حَــقِــيِــقَــةُ أَلــحُـــ♡ــبِّ
الحب ليس كلمات تنمق ولا عبارات تزين ولا احرفاً تكتب ، الحب الحقيقي ان يحترق القلب ثم يحترق حتى يذوب في هوى محبوبهِ.
الحب لا تسعه الكلمات ولا تحيط به الحروف ولا تستوعبه العبارات ،فهو احساس وشعور و احتراق وذبول وسهر الليل وفكر النهار وشخوص البصر بإنتظار رؤية الحبيب وذهاب الفكر سعياً لرضاه و خوض المخاطر في سبيل لقياه .
الحب هو حزن القلب وابتسامة الثغر ، هو انين الكتوم وصرخة الموتور ، الحب هو تتبع حركات المحبوب وسكناته ، والانس بألم الفراق على امل اللقاء .
ما اروع صورة الحب وهي تتجلى في زيارة (ال ياسين) حيث تلتهب عواطف المحب و تجيش لواعج عشقه فيبعث بسلامه ليس لشخص الحبيب فقط بل لكل سكناته ولحظات حياته وخفقات قلبه ، فتراه يقول :
( السَّلامُ عليكَ في إناءِ لَيلِكَ وَ أَطرْاَفِ نَهَارِكَ ... السَّلامُ عَلَيِكَ حيِِنَ تَقُومُ ، السَّلامُ عَلَيِكَ تَقْعُدْ ،السَّلامُ عَلَيِكَ حيِن تَقرَأُ وَ تُبَيِّن ْ، السَّلامُ عَلَيكَ حِينَ تُصَلِّيِ وَ تَقْنُتْ ، السَّلامُ عَلَيِكَ تَرْكَعُ وَ تَسْجُدُ ألسَّلامُ عَلَيِكَ حِينَ تُهَلِلُّ وَ تُكَبِّرُ ، ألسَّلامُ عَلَيِكَ حِيِنَ تَحْمِدُ وَ تَستَغْفِرُ ، السَّلام ُ عَلَيكَ حِينَ تُصْبِّحُ وَ تُمْسِّيِ ، السَّلامُ عَليكَ في اللَيلِ إِذا يَغْشىٰ و ألنَهَارِ إِذا تَجَلَّى ...) .(١)
نعم هذا هو كنه الحب ومعدنه واصله و فرعه ومبدأه ومنتهاه .
ومن هنا يجب ان نبتدأ المسير و تتحرك قافلة المنتظرين ونتعلم كيف نحب وكيف نعشق .
نحن بحاجة الى مناجاة الامام وعطفه ورأفته .
نحن بحاجة الى استشعار حضور الإمام عليه السلام لا مجرد وجوده المقدس .
نحن بحاجة للتعلم خطوة بعد خطوة ومرحلة تلو اخرى للوصول الى الهدف المنشود و العلم المنصوب و الامل المصبوب والغوث والرحمة الواسعة.
فكما إن العلم يحصل بالكسب والتعلم ، فهكذا العاطفة الصادقة و الحبّ الصافي والعشق الخالص لا يأتي جزافاً بل لابد له من السير والسلوك والجد والاجتهاد و الحركة والمثابرة في طريق رسمه لنا أَئِمة الهدى و خطه لنا قادة الورى وثابر على سلوكه العلماء وثبت على نهجه العرفاء وولج في بحر امواجه الاولياء .
فلابد للوالج في اعماق الحب ، و السابح في غمراته ان يسلك الطريق ويحث الخطى ويديم المسير للوصول الى بركان الحب الحقيقي ومنبع الفيض المهدّوّي.
________________
١- البحار ٥٣: ١٧١؛ مفاتيح الجنان .
_________________________________
المصدر : كتاب ثقافة الانتظار
للسيد محمد القبانجي