Thecabinetofdrcaligari
المخرج: روبرت واين
مدة الفلم: ساعة و17 دقيقة
سنة الإصدار: 1920
عندما يقرر المخرج أن يجعل كل لقطة في الفلم عملاً فنياً متكاملاً ينتجُ لنا هذه التحفة السينمائية المنسية.
ينتمي هذا الفلم للمدرسة التعبيرية في الفن وهي مدرسة فنية ظهرت في ألمانيا في نهاية القرن التاسع عشر وجميعنا رأينا أعمال تعبيرية مثل لوحة الصرخة الشهيرة والتي تعتبر التجسيد الحديث للقلق والرعب وليلة النجوم للرسام فان كوخ. فالفن التعبيري يمتاز بأنه يشوه الواقع لا لما يراه الناظر بل لما يخالجه من شعور وما يمثله الموقف بالنسبة للفنان في تلك اللحظة بالذات.
وعلى نفس المبدأ يسير هذا الفلم. يبدأ الفلم بالشاب فرانسيس جالساً في الحديقة رفقة رجل عجوز وتسير أمامهم امرأة تنظر ببلاهة نحو الفراغ, يخبر فرانسيس الرجل العجوز أن هذه الشابة هي خطيبته وأنه سيقص عليه كيف تحولت إلى هذا الكائن عديم الروح. وهكذا يبدأ تشوه الواقع فنحن هنا لا نشاهد الأحداث كما هي بل كما يتذكرها البطل وكما علقت في ذهنه ولأن أحداث هذا الفلم هي أحداث مرعبة ومخيفة فلذلك نجد الواقع كله قد تشوه بصورة مرعبة ومقلقة في ذهن فرانسيس المسكين.
يبدأ فرانسيس بالقول أن قبل فترة قررت المدينة إنشاء مهرجان عام وهناك كانت هناك خيمة وهي خيمة الدكتور كاليجاري والذي يدعي أنه قد نوم شاباً يدعى سيزار طوال حياته البالغة ثلاثة وعشرين سنة وأنه سيوقظه الآن وسيجيب عن أي سؤال يطرح عليه, فسيزار النائم يعرف كل شيء في الوجود.
دخل فرانسيس إلى الخيمة مع صديقه الحميم والذي كان متحمساً للعرض. نهض هذا الشاب صديق فرانسيس وسأل سيزار النائم عن موعد منيته فأنبئه سيزار أنها ستكون عند طلوع هذا الفجر. يصاب الشاب بالفزع ويهرب ولكنه يتجاهل هذه النبوءة ككلام سرك سخيف. ولكن في الليل يتسلل أحدهم إلى شقته ويذبحه وهو نائم.
بالتأكيد يكاد فرانسيس أن يجن نتيجة موت صديقه وبهذا التوقيت بالذات ولكنه يشتبه بأن سيزار النائم هو خلف هذه اللعبة. لذلك يذهب خلفه ويطالب بالتحقيق معه. ولكن أثناء ذلك يقبض الناس على لص حاول قتل امرأة وهي نائمة ويستخدم سكيناً مشابهة للتي قتلت صاحبه فتوجه أصابع الاتهام نحو هذا المجرم الجديد ولكنه يقسم أنه نعم حاول قتل المرأة ولكن ليس له علاقة بالجرائم السابقة. الشرطة لم تصدقه ولكن فرانسيس بقي يشك في سيزار.
ويقرر أن يراقبه فيذهب إلى منزل الدكتور كاليجاري حيث يعيش الأخير برفقة وسيزار ويراقبهم من النافذة طوال الوقت. في أثناء ذلك يقوم سيزار النائم باختطاف خطيبة فرانسيس ولكن عائلتها تستطيع إنقاذها ويتعرف الجميع على سيزار على أنه هو الخاطف. ولكن طوال تلك الليلة كان فرانسيس واقفاً خلف النافذة ينظر إلى سيزار النائم نائماً فكيف يمكن ذلك؟ يكاد فرانسيس أن يجن من الخوف والقلق والرعب وبالخصوص أن خطيبته لم تعد كما كانت بعد تلك الحادثة.
فماذا حدث؟ ومن هو سيزار؟ وكيف قام بتلك العمليات؟ ومن هذا الدكتور كاليجاري الذي يتحكم به؟ كل هذه الأسئلة تدور في ذهن البطل.
لقد صور هذا الفلم قبل قرن كامل ولكنه بالتأكيد صالح للمشاهدة في عصرنا هذا وأنصحكم بأن تطفئوا الضوء وتشاهدوه وحيدين فهذا الفلم كفيل بأن يرعبكم ويمتعكم في نفس الوقت.
هذه بعض الصور من الفلم, فقط لكي تعرفوا نوع الفن الذي أتكلم عنه.
مع الأسف هناك الكثير من الأفلام الصامتة الرائعة التي طواها التاريخ ولا يعرف عنها سوى قلة قليلة من الناس وقد كانت الصدفة هي ما جعلتني ألتقي بهذه التحفة الفنية. هل تعرفون تحف فنية صامتة أخرى قد نسيها الدهر تستحق المشاهدة
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبريائي قاهرهم
