدة
وارتكنتَ للحائطِ دون خوفٍ
من سقوطِه.
لو أنك حين تعثرتَ في الذكرياتِ لم تشد نفسك غصباً
لتفلت
وكنتَ تركتَها تحتفلُ بك
وتقدمُ لك كعكاً وقهوة.
لو أنك حين أعيتَكَ الدوافعُ للوجودِ
لم تصارع
وتراجعتَ إلى الظلِ بهدوءٍ وحكمة.
لو أنك لم تكتب هذه القصيدة
لما عشتَ مرتينِ بلا طائل.
.
نسيتُ نفسي على طاولةِ مكتبتي
ومضيتُ
وحين فتحتُ خطوتي في الطريق
اكتشفتُ أنني لا شيء غيرُ ظلٍّ لنصٍ
أراهُ يمشي أمامي بمشقةٍ
ويصافحُ الناسَ كأنه أنا