وعاش قومٌ وهم في الناس أمواتُكم مات قومٌ وما ماتت مكارمهم



ثقافة ..!





حوار ..!





تجادل ..!





إختلاف ..!





إتفاق ..!





أمرٌ وارد في كل المجتمعات, هذا يرد, وهذا يحاور, وهذا يتفق, وهذا ينتقد, وذاك نائم, وتلك سارحة, وتبقى المجتمعات على هذه الحالة في أي بلدً كانت أو بأي لغةً قالت, تبقى رؤى ووجهات نظر ومناقشات مختلفة و متنوعة ..




الرأي السديد الحصيف هو من ينظر من منظار الحقيقة, أو بالأصح من يستخرج خلآصة المنظور الخاص بهِ ويقدم رأياً مختلفاً وتجتمع على أمرهِ في النهاية هذه الأمة, وبهذا يتم الخروج برأي قوي وشامل لجميع وجهات النظر التي سبقته < أتمنى حقاً أن لا يغتال بأسباب السلطة كما هو الحال في أكثر المجتمعات ..




إذا كان هذا الرأي الذي أدلى بهِ أحدٌ من العالمين رأي ترآهُ الأكثرية صائباً أو شبهِ ذلك, فـ هو بالأحرى من يستحق أن يتقدم إلى مرتبة القرار الذي تحتاجه الأمة التي تبحث عن هذا الرأي, كي تطبق الشورى في هذا الرأي بالشكل السليم, ولكن < وهذه لكن بالتحديد تحتاج إلى قواعد حرفية تحميها من كل جانب, كي لا تتعدى عليها سلطات الأحرف وتقاضيها بأسباب أنها رجمت هذا الرأي, وأسقطت حقهُ في النيل من القرار ..




عندما يحارب الرأي الحكيم من أجل المصالح, فـ هذه أزمة شورية تحتاج إلى إعادة النظر بها كثيراً, لأنها بكل بساطة تخسر أمة ورائها, وتخسر الحق وكلمة الحق التي تقال, ويضيع حال هذا الرأي ما بين معارض ومؤيد < ولكن ما بآل هؤلاء لا يعلمون بأن آرائهم ماهي إلآ فترة نقاهة يستمتع بها صاحب القرار ..؟




وأرى من هذا الجانب وفي هذه الجزئية, بأن المجتمعات بتلك الطريقة التي تقوم بها السلطات على آرائهم ماهو إلآ تسلط, وكبت, وتقليل من حقوقهم, بل أكثر من كل هذا ماهو إلآ إخلال بالوحدة, وإعتلال بالأمن, وإقبال للمشكلات والسلبيات والتي ستأثر على حال هذا المجتمع حتى وإن طال الحين ..




تذهب مجموعة من الناس إلى أقصى الحوار, وتبقى مجموعة من الناس تستمتع بالحوار, ويبقى حآل المجتمع خارج نطاق الحوار < في الحقيقة هذا الأمر يضحكني حتى يبدأ شعور الحزن بداخلي يتأجج, وكثيراً ما قلت بأن المجتمعات لا تُبنى إلآ على واقعها الحقيقي, فـ إن كانت خير كان المجتمع يسير على طريقاً صائب, وإن كان غير, فـ تلك مصيبةٌ أدهى وأمر ..





دين ..!





مذهب ..!





فكر ..!





تقليد ..!





رؤيا ..!





ويبقى الحال على ماهو عليه, الوقوف ما بين كل هذا يعني إنتحار المجتمع, والإعتراض والميل مع أحد منها يعني الموت البطيء, وتبقى تلك قصة لم تجرد من وقائعها, ولكنها ما زالت تخفي الكثير ورائها لم تصل إليه أكثر المجتمعات < ليس بأسباب الجهل , ولكن بأسباب التجاهل ..




أنت سامح, وهو قيّم, وهي صاحبة مبدأ, وهم ذو أخلاقً رفيعة, وجمعيهم وقفوا صفاً واحداً, ولكن القيّم يبحث عن السماحة لأنهُ كثيراً لا يسكتُ عن حقه, وهكذا حال المسامح دائماً يبحث عن السيادة وما إلى ذلك, وصاحبة المبدأ التي ما إن يختلف معها أحدهما إلآ وتعود إلى مبادئها حتى وإن كانت خاطئة, وهؤلاء أصحاب الأخلاق الرفيعة يحتاجون إلى قليل من التنازلات كي يستطيعون أن يقفوا مع الصف بالطريقة الصحيحة < لآنني عندما رأيت ذلك الصف وجدتهم مرتفعين عنهم بدراجات, وذلك لا يعود إلى الأخلاق, فـ الأخلاق هنا تحمل معانٍ كثيرة لا يجيدها إلآ من يرى من الأسفل ..




مجتمع اليوم يكرّس لمجتمع الغد, كما كرّس مجتمع الأمس لمجتمع اليوم ما كرّسهُ مجتمع ما قبل الأمس لمجتمع الأمس, ويعود مجتمع الغد كي يكرَس لمجتمع ما بعد الغد, وما بعد وما قبل هي تلك الأجزاء التي تفقدنا كثيراً من الحفاظ على المجتمعات, والحفاظ على الأوطان, والحفاظ على الأديان ..




أعتقد بأن الإختلاف هو أساس القضية < فـ لولا وجود الإختلاف لما كان هنآك قضية في الأساس, ولكنني أيضاً أعتقد بأن الإجتماع حول امرٌ واحد بقرار واحد, بـ فكر واحد, امرٌ مبالغ فيه كثيراً, فـ ليس هناك في الواقع من تجتمع كلمتهم على قرار واحد البته< إلآ إن كان يدخل تحت مصالحهم الشخصية, أو رغباتهم النفسية, وتبقى حال هذه المجتمعات تقول أن الإختلاف لا يفسد للود قضية, وأبقى أقول بأن الكثير من الإختلاف يصنع الكثير من القضايا, وأنا كثير من القضايا, تصنع الكثير من الأفكار, وأنا كثيراً من الأفكار تصنع كثيراً من العقول, وأن قطرة الماء الواحد في الثانية سـ تصبح بحراً في المستقبل ..