مهرجان الجونة يكرم الممثل العالمي جيرارد ديبارديو وسط معارضة كبيرة
كتابة : نزار شهيد الفدعم
هل يفعلها مهرجان الجونة السينمائي في دورته الرابعة ويستجيب لضغوط السينمائيين والمثقفين المصرين والعرب ويسحب قرار تكريم الفنان الفرنسي جيرارد ديبارديومن على منصته مثلما فعل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قبل سنوات عندما الغي من حفل الافتتاح فقرة تكريم المخرج الفرنسي كلود ليلوش المعروف بتأيده إلى إسرائيل نتيجة الضغوط التي تعرض لها أما سوف تمضي أدارة مهرجان الجونة السينمائي إلى النهاية غير عابئة بالأصوات المعترضة ؟
المعترضون على قرار التكريم يتهمون الممثل الفرنسي الروسي بمحاباة إسرائيل والوقوف إلى جانبها إضافة إلى شبهات تطال سلوكه الشخصي والإنساني ونقلا" عن موقع الميادين المعروف بمقاومة التطبيع(( لقد بدأ الحملة الأكاديمي والناقد السينمائي رئيس برنامج السينما بالجامعة الأمريكية “مالك خوري”، حيث كتب مقالة بعنوان “لماذا نرفض وندين تكريم ديبارديو في الجونة السينمائي” قال فيها: ” “ديبارديو” قام تكرارا بنشاطات فنية متنوعة في “إسرائيل” وذلك في ذروة حروبها القمعية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني. وهو قام بتمثيل ودعم إنتاج فيلم دعائي فج يدعو عمليا يهود العالم “لإعادة اكتشاف جذورهم التاريخية في أرض الميعاد”. كما ساهم منذ أقل من عامين بتسويق التوقيع على بيان تحريضي في فرنسا يعبق برائحة الكراهية ضد كل من تسول له نفسه انتقاد الصهيونية وإسرائيل، وضد الدين الإسلامي والجاليات الإسلامية والعربية في فرنسا. هذا البيان جعل في الواقع من كل عربي ومسلم “مجرما وإرهابيا متهما حتى تثبت براءته”. وهذا البيان جعل كل معاد للصهيونية، معاد لليهود .))
هذا البيان جمع حوله الكثير من مثقفي مصر وفنانيها وحول الأنظار إلى قصدية مهرجان الجونة السينمائي في طمس المعالم السياسية للتوجهات الإستراتيجية الداعية للتطبيع مما دعي جهات إعلامية ونقابية مثل نقابة الصحفيين في مصر واتحاد السينمائيين المصرين ونقابة الفنانين إلى إصدار بيانات استنكار وشجب هذا التكريم وأية محاولة أخرى للتطبيع مع إسرائيل .
من جهة أخرى التزمت أدارة المهرجان الصمت وفضلت عدم الرد وحتى مدير المهرجان المخرج أمير رمسيس نجيب عندما علق على موضوع الحملة التي يقوم بها بعض الفنانين من اجل جمع التواقيع لمطالبة إدارة المهرجان بالتراجع عن قرارها بتكريم الممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو والمنحاز لدولة لإسرائيل، قال : ((لا تعليق)).
أغلب النقاد العرب الذين هم صاروا ضيوف دائمين للمهرجان صمتوا حتى لايتقاطعون مع توجهات المهرجان وإدارته ويحرجون أنفسهم رغم توجهاتهم الفكرية والسياسية المعروفة يمكن بسبب أن الموضوع العام العربي والدولي يمشي مع سياسة مد الجسور والتطبيع مع إسرائيل ، وخوفا" إن يترتب على موقفهم عواقب لا تحمد عقباها لكن الناقد محمد رضا كان موقفه واضحا"على الضد من تكريم الممثل جيرارد ديبارديو لكنه يجد أسلوب المقاطعة بمثل هذه الحالة لاينفع بل أنه يدعو إلى الحوار وعدم مقاطعة ممثل بوزن ديبارديو ويبدو أن حماس الناقد السينمائي هوفيك حبشيان كبير في الرد على المقاطعين والمعترضين وتحولت صفحته إلى منصة إعلامية في الرد ، هوفيك تحترم مواقفه وارئه لأنه يعبر عنها بصدق ووضوح وأمانة لأنها جزء من سلوكه العام وطريقة تفكيره ولا ينافق ولا يجامل إذا تمكنا من متابعة سيرته وتحليلها ولا أظنه يدافع عن قرار مهرجان الجونة بل يدافع عن فكره ومبادئه لهذا يأتي حماسه وقوة ردوده بدون تناقض وقوية .
نقاد السينما في العراق لم نسمع لهم رأي أخر معارض لموقف أدارة المهرجان وهم يحزمون حقائبهم استعداد" للسفر ! فيما عدا د. فراس الشاروط الذي أعلن موقفه المعارض على تكريم الممثل ديبارديو بشجاعة ووقع بيان مع مجموعة من السينمائيين المصرين منهم علي بدرخان وفردوس عبد الحميد ومحمد فاضل والناقدة خيرية البشلاوي المخرج السوداني حامد سعيد والأكاديمي اللبناني مالك خوري والمخرج عرب لطفي والفنان نبيل نور الدين والعشرات من الفنانين والكتاب والإعلاميين ومن الشخصيات العامة .
حقيقي لقد خذلونا النقاد السينمائيين العرب بصمتهم لقد كنا نريد أن نسمع صوتهم قويا" وهم يدافعون عن مواقفهم ويثبتون هويتهم الحقيقية بشجاعة وقوة مع أي جانب يقفون لكنهم بتخاذلهم جعلوا أمامنا الصورة غائمة ومشوشة وتركوا الفريقين يتصارعون وهم يتفرجون